قال دميترو لونين حاكم منطقة بولتافا الأوكرانية إن عشرة أشخاص على الأقل قُتلوا في هجوم صاروخي روسي على مركز تجاري في مدينة كريمنشوك بوسط البلاد اليوم الاثنين. وأضاف لونين لرويترز أن 40 آخرين أصيبوا.
وفي لقطات نشرها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، يظهر حريق هائل بمبنى مترامي الأطراف ودخان كثيف يتصاعد إلى السماء، بينما كان مواطنون واقفين في الخارج. ولم يتسن لرويترز التحقق من اللقطات على الفور.
وقال زيلينسكي إن أكثر من ألف شخص كانوا في المركز التجاري وقت الهجوم. ولم يذكر تفاصيل عن الضحايا لكنه قال "من المستحيل حتى تخيل عدد الضحايا".
وكتب زيلينسكي على تطبيق تيليجرام يقول "من غير المجدي أن نأمل في التزام روسيا باللياقة والإنسانية".
وكريمنشوك مدينة صناعية كان عدد سكانها 217 ألف نسمة قبل الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، وتقع على نهر دنيبرو في منطقة بولتافا. وهي موقع أكبر مصفاة لتكرير النفط في أوكرانيا.
ولم يصدر بعد تعليق من روسيا التي تنفي تعمد استهداف المدنيين.
قادة السبع يدعمون أوكرانيا
أصدر قادة مجموعة الدول السبع بيانا اليوم الاثنين تعهدوا فيه بالوقوف إلى جانب أوكرانيا "مهما استغرق الأمر" من خلال زيادة العقوبات على روسيا ودعم الالتزامات الأمنية لكييف في أي تسوية بعد الحرب.
وهيمن الغزو الروسي لأوكرانيا والتداعيات الاقتصادية العالمية مثل ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء على قمة هذا العام لزعماء ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وكندا واليابان وبريطانيا.
وجاء في البيان "سنواصل تقديم الدعم المالي والإنساني والعسكري والدبلوماسي والوقوف مع أوكرانيا مهما استغرق الأمر من وقت".
وصدر البيان في اليوم الثاني للقمة المنعقدة في قلعة في جبال الألب البافارية، بعد وقت قصير من الكلمة التي وجهها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقادة مجموعة السبع بشأن الحرب عبر رابط فيديو.
وقال مسؤول أوروبي إن زيلينسكي طلب في الكلمة، التي لم تبث للجمهور، الحصول على أنظمة دفاعية مضادة للطائرات، وفرض المزيد من العقوبات على روسيا وضمانات أمنية. وقال أيضا إنه يرغب في انتهاء الحرب الروسية في أوكرانيا بنهاية العام قبل حلول فصل الشتاء.
وقال قادة مجموعة السبع إنهم سيواصلون تنسيق الجهود لتلبية الاحتياجات العسكرية العاجلة لأوكرانيا وأبدوا استعدادهم للعمل مع الدول والمؤسسات المهتمة بشأن الالتزامات الأمنية الدائمة.
وتخطط الولايات المتحدة لإرسال صواريخ متطورة مضادة للطيران إلى أوكرانيا لحمايتها من الهجمات الروسية، وفق ما أفاد مصدر مطلع وكالة فرانس برس اليوم الاثنين.
وأفاد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن الرئيس الأميركي جو بايدن "جعل من مسألة شراء أنظمة دفاع جوي متطورة لأوكرانيا أولوية".
معارك عنيفة
وتعرّضت العاصمة الأوكرانيّة للمرة الأولى منذ أسابيع لقصف بصواريخ روسية، صباح الأحد، وسط استمرار المعارك العنيفة في الشرق الأوكراني، في وقت دخل الصراع الدامي شهره الخامس.
وقال زيلينسكي في شريط فيديو، مساء الأحد، "قُتل رجُل لم يكن يبلغ سوى 37 سنة. هناك جرحى بينهم فتاة تدعى جينيا، عمرها سبع سنوات، وهي ابنة القتيل، أصيبت والدتها وهي مواطنة روسية. لم يكن هناك شيء يهددها في دولتنا، وهي كانت آمنة إلى أن قررت روسيا أن كل شيء معادٍ لها" في أوكرانيا، وأضاف، "قادة مجموعة السّبع لديهم إمكانات مشتركة كافية لوقف العدوان الروسي، لكن هذا لن يكون ممكناً إلا عندما نحصل على كل ما نطلبه وفي الوقت المناسب: الأسلحة والدعم المالي والعقوبات ضدّ روسيا".
صواريخ روسية
وأصابت صواريخ روسية مبنى سكنياً وروضة أطفال في العاصمة الأوكرانية كييف، الأحد، في ضربات استنكرها الرئيس الأميركي جو بايدن ووصفها "بالهمجية" بينما اجتمع زعماء لدول كبرى في أوروبا لمناقشة فرض مزيد من العقوبات على موسكو.
وهز ما يصل إلى أربعة انفجارات وسط كييف في الساعات الأولى من صباح الأحد، في أول هجوم من نوعه على المدينة منذ أسابيع. وقال آندري يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني "قصف الروس كييف مرة أخرى. ألحقت الصواريخ أضراراً بمبنى سكني وروضة أطفال".
وقال ميكولا بوفوروزنيك نائب رئيس بلدية كييف إن شخصاً قُتل وأُصيب ستة. وأضاف أن دوي الانفجارات الذي سُمع في وقت لاحق في أنحاء أخرى كان نتيجة تدمير الدفاعات الجوية في كييف للمزيد من الصواريخ القادمة.
وكثفت روسيا الضربات الجوية على أوكرانيا في مطلع هذا الأسبوع الذي شهد أيضاً سقوط مدينة شرقية استراتيجية في يد قوات موالية لروسيا.
وخلال قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في ألمانيا، قال بايدن في إشارة للضربات "إنها (تظهر) مزيداً من همجيتهم".
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن على دول مجموعة "السبع" الرد على الضربات الصاروخية الأحدث بفرض مزيد من العقوبات على روسيا وتقديم المزيد من الأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا.
الصواريخ تصيب مدينة رئيسية
كانت الحياة تعود إلى طبيعتها في كييف بعد أن أعاقت المقاومة الشرسة التقدم الروسي في المرحلة الأولى من الحرب، على الرغم من إطلاق صفارات الإنذار بشكل متكرر في جميع أنحاء المدينة. ولم تتعرض كييف لضربات كبيرة منذ أوائل يونيو (حزيران).
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عبر تطبيق "تلغرام" إن عدداً من الأشخاص ما زالوا محاصرين تحت أنقاض مبنى سكني من تسعة طوابق أصيب بضربة صاروخية الأحد. وأضاف كليتشكو "انتشلوا (رجال الإنقاذ) فتاة في السابعة من عمرها... إنها على قيد الحياة. وهم يحاولون الآن إنقاذ والدتها".
وقال متحدث باسم سلاح الجو الأوكراني إن الضربة نُفذت بما بين أربعة وستة صواريخ بعيدة المدى أُطلقت من قاذفات روسية على بعد أكثر من ألف كيلومتر في منطقة أستراخان جنوب روسيا.
كما أصابت الصواريخ الروسية مدينة تشيركاسي بوسط البلاد، والتي كانت حتى اليوم بمنأى عن القصف، وفقا للسلطات في المنطقة والتي قالت إن شخصاً قُتل وأُصيب خمسة آخرون.
وقال أوليكسي أريستوفيتش المستشار الرئاسي الأوكراني إن الهجوم أصاب أيضاً جسراً استراتيجياً يربط بين غرب أوكرانيا وساحات القتال بشرقها. وأضاف في رسالة لـ "رويترز": "إنهم يحاولون الحد من نقل احتياطياتنا والأسلحة (التي أمدنا بها) الغرب إلى الشرق".
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها استخدمت أسلحة عالية الدقة لضرب مراكز تدريب للجيش الأوكراني في مناطق تشيرنهيف وجيتومير ولفيف، في إشارة على ما يبدو لضربات أعلنت عن وقوعها أوكرانيا السبت.
وتنفي روسيا استهداف المدنيين، لكن أوكرانيا والغرب يتهمان القوات الروسية بارتكاب جرائم حرب في صراع أودى بحياة الآلاف ودفع الملايين للفرار من أوكرانيا ودمر مدناً.
ساحة المعركة في شرق أوكرانيا
سقطت مدينة سيفيرودونتسك الرئيسية في شرق أوكرانيا في أيدي القوات الموالية لروسيا السبت بعد انسحاب القوات الأوكرانية قائلة إنه لم يعد هناك أي شيء للدفاع عنه في المدينة المدمرة بعد قتال عنيف على مدى شهور.
ويعد سقوط سيفيرودونتسك هزيمة كبيرة لكييف بينما تسعى للاحتفاظ بالسيطرة على منطقة دونباس الشرقية، وهي هدف عسكري رئيسي للكرملين.
وتقول موسكو إن إقليمي لوغانسك ودونيتسك في دونباس، حيث دعمت انتفاضات منذ 2014، دولتان مستقلتان. وتطالب أوكرانيا بالتنازل عن كامل أراضي الإقليمين لإدارتين انفصاليتين.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول انفصالي موال لروسيا قوله إن القوات الانفصالية أجلت ما يزيد على 250 شخصاً، منهم أطفال، الأحد من مصنع أزوت للكيماويات في سيفيرودونتسك. وكانت المنطقة الصناعية المحيطة بالمصنع هي آخر جزء من المدينة تحت سيطرة القوات الأوكرانية.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن المسؤول نفسه قوله إن القوات تتقدم الآن في ليسيتشانسك بعد أن وصلت إليها عبر النهر قادمة من سيفيرودونتسك. وليسيتشانسك هي الآن آخر مدينة رئيسية تحتفظ بها أوكرانيا في منطقة لوغانسك.
وقال بافلو كيريلينكو حاكم منطقة دونيتسك عبر تطبيق "تلغرام" إن مدنياً قُتل وأُصيب ثمانية آخرون في قصف روسي الأحد.
وفي بلدة بوكروفسك التي لا تزال أوكرانيا تحتفظ بالسيطرة عليها في دونباس، كانت إيلينا، وهي امرأة مسنة مقعدة من ليسيتشانسك من بين عشرات الأشخاص الذين تم إجلاؤهم ووصلوا بالحافلة من مناطق الخطوط الأمامية.
وقالت "(في) ليسيتشانسك، كان الرعب مسيطراً الأسبوع الماضي. لم نعد قادرين على تحمل الأمر أمس... لقد أخبرت زوجي بالفعل إذا مت، رجاء ادفني خلف المنزل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مساعدات أمنية
قال مصدر مطلع لـ "رويترز" يوم الأحد إنه من المرجح أن تعلن الولايات المتحدة هذا الأسبوع شراء نظام دفاع صاروخي أرض-جو متقدم متوسط إلى طويل المدى لأوكرانيا.
وأضاف المصدر أنه من المتوقع أن تعلن واشنطن أيضاً تقديم مساعدات أمنية أخرى لأوكرانيا بما في ذلك ذخيرة مدفعية إضافية وأجهزة رادار لرصد قذائف المدفعية لتلبية الاحتياجات التي قال الجيش الأوكراني إنه يريدها.
خلاف الزعماء
ومع دخول أكبر معارك برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية شهرها الخامس، بدأ التحالف الغربي الذي يدعم كييف في إظهار علامات على التوتر بين أعضائه مع خلاف الزعماء المتنامي بشأن التكلفة الاقتصادية المتنامية التي تشمل ارتفاعاً حاداً في أسعار الغذاء والطاقة.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه ينبغي للغرب الحفاظ على جبهة موحدة في مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف للصحافيين "ثمن التراجع وثمن السماح (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين بالنجاح واقتطاع أجزاء كبيرة من أوكرانيا ومواصلة برنامجه للهجوم سيكون أعلى بكثير. الجميع هنا يدرك ذلك".
وخلال اجتماع مجموعة "السبع"، اقترحت بريطانيا وكندا واليابان والولايات المتحدة حظراً على واردات الذهب من روسيا.
إمدادات الغذاء العالمية
وللحرب تأثير ضخم على الاقتصاد العالمي والأمن الأوروبي إذ رفعت أسعار الغاز والنفط والأغذية ودفعت الاتحاد الأوروبي لتقليص الاعتماد على الطاقة الروسية كما دفعت فنلندا والسويد إلى طلب عضوية حلف شمال الأطلسي.
وقال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، الذي يعتزم زيارة روسيا وأوكرانيا هذا الأسبوع، إنه سيحث نظيريه الروسي والأوكراني على بدء حوار خلال مهمة سلام في الدولتين المتحاربتين، وإنه سيطلب من بوتين أن يأمر بوقف فوري لإطلاق النار.
وقال ويدودو قبل سفره لحضور قمة مجموعة السبع في ألمانيا "لا بد من وقف الحرب، وهناك حاجة إلى إعادة فاعلية سلاسل إمداد الغذاء العالمية". وحذرت الأمم المتحدة من أن حرباً طويلة في أوكرانيا، وهي إحدى الدول الرئيسية المصدرة للحبوب في العالم، تهدد بإشعال أزمة جوع عالمية.
"الأطلسي" يتعهد بمساعدة دول البلطيق وأوكرانيا
ويلتقي زعماء حلف شمال الأطلسي في العاصمة الإسبانية مدريد يوم الثلاثاء في قمة تستمر ثلاثة أيام سيحثون خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على التخلي عن اعتراضه على طلب فنلندا والسويد الانضمام إلى التحالف العسكري مع سعى الغرب إلى إرسال إشارة إلى روسيا والصين تنم عن التصميم على موقفه.
ويأتي اجتماع مدريد في ظل الحرب الروسية في أوكرانيا في لحظة محورية للحلف بعد الإخفاقات في أفغانستان والخلاف الداخلي في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الذي هدد بسحب واشنطن من التحالف النووي.
وقال دبلوماسيون إن المفاوضات بين حلف غالباً ما تسوده الانقسامات لا تزال جارية لكن الزعماء يأملون أيضاً في الموافقة على تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا وزيادة الإنفاق الدفاعي المشترك وتعزيز تصميم جديد للتصدي للصعود العسكري للصين ووضع المزيد من القوات في حالة تأهب للدفاع عن دول البلطيق.
وتسعى إسبانيا إلى زيادة تركيز حلف شمال الأطلسي على الجانب الجنوبي لمعالجة الهجرة والجماعات المسلحة في منطقة الساحل بأفريقيا.
وعلى الرغم من أن المسؤولين البريطانيين والأميركيين قد اعترضوا على طلب دول البلطيق نشر قوات دائمة متعددة الجنسيات في المنطقة، فمن المرجح أن تتوصل القمة إلى تسوية بشأن التعهد بإرسال تعزيزات سريعة.
وقالت ألمانيا بالفعل إنها ستضع المزيد من القوات على أهبة الاستعداد للدفاع عن ليتوانيا إذا سعت روسيا للاستيلاء على أراضي حلف الأطلسي ومن المتوقع أن تفعل بريطانيا الشيء نفسه بالنسبة لإستونيا بينما تتطلع لاتفيا إلى كندا لتعهد بإرسال المزيد من القوات هناك.