ما بين تعهدات باستمرار الدعم لأوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي، وفرض المزيد من العقوبات على موسكو، لتشديد الضغط الاقتصادي على الرئيس فلاديمير بوتين، من أجل وقف الحرب، التي دخلت شهرها الخامس، جاء البيان المشترك لقادة مجموعة السبع، بعد اجتماعهم أمس الاثنين في ألمانيا.
وقال مسؤولون في مجموعة السبع، التي تضم ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان وكندا والولايات المتحدة الأميركية، الثلاثاء 28 يونيو (حزيران)، إن "زعماء المجموعة اتفقوا على بحث تحديد حد أقصى لأسعار الواردات من النفط والغاز الروسيين، في محاولة للحد من قدرة موسكو على تمويل اجتياحها العسكري لأوكرانيا".
وجاء في بند من البيان الختامي للمجموعة، أن الاتحاد الأوروبي سيبحث مع شركاء دوليين سبل تقييد أسعار الطاقة، بما في ذلك بحث جدوى تطبيق قيود مؤقتة على أسعار الواردات من النفط والغاز، بحسب ما ذكرته وثيقة للمجموعة نشرتها وكالة "رويترز".
وكانت مجموعة السبع تناقش وضع حد أقصى لأسعار الطاقة الروسية على مستوى العالم، لمنع موسكو من الاستفادة من حربها في أوكرانيا، التي تسببت في زيادة أسعار النفط والغاز زيادة حادة.
وقفزت عائدات صادرات النفط الروسية في مايو (أيار) بمقدار 1.7 مليار دولار إلى نحو 20 مليار دولار، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، وهذا أعلى بكثير من متوسط 2021، البالغ 15 مليار دولار تقريباً، وحتى على الرغم من تقليل حجم صادراتها نتيجة العقوبات الغربية.
وتجني موسكو من صادرات الطاقة القدر ذاته من الأموال الذي كانت تجنيه قبل الحرب في الرابع والعشرين من فبراير (شباط)، وكانت واشنطن أول من دعا إلى إيجاد آلية لتقييد الأسعار التي تدفعها دول أخرى مقابل الحصول على النفط الروسي.
والفكرة هي ربط الخدمات المالية والتأمين وشحنات النفط بحد أقصى لسعر النفط الروسي، بالتالي إذا رغبت شركة شحن أو تصدير في الحصول على هذه الخدمات، عليها الالتزام بأن يباع النفط الروسي بما لا يتجاوز الحد الأقصى للسعر.
وضع "سقف" لسعر النفط الروسي
وأعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض، أن قادة مجموعة السبع سيطلقون العمل الهادف لوضع آلية لتحديد سقف للنفط الروسي بهدف ضرب مصدر مهم لعائدات موسكو.
وقال هذا المسؤول قبل ساعات من اختتام القمة، إن مجموعة السبع "ستطلب من الوزراء العمل بشكل عاجل على وضع سقف لأسعار النفط بالتشاور مع دول أخرى والقطاع الخاص، بهدف وضع مثل هذا السقف".
من جانبها، تسعى إيطاليا، التي يعتمد اقتصادها على الطاقة الروسية، باتجاه توسيع هذا الإجراء ليشمل سعر الغاز أيضاً.
ضبط أسعار الطاقة
حذر رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراجي، الأسبوع الماضي، من الحاجة إلى ضبط أسعار الطاقة لاحتواء التضخم. وقال إن "اعتراض رفاقه الأوروبيين الرئيس على تقييد أسعار الغاز سببه المخاوف من أن يدفع ذلك روسيا إلى خفض إمدادات الغاز بدرجة أكبر".
وقالت فرنسا، إنه "لا بد من توسيع آلية تقييد الأسعار لتتجاوز المنتجات الروسية من أجل تخفيض الأسعار بشكل أكبر، بما يشمل دول مجموعة السبع، التي تبحث عن مصادر للطاقة من بلدان أخرى".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تقليل واردات الذهب
مجموعة السبع أكدت أيضاً أنه سيتم فرض عقوبات على المسؤولين الروس لارتكابهم جرائم حرب، كما شددت على عزمها تقليل الواردات الروسية، بما في ذلك الذهب.
وبحسب بيانات مجلس الذهب العالمي، فإن مجموعة السبع تستورد أكثر من 70 في المئة من صادرات الذهب الروسي سنوياً، بقيادة لندن، إحدى أهم المراكز المالية حول العالم.
ووصفت الحكومة الروسية الخطوات التي تتخذها دول مجموعة السبع (جي 7) لحظر واردات الذهب الروسي بـ"غير القانونية"، مؤكدة سعيها للتوصل إلى أسواق جديدة للتغلب على العقوبات.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قوله "سوق المعادن النفيسة عالمي وضخم وغزير ومتنوع بصورة كبيرة".
مواصلة دعم كييف
على جانب آخر، أكدت مجموعة السبع مواصلة تقديم الدعم المالي والإنساني والعسكري والدبلوماسي لكييف والوقوف بجانبها إذا لزم الأمر، فيما طلبت المجموعة من روسيا خروج شحنات الحبوب من أوكرانيا لتجنب تفاقم أزمة الغذاء العالمية، داعية موسكو بشكل عاجل إلى وقف هجماتها على المنشآت الزراعية والنقل من دون قيد أو شرط، والسماح بمرور شحنات الحبوب من موانئ البحر الأسود.
مؤتمر دولي لإعادة إعمار أوكرانيا
وفي مسودة البيان الختامي، تعهدت مجموعة السبع، الثلاثاء، بالمساهمة في إعادة إعمار أوكرانيا عبر مؤتمر دولي وخطة، بحسب ما جاء في مسودة البيان الختامي التي اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية.
ودانت المجموعة، إضافة إلى خمس دول ناشئة بينها الهند، الاجتياح العسكري الروسي "غير الشرعي" لأوكرانيا. وقالت الدول السبع في ختام قمتها، إنها "مصممة على إعادة إعمار أوكرانيا من خلال مؤتمر وخطة إعادة إعمار دولية".
تخفيف حدة أزمة الجوع
وحضت دول مجموعة السبع الصناعية، الثلاثاء، البلدان والشركات التي تملك مخزونات غذائية كبيرة على المساعدة في تخفيف حدة أزمة الجوع الناجمة عن الحرب في أوكرانيا.
ودعت في بيان "جميع الدول إلى تجنب المبالغة في تخزين الغذاء، الذي من شأنه أن يؤدي إلى زيادة الأسعار بشكل إضافي".
ويختتم قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، الثلاثاء، قمتهم الـ47 التي تعقد في جنوب ألمانيا والهادفة إلى تأكيد الالتزام الطويل الأمد بمستقبل أوكرانيا، واتخاذ ما يلزم من أجل التخفيف من أزمة الغذاء العالمية، إضافة إلى بحث ملف التغير المناخي.