يبدو أن كثيراً من أنواع الطيور الخواضة (أي التي تخوض في الماء) الطويلة الساق التي حملت هذه التسمية لأنها تبحث عن الطعام على شواطئ بحيرات البلاد وأنهارها ما زالت تقاسي الأمرين.
جاء ذلك في تقرير أعده علماء تحت عنوان "مسح الطيور المتزاوجة" Breeding Bird Survey.
شهدت أعداد طيور من قبيل طيوي أحمر الساق Redshank و"الكروان" curlew و"لابوينغ" lapwing انخفاضاً بـ50 في المئة تقريباً، فيما تناقصت أعداد طائر الـ "ساندبيبير الشائع" (أو "الطيطوي الشائع") common sandpiper بـ 28 في المئة، وطائر "صائد المحار" oystercatcher بـ 22 في المئة خلال السنوات الـ 25 الماضية.
أدت أعمال الحراجة الجديدة في مناطق تكاثر مهمة إلى إزالة مساحات طبيعية مفتوحة تحتاج إليها الطيور الخواضة من أجل بناء أعشاشها، مما حد من قدرة الطيور على تربية صغارها، فضلاً عن تعزيز فرص اصطيادها. مثلاً تعشش طيور "لابوينغ" في الأراضي العشبية المرتفعة والمنخفضة والمراعي البرية، إذ تشغل مساحة المحاصيل المزروعة نفسها في الربيع. تتكاثر طيور "صائد المحار" في المناطق الداخلية والساحل على حد سواء، ويشير البحث إلى أنها تتأثر سلباً بعمليات صيد المحار في بعض المواقع الساحلية في المملكة المتحدة.
كذلك ضم التقرير الجديد 2500 مشاركاً تطوعوا لمراقبة الطيور، وأجروا مسحاً لـ 4000 موقع في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، وقدموا معلومات عن 118 نوعاً مختلفاً من الطيور.
وبحسب مسؤولة عن التنظيم في "مسح الطيور المتزاوجة" لدى "الصندوق البريطاني لعلم الطيور" سارة هاريس، "لقد غمرنا متطوعو "مسح الطيور المتزاوجة" بالدعم الذي قدموه في مختلف أنحاء المملكة المتحدة في 2001"، مضيفة أنه "عقب التحديات التي واجهناها نتيجة جائحة "كوفيد-19"، كان رائعاً أن نرى عمليات المسح تعود لسابق عهدها في 2021، مما سمح باحتساب اتجاهات أعداد الطيور في المملكة المتحدة مرة أخرى".
في ذلك الصدد، لا يكتفي التقرير بتسجيل المستويات التي بلغتها أعداد الطيور الخواضة، بل يستخدم البيانات لوضع توقعات تبين كيف ستتأثر أعدادها بأشكال مختلفة من استخدام الأراضي، في محاولة لإيجاد توازن بين توفير غذاء كاف للإنسان وحماية أنواع الطيور في الوقت نفسه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في رأي الباحثين، من شأن بعض السياسات المعتمدة في إدارة الأراضي أن تعزز عملية تكاثر الطيور، بما في ذلك مراقبة مستوى المياه والتخطيط الذي يراعي مصلحة الأراضي الحرجية والغابات وإنشاء مساحات رطبة وتقليل عمليات جز الأراضي العشبية.
في هذا الشأن، تحدث سايمون ووتون كبير علماء حفظ البيئة في "الجمعية الملكية لحماية الطيور" مشيراً إلى أنه "في حين أن النتائج واقعية فإن نتائج "مسح الطيور المتزاوجة" تسلط الضوء على الحاجة إلى بيانات جيدة" تثري عمليات التقويم الوطنية التي تتيح بعد ذلك "للمنظمات المعنية بالطبيعة والهيئات الحكومية تحديد أي أنواع من الطيور ينبغي إعطاؤها الأولوية واتخاذ إجراءات عاجلة في شأنها".
على الرغم من التحذيرات الصارخة في شأن الطيور الخواضة، كشفت الدراسة عن أن 39 نوعاً منها قد شهدت وفق الإحصاءات زيادات طويلة الأجل في المملكة المتحدة.
خلال السنوات الـ 25 الماضية ارتفعت أعداد طائر "الحدأة الحمراء"red kites بنسبة 1935 في المئة، بينما سجلت أعداد طائر "البلشون الأبيض الصغير" little egret صعوداً بنسبة 2380 في المئة.
في السياق نفسه، أضاف بول وودكوك من "اللجنة المشتركة لحماية الطبيعة" في المملكة المتحدة، أن البيانات المستقاة من مصادر على غرار "مسح الطيور المتزاوجة" تعتبر المفتاح في "تسليط الضوء على التأثير الذي تطرحه القرارات في شأن استخدام الأراضي على جهود حفاظ الطبيعة".
تولى تمويل تقرير "مسح الطيور المتزاوجة" كل من "الجمعية الملكية لحماية الطيور"و"الصندوق البريطاني لعلم الطيور" و"اللجنة المشتركة لحماية الطبيعة".
نشر في "اندبندنت" بتاريخ 24 يونيو 2022
© The Independent