مُنِي رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وحزبه المحافظ بهزيمتين ساحقتين في الانتخابات الفرعية، الجمعة 24 يونيو (حزيران)، في ضربة موجعة للحزب الحاكم أدت إلى استقالة رئيسه وزادت الشكوك حول مستقبل رئيس الوزراء الذي استبعد الاستقالة.
وأثناء حضوره اجتماع دول الكومنولث في رواندا، أبدى جونسون تحدياً لنتائج الانتخابات الفرعية وتعهد بالاستماع إلى مخاوف الناخبين وبذل المزيد لمعالجة أزمة تكلفة المعيشة بعد ما وصفها بأنها نتائج "قاسية" في الانتخابات.
وخسر المحافظون في هونيتن إند تيفرتن، وهي دائرة انتخابية في جنوب غربي إنجلترا تعد معقلاً تقليدياً لهم منذ إنشائها عام 1997، وكذلك في "ويكفيلد" شمال إنجلترا والتي كانوا انتزعوا مقعدها من حزب العمال في الانتخابات السابقة. وتشير الخسائر إلى أن القبول واسع النطاق الذي اعتمد عليه جونسون للفوز في الانتخابات الوطنية عام 2019 ربما بدأ في التصدع.
تصميم على البقاء
لكن جونسون (58 عاماً) كان أكد في وقت سابق أنه يرفض الاستقالة، حتى في حال الفشل، قائلاً للصحافيين المرافقين له في رواندا حيث يشارك في قمة الكومنولث، "هل أنتم مجانين؟"، وأضاف، "في شكل عام لا تفوز الأحزاب الحاكمة في الانتخابات الفرعية، لا سيما في منتصف فترة حكمها"، مؤكداً، "أنا متفائل".
ونجا جونسون هذا الشهر من تصويت على الثقة أجراه نواب محافظون، صوت فيه 41 في المئة منهم لصالح الإطاحة به، ويخضع لتحقيق من لجنة بشأن إذا ما كان قد ضلل البرلمان عمداً.
وقال جونسون في تصريحات لمحطات إعلامية في كيغالي بعد النتائج، "أعتقد أن الحكومة يجب أن تستمع إلى ما يقوله الناس... علينا أن ندرك أن هناك المزيد الذي يتعين علينا القيام به".
استقالة رئيس حزب المحافظين بعد "نتائج سيئة جداً"
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعد سلسلة من "النتائج السيئة جداً"، استقال رئيس الحزب أوليفر دودن في خطاب صاغه بعناية وألمح فيه إلى أنه يعتقد بأن على جونسون تحمل مسؤولية ما يحدث.
وقال دودن، الذي كان حليفاً لجونسون لفترة طويلة، "لا يمكننا أن نواصل العمل كالمعتاد... لا بد أن يتحمل طرف ما المسؤولية وقد خلصت إلى أنه في ظل تلك الظروف لا يصح أن أبقى في منصبي".
ورد جونسون بالقول إنه يتفهم أسباب إحباط دودن لكن "هذه الحكومة انتخبت بتفويض تاريخي قبل ما يزيد قليلاً عن عامين" وإنه سيواصل العمل على هذا الأساس.
التضخم
ولا يبدو الوضع مواتياً لحكومة جونسون، إذ بلغت نسبة التضخم أعلى مستويات منذ 40 عاماً، أكثر من تسعة في المئة، ما يثير مزيداً من التحركات الاجتماعية، بينما فشلت أخيراً محاولة مثيرة للجدل لترحيل مهاجرين إلى رواندا.
وعلى الرغم من أنه بموجب قواعد حزبه، لا يمكن إجراء تصويت على سحب الثقة من جونسون لمدة عام، فقد يقرر المشرعون الذين يخشون على مستقبلهم تقليل فترة السماح لإجراء تصويت آخر.
وقد تشكل موجة استقالات من فريق جونسون الحكومي وسيلة أخرى لإجبار رئيس الوزراء على الاستقالة، قبل الانتخابات الوطنية المقبلة المقرر إجراؤها في عام 2024. ويمكن الدعوة إليها قبل هذا الموعد.
"كاري غيت"
ويأتي كل ذلك بعد أشهر من مسلسل فضيحة الحفلات الذي أضيفت إليه فضيحة أخرى سميت "كاري غيت"، وتتعلق بمحاولات متكررة مفترضة من جانب جونسون للحصول على وظائف مدفوعة الأجر لزوجته كاري.
وأجريت الانتخابات الفرعية بعد استقالة اثنين من النواب المحافظين، أحدهما اعترف بمشاهدة مواد إباحية في البرلمان، والآخر تمت إدانته بالاعتداء الجنسي على صبي مراهق.
وقال زعيم المعارضة كير ستارمر الذي يأمل بالحلول مكان جونسون بعد انتخابات 2024، إن "الحكم واضح في حق حزب المحافظين الذي بات يفتقر إلى الطاقة والأفكار".
ورأى زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين إيد دايفي، "سكان هونيتن أند تيفرتن تحدثوا باسم البلاد... لقد سئم الرأي العام من الأكاذيب وانتهاكات القانون التي يرتكبها بوريس جونسون وحان الوقت للنواب المحافظين أن يقوموا بما ينبغي القيام به وطرده".