ستعرض لوحة لفرانسيس بيكون، لم تظهر للعلن منذ ما يقارب الستة عقود في مزاد علني في أواخر الشهر الجاري، بعد أن بقيت في المجموعة الفنية الأوروبية الخاصة نفسها لمدة 40 عاماً.
ورسم بيكون اللوحة التي تحمل اسم "دراسة بورتريه لوسيان فرويد" في عام 1964، وهي تستند على صورة فوتوغرافية لفرويد وهو رسام من معاصريه. والتقط الصديق المشترك للرسامَين جون ديكن الصورة الفوتوغرافية في العام نفسه.
ستعرض اللوحة للبيع في مقدمة الأعمال الفنية في مزاد سوذبيز "الفن البريطاني: موسم اليوبيل" يوم 29 يونيو (حزيران) الجاري. وشوهدت آخر مرة في عام 1965 وكانت معروضة على أنها اللوحة المركزية لمجموعة مؤلفة من ثلاث لوحات كبيرة برزت في معرضٍ متنقل إلى هامبورغ واستوكهولم.
كما عُرضت أيضاً في دبلن كلوحة فردية في العام نفسه.
يُشار إلى أنّ بيكون وفرويد كانا صديقين لما يقارب العشرين عاماً قبل أن يقوم بيكون برسم "دراسة بورتريه لوسيان فرويد"، واستمرّت صداقتهما لأكثر من 40 عاماً قبل أن تتوتّر العلاقات بينهما وتنتهي في منتصف الثمانينيات.
وسبق للفنانين أن قاما برسم بعضهما البعض في مناسباتٍ عدّة، وكان فرويد يعمل غالباً استناداً إلى الحياة الواقعية فيما فضّل بيكون أن يستمدّ الإلهام من الصور الفوتوغرافية.
وفي لوحة "دراسة بورتريه لوسيان فرويد"، استخدم بيكون صورة لفرويد جالساً على السرير وذراعاه ممدودتان فيما تبدو قبضتاه مشدودتين وأكمام قميصه مثنيّة فوق المرفقين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأصبحت الصور بالأبيض والأسود من أبرز المواد التي استوحى منها بيكون أثناء قيامه برسم فرويد بشكلٍ متكرر ومهووس في الستينيات. واحتفظ بيكون بتلك الصور لبقية حياته وكانت ذات أهمية شخصية كبيرة بالنسبة إليه. وعندما تمّ العثور عليها مجدداً في محترفه عقب وفاته عام 1992، كانت ممزقة ومجعدة وعليها طلاء متناثر بحسب مزاد سوذبيز.
وفي معرض الحديث عن اللوحة قبيل طرحها في المزاد، قال توم إديسون مدير مبيعات الفن المعاصر في المزاد: "في هذه اللوحة وحدها نشهد على تحفة فنية ممّا يسلّط الضوء على العلاقة العميقة والمعقّدة التي كانت تربط اثنين من عمالقة الفن في القرن العشرين. من الصعب التفكير في فنانين عظيمين تتشابك حياتهما وعملهما لتشكّلا نسيج وعينا ووجداننا غير فرانسيس بيكون ولوسيان فرويد".
وأضاف قائلاً: "في الوقت نفسه، كان الاثنان يشكلان مصدر وحي ونقد أحدهما للآخر، وكانت صداقتهما واحترامهما المتبادل وتنافسهما وانجذابهما الشديد لبعضهما البعض هي الأمور التي أسهمت في تغذية وتفجير مواهبهما الفنية الاستثنائية. أُنجزت هذه اللوحة بشجاعةٍ فنية قصوى في ذروة شهرة بيكون ونرى فيها لوحة تنبض بالقوّة والجهد الذي يعكس المشاعر التي كانت تربط هذين الشريكين الزميلين معاً على مدى أكثر من أربعة عقود". وختم بالقول: "والآن، بعد عدم ظهور اللوحة المميزة إلى العلن منذ 57 عاماً، ها هي تعود إلى لندن لتشكّل مقدمة الأعمال الفنية لموسم المزاد الصيفي".
ويقدر سعرها بما يزيد على 35 مليون جنيه استرليني (42.2 مليون دولار).
وإلى جانب لوحة "دراسة بورتريه لوسيان فرويد" سيتضمّن مزاد سوذبيز "الفن البريطاني: موسم اليوبيل" لوحات شهيرة أخرى على غرار لوحة بانكسي التي تجسّد بورتريه للسير وينستون تشرشل ومنحوتة للدام باربارا ويبوورث ولوحة ديفيد هوكني التي يبلغ عرضها أربعة أمتار تقريباً وتجسّد صورة سكون غابة "وولدغايت وودز" ولوحة أل أس لوري بعنوان "أي تاون سكوير" A Town Square إضافة إلى لوحة جي أم دبليو تورنر التي تصوّر لندن ولوحة بريشة فلورا يوخنوفيتش بعنوان "بوتشرز فليش" Butcher’s Flesh.
من المزمع أن يبدأ المزاد الذي ستنقل وقائعه مباشرةً على الانترنت عند الخامسة من عصر يوم 29 يونيو.
© The Independent