ساعات قليلة تفصلنا عن فاعليات النسخة الـ32 من بطولة كأس الأمم الأفريقية، التي تستضيفها مصر خلال الفترة من 21 يونيو (حزيران) وإلى 19 يوليو (تموز) 2019 بمشاركة 24 فريقاً للمرة الأولى في تاريخ البطولة.
وفازت مصر بحق تنظيم هذه النسخة من البطولة مطلع يناير (كانون الثاني) من العام الحالي، بعد منافسة مع جنوب أفريقيا، وسحب حق التنظيم من الكاميرون لعدم جاهزيتها.
وحسبما أُعلن حينها حصلت مصر على 16 صوتاً، مقابل صوت واحد لجنوب أفريقيا.
6 أشهر، هي الفترة الزمنية ما بين فوز مصر بحق التنظيم وإقامة أول مباراة بالبطولة، وهو ما وضع اللجنة المُنظمة واتحاد الكرة المصري أمام تحدّ كبير، إذ تعاني الكرة المصرية عدة أزمات دفعت البعض إلى التشكيك في إمكانية حلها خلال تلك الفترة القصيرة.
الملاعب المصرية
على رأس هذه التحديات جاء إعادة تهيئة الملاعب المصرية بتجديد الأرضية، إذ كانت في حالة سيئة بسبب ضغط مباريات الأندية المحلية في مسابقات الدوري والكأس والبطولات الأفريقية والعربية.
ولجأت اللجنة المنظمة بالتعاون مع اتحاد الكرة ولجنة المسابقات إلى إغلاق عدد من الملاعب الرئيسية، التي اُختيرت لاستضافة المباريات، مثل استادات الدفاع الجوي بالتجمع الخامس، والسلام والإسكندرية والسويس الجديد والإسماعيلية، كما جُدد استاد القاهرة الدولي، المُغلق منذ سنوات لأسباب أمنية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وخلال أشهر قليلة تمكّنت اللجنة من تسلّم الاستادات الستة، بعد تجديد أرضيات الملاعب لتُضاهي العالمية، والمرافق الخاصة بالاستادات، وأُضيفت إليها معايير الأمان.
وقال هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم ورئيس اللجنة المنظمة لـ"اندبندنت عربية"، إن "مصر بذلت جهوداً لتجهيز جميع الاستادات وملاعب التدريب، وأماكن إقامة المنتخبات والبعثات الأفريقية، لتخرج البطولة بأفضل شكل ممكن يعكس الصورة الحقيقية لمصر أمام القارة والعالم".
وأضاف، "واجهنا كثيراً من التحديات والصعوبات، لكننا منذ اليوم الأول لإعلان ترشحنا لاستضافة البطولة جهزنا ملفاً كاملاً بجميع الاحتياجات، وكذلك الأزمات المطلوب حلها، وبالفعل عملنا بأقصى جهد وسرعة للوصول إلى ما نحن عليه الآن".
وتابع أبو ريدة، "نأمل أن تخرج البطولة بأفضل صورة على صعيد التنظيم والمباريات والتنافسية بين المنتخبات، وأن يتوّج المنتخب الوطني باللقب على أرضه وبين جماهيره".
البث التلفزيوني
أمَّا ثاني التحديات، التي واجهت اللجنة المنظمة، فيتعلق بالبث التلفزيوني للمباريات، الذي يُعد أحد أهم عوامل نجاح أي بطولة كبرى، ومع اقتراب البطولة الأفريقية من موعد انطلاقها لجأت مصر إلى كسر احتكار شبكة (بي إن سبورتس) القطرية إذاعة المباريات فضائياً، إذ أطلقت قناة رياضية جديدة، مهمتها بث كل مباريات البطولة أرضياً.
تأخر الخطوة وانطلاق القناة الجديدة قبل أقل من شهر على افتتاح الحدث الرياضي، إضافة إلى صعوبة إقناع ملايين المصريين بالعودة إلى البث الأرضي، شكّلت أزمة، وخلال الفترة الأخيرة كثَّفت اللجنة المنظمة من تواصلها مع الجماهير عبر القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي للترويج للبث الأرضي، سعياً خلف الوصول بالبطولة إلى كل بيت مصري.
وفي سياق متصل وسعياً وراء بث الحدث بالصورة التي تليق به، تعاقد الاتحاد الأفريقي "كاف" خلال الساعات الماضية مع طاقم إخراج تلفزيوني أجنبي للعمل على نقل المباريات وإخراجها في أفضل صورة.
ومن جانبه أوضح هشام رشاد، نائب رئيس التلفزيون المصري للبرامج الرياضية، أنه "لن يستعان أيضاً بسيارات البث التابعة إلى ماسبيرو (مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري)، إذ توجد 6 سيارات للبث الخارجي من إسبانيا والبرتغال".
عودة الجماهير
تحدٍ آخر لجأت اللجنة المنظمة لبطولة الأمم الأفريقية للتغلب عليه بشتى الطرق، وهو إعادة الجماهير المصرية إلى المدرجات بعد سنوات من غيابها في المسابقات المحلية وأغلب المباريات القارية.
وبحثاً عن مزيد من التنظيم والتأمين، تعاقدت اللجنة مع إحدى الشركات العالمية لتنفيذ مشروع (بطاقة المشجع) على غرار التي عُمل بها في مونديال روسيا 2018، وهو ما حدث بالفعل، وبدأ الراغبون في حضور مباريات البطولة في تسجيل بياناتهم عبر الموقع الإلكتروني، قبل حجز التذاكر.
لكن التحدي الأكبر هو محاولة جذب أكبر عدد من الجماهير لحضور المباريات، التي لن يكون المنتخب المصري أو المنتخبات العربية الكبرى طرفاً فيها، خصوصاً في ظل استحداث نظام بطاقة المشجع اللازمة لشراء التذاكر وحضور المباريات، مما سيمنع فتح أبواب الملاعب أمام الجماهير في المباريات منخفضة الحضور.