أزجيت مظاهر التكريم إلى عالم بريطاني كان أول "سايبورغ" Cyborg كامل في العالم. [سايبورغ اسم جاء من عالم الأدب لوصف كائن تتخطى قدراته الجسدية الحدود البشرية العادية نتيجة دمج عناصر إلكترونية وروبوتية وسيبرانية في جسمه]، وذلك على أثر وفاته عن عمر يناهز 64 عاماً.
وبالاستعادة، لقد رفض الدكتور بيتر سكوت مورغان قد رفض الاستسلام أمام مسار بدا محتماً بعد تشخيص طبي في عام 2017 أكد إصابته بـ"مرض العصبون الحركي" Motor Neuron Disease [يضرب المرض خلايا عصبية في الدماغ والحبل الشوكي مهمتها التحكم بوظاشف تشمل التحرك والتحدث والبلع والتنفس]. وآنذاك، ذكر أنه يريد أن يتخطى حدود ما يمكن للعلم أن يحققه، فقرر إطالة عمره بأن يصبح مؤتمتاً بالكامل.
يتحدر الدكتور سكوت مورغان من بلدة "توركي" الواقعة في مقاطعة "ديفون" بجنوب إنجلترا. وقد أعلن في وقت تالٍ لإصابته بالمرض عن أنه أنجز انتقاله بشكل كامل كي يصبح أول "سايبورغ" كامل في العالم يدعى "بيتر 2.0" Peter 2.0. وقد توجب على عالم الروبوتات الشهير عالمياً، أن يخضع لسلسلة من العمليات المعقدة والمحفوفة بكثير من المخاطر خلال تلك الرحلة العلمية التي تضمنت تطوير مجسم مشابه لما كان عليه وجهه قبل أن يفقد القدرة على التحكم في عضلات الوجه [المستخدمة خصوصاً في صنع التعابير المختلفة).
وجرى تصميم ذلك مجسم (أفاتار، وفق تسمية إشاعة) كي يستجيب باستخدام لغة جسد تديرها تقنية الذكاء الاصطناعي. وكذلك تعامل مورغان مع تقنية تتبع العين، كي يمكن نفسه من التحكم بأجهزة كومبيوتر متعددة، بمجرد استخدام عينيه.
وحقق الإجراء الأخير (في انتقاله الروبوتي) نجاحاً في استبدال صوته [بآخر مصنوع بتقنيات الذكاء الاصطناعي] على أمل الاستمرار لعقود محتملة من الحياة. وقد نشر خبر وفاته في إعلان على موقعه عبر "تويتر".
وجاء فيه الإعلان، "إلى أنصار بيتر المتمردين المذهلين. أعلمكم جميعاً بقلب مكسور، أن بيتر قد انتقل بسلام محاطاً بأفراد أسرته والأشخاص المقربين منه. لقد كان شديد الفخر بكم جميعاً، أنتم الذين دعمتموه، وساندتم رؤيته في شأن تغيير الطريقة التي ينظر بها الناس إلى الإعاقة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
خلال فترة تحوله إلى سايبورغ، خضع الدكتور سكوت مورغان لعمليات مكثفة شملت سلسلةً من الجراحات لإدخال أنبوب تغذية مباشرةً إلى معدته، إضافة إلى قسطرة مباشرة في مثانته، وجيب في فتحة القولون، للسماح له بالتعامل مع مشكلات تناول الطعام واستخدام المرحاض.
وخضع أيضاً لجراحة استئصال الحنجرة تفادياً لخطر إضافي يتمثل في احتمال دخول اللعاب إلى رئتيه، وقد وصفها بأنها بمثابة استبدال لصوته الطبيعي بـ"عقود محتملة من الحياة".
واعتمد على الكلام الاصطناعي، وطور "آفاتار" لوجهه، صمم كي يتجاوب مع محدثيه باستخدام لغة جسد يديرها الذكاء الاصطناعي.
وكذلك خاض مورغان تجربة استكشاف آفاق تقنية تتبع العين، كي يتمكن من التحكم بأجهزة كومبيوتر متعددة. وخضع أيضاً لعملية جراحية في العين بتقنية الليزر، كي يحصل على رؤية مثالية تصل حتى 70 سنتيمتراً، وهي المسافة التي تتيح له مشاهدة شاشة الكومبيوتر.
أنشأ العالم الراحل مؤسسة مع شريك حياته، وقام بالضغط على أعضاء في البرلمان لدعم حملته "الحق في الازدهار" Right to Thrive، التي تطالب بمزيد من التمويل للرعاية الصحية في بريطانيا وتغيير المبادىء التوجيهية في هذا المجال.
ولفت إلى أن أقل من واحد في المئة من الأفراد المصابين بـ"داء العصبون الحركي"، يحصلون على "تركيبة منقذة للحياة"، مؤلفة من عمليتي شق القصبة الهوائية لتخفيف انسداد التنفس، وزرع آلة تساعد على السعال بهدف تطهير الرئتين من البلغم.
وفي كلمات أخيرة، أوضح مورغان، "نحن في حاجة إلى رفع الصوت في هذا المجال، وإلى أن يعلو صداه فوق ضجيج عالم الأعمال، ومشكلات الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي. إن صوت المصابين بمرض "العصبون الحركي" ظل لفترة طويلة للغاية، غير مسموع إلى حد كبير".
نُشر في "اندبندنت" بتاريخ 15 يونيو 2022
© The Independent