استهدفت ضربات روسية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد مجمعا سكنيا في العاصمة الأوكرانية التي لم تتعرض للقصف الروسي منذ نحو ثلاثة أسابيع، وذلك قبيل انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي تنبذه روسيا.
وسمع دوي أربعة انفجارات حوالى الساعة 06,30 (03,30 ت غ)، بعد نصف ساعة من اطلاق صفارات الإنذار المضادة للطائرات في العاصمة.
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو الذي تفقد موقع الانفجار أن الضربة الروسية هدفها "ترهيب الأوكرانيين (...) مع اقتراب قمة الناتو" التي ستعقد في مدريد بين 28 و30 يونيو (حزيران).
وقالت خدمة الطوارئ الحكومية على تلغرام "بعد قصف العدو، اندلع حريق في مبنى مؤلف من تسعة طوابق".
وقال كليتشكو إن جريحين على الأقل نقلا إلى المستشفى وتم انتشال فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات من تحت الأنقاض مشيراً إلى "أنها على قيد الحياة" ويحاول المسعفون "إنقاذ والدتها".
واوضح أن الحصيلة مرشحة للارتفاع نظراً لوجود أشخاص "تحت الأنقاض".
اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد في ألمانيا أن الضربات الروسية الأخيرة على حيّ في كييف قريب من مصنع للأسلحة سبق أن استُهدف في الأسابيع الأخيرة، "همجيّة".
وقال "إنها أيضًا همجيّتهم" في إشارة إلى الروس. وجاء تصريحه على هامش قمة مجموعة السبع التي تُعقد حتى الثلاثاء في إلمو في جبال الألب البافارية.
الروس يسيطرون على سيفيرودونتسك
سيطرت القوات الروسية بالكامل على مدينة سيفيرودونتسك الاستراتيجية بعد معارك شرسة، ودخلت مدينة ليسيتشانسك المجاورة مع بداية الشهر الخامس من النزاع.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع في موسكو قولها الأحد إنها استخدمت أسلحة بالغة الدقة في قصف مراكز تدريب تابعة للجيش الأوكراني في مناطق تشرنيهيف وجيتومير ولفيف الأوكرانية.
من جهته، أكد رئيس بلدية سيفيرودونتسك ألكسندر ستريوك للتلفزيون الأوكراني، عصر السبت، أن الروس سيطروا على كامل المدينة.
وقال إن القوات الروسية "احتلت بالكامل المدينة الاستراتيجية الواقعة على خط المواجهة بشرق أوكرانيا بعد أسابيع من القتال والقصف. المدينة الآن تحت الاحتلال الروسي بالكامل. إنهم يحاولون إقامة نظامهم الخاص، وفي حدود علمي قاموا بتعيين قادة بشكل ما".
جاء ذلك بعد يومين من إعلان الجيش الأوكراني انسحابه من المدينة التي كان عدد سكانها 100 ألف نسمة قبل العملية العسكرية الروسية بهدف الدفاع بشكل أفضل عن جارتها ليسيتشانسك، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وكشف الانفصاليون الموالون لموسكو، بعد ظهر السبت، أن القوات الروسية سيطرت بشكل كامل على المنطقة الصناعية لمصنع أزوت في سيفيرودونتسك، مؤكدين أن معارك شوارع مستمرة في مدينة ليسيتشانسك المجاورة. فيما لم يتسنَ التحقق من ذلك من طريق مصدر مستقل.
وبعد سقوط مدينة سيفيرودونتسك، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده ستستعيد جميع المدن التي استطاعت موسكو السيطرة عليها، بما في ذلك سيفيرودونتسك.
وفي خطاب مصور في ساعة متأخرة من مساء السبت، قال زيلينسكي إن أوكرانيا تعرضت لإطلاق 45 صاروخاً روسياً خلال الساعات الـ24 الماضية، واصفاً ذلك بأنه محاولة لتحطيم معنويات شعبه، وفق وكالة "رويترز".
يأتي ذلك فيما قال كبير مستشاري الرئيس الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش، إن قوات خاصة أوكرانية ما زالت موجودة في سيفيرودونتسك، وإن القتال ما زال مستمراً بين القوات الأوكرانية والجيش الروسي في المدينة.
صواريخ قادرة على حمل شحنات نووية
تزامناً، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت، خلال استقباله رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو، أن بلاده ستسلم مينسك "في الأشهر المقبلة" صواريخ قادرة على حمل شحنات نووية.
وقال بوتين في مستهل لقائه لوكاشينكو في سان بطرسبورغ، كما نقل التلفزيون الروسي، "في الأشهر المقبلة، سنزود بيلاروس بمنظومات صواريخ تكتيكية طراز (إسكندر-أم) تستطيع استخدام صواريخ باليستية أو عابرة للقارات بنسختيها التقليدية والنووية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي تصريحات تُنذر بمزيد من التوتر في العلاقات بين موسكو والغرب، اقترح بوتين المساعدة في تطوير سلاح الطيران البيلاروسي بحيث يصبح قادراً على نقل أسلحة نووية، وأضاف أن "الجيش البيلاروسي يستخدم طائرات عدة طراز (سو-25)، يمكن تحسينها في شكل ملائم. وهذا التطوير يجب أن يتم في مصانع طائرات في روسيا، والبدء بتدريب الطواقم بما ينسجم مع ذلك".
وكان لوكاشينكو طلب منه خلال اجتماعهما الذي نقل التلفزيون وقائعه، "تكييف" المقاتلات البيلاروسية بحيث تكون قادرة على نقل أسلحة نووية.