وصل وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، اليوم الجمعة، 17 يونيو (حزيران)، إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط، في زيارة عمل استمرت يوماً واحداً، وكان في استقباله نظيره الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك.
والتقى الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني الضيف السعودي، وتطرق معه لمجالات التعاون بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها خدمةً للمصالح المشتركة للشعبين، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء الموريتانية الرسمية.
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنه "جرى خلال الاستقبال استعراض أوجه العلاقات السعودية - الموريتانية، ومجالات التعاون الثنائي، بخاصة في الجوانب التنموية والاقتصادية، إلى جانب بحث عدد من القضايا الإقليمية والجهود المبذولة في شأنها".
وأضافت أن اللقاء تم بحضور "مساعد وزير الدولة لشؤون الدول الأفريقية السفير الدكتور سامي الصالح، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى موريتانيا محمد بن عايد البلوي، ومدير عام مكتب سمو وزير الخارجية عبد الرحمن الداود".
ونُقل عن وزير الخارجية الموريتاني قوله إن بلاده تتابع باهتمام "حركة الإصلاح والتحديث التي تشهدها المملكة العربية السعودية على المستوى الداخلي والعربي والإسلامي والدولي"، مؤكداً على حقها في الدفاع عن أمنها وأمن مواطنيها، وأضاف الوزير أثناء لقاء جمعه بنظيره السعودي، الجمعة، أن موريتانيا "تدعم السعودية في مواجهة الاعتداءات الحوثية وتتبنى المبادرة السعودية لحل الأزمة اليمنية"، معرباً عن أمل الحكومة الموريتانية في تعزيز التعاون والشراكة مع المملكة.
الزيارة من منظور موريتاني
وتشهد العلاقات السعودية - الموريتانية تطوراً ملحوظاً، بخاصة منذ تولي الرئيس الموريتاني الحالي سدة الحكم قبل ثلاث سنوات، زار خلالها السعودية مرات عدة، بينما تولت الرياض تمويل ودعم مشاريع تنموية عدة في موريتانيا.
وتُعوّل موريتانيا على السعودية ووجودها الدولي، وبخاصة في الدائرتين العربية والإسلامية، ما يُؤمّن لنواكشوط حليفاً حقيقياً في أروقة الدبلوماسية الدولية، التي تسعى إلى تعزيز حضورها فيها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تحرك سعودي في المنطقة
وشكّلت موريتانيا المحطة الأخيرة في جولة وزير الخارجية السعودي التي بدأها قبل أيام، وقادته إلى المغرب والسنغال. ورأى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نواكشوط، ممادو صو، أن هذه الزيارة تدخل في إطار "تعزيز العلاقات بين السعودية ودول المنطقة، بخاصة أن الرياض تربطها علاقات مميزة بالمملكة المغربية وموريتانيا، وكذلك السنغال، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، حيث تأمل الرياض أن تعزز حضورها فيه من خلال نسج علاقات قوية مع دول القارة السمراء التي تتبوّأ فيها السنغال مكانة خاصة".
كذلك، اعتبر الباحث السياسي عبد الله اتشفاغ، أن هذه الزيارة "تشكل حدثاً بارزاً للمنطقة في هذه الظرفية الدولية، بخاصة أن الحرب الروسية - الأوكرانية أثرت على منطقة الساحل ودول المغرب العربي". وأضاف أن "هذا الوضع جعل السعودية تحرص على لعب دورها في المنطقة، سواء في رأب الصدع، أو تعزيز السلم. كما أن زيارة الوزير السعودي لهذا الجزء من العالم الإسلامي أمر عادي في الأوقات العادية وغير العادية، لأن السعودية قلب العالم الإسلامي النابض، ومركز أحداثه الحي".
علاقات قوية ومتينة
من جهته، وصف وزير الخارجية السعودي علاقات الرياض ونواكشوط بـ"القوية والمتينة"، منذ عقود عدة، مؤكداً حرص بلاده على تعزيز هذه العلاقات. وأضاف أن "مستوى التنسيق بين موريتانيا والسعودية، عالٍ وممتاز، وهناك تبادل للآراء وتنسيق وتوافق كبير فيما يتعلق بالجوانب السياسية".
وأشار إلى أن قيادة السعودية حريصة على مزيد من التعاون في الجوانب التنموية والاقتصادية، مؤكداً عزم الحكومة السعودية على العمل مع نظيرتها الموريتانية، لاستكشاف مزيد من هذه المجالات بهدف تعزيز التعاون البيني.