أعلن مسؤول أميركي بارز الخميس 30 يونيو (حزيران)، أن "فرص إحياء الاتفاق النووي مع إيران أصبحت أسوأ مما كانت عليه قبل محادثات الدوحة"، مضيفاً في تصريح لوكالة رويترز أن تلك الفرص "تسوء بمرور الأيام".
وكشف المسؤول الأميركي أن "إيران قدمت مطالب فضفاضة وطلبت أشياء لا علاقة لها بالاتفاق النووي وأعادت فتح قضايا تمت تسويتها".
ومضى يقول "يمكنك أن تصف مفاوضات الدوحة في أحسن الأحوال بأنها متعثرة وفي أسوأ الأحوال بأنها رجوع إلى الخلف. ولكن في هذه المرحلة، فإن التعثر يعني عمليا الرجوع للخلف".
ولم يخض المسؤول في تفاصيل محادثات الدوحة، التي قام فيها مسؤولو الاتحاد الأوروبي بدور الوسيط بين الجانبين في محاولة لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي حد من برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.
وقال "مطالبهم الغامضة ومعاودة فتح قضايا سبق تسويتها وطلبات لا علاقة لها بوضوح بخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) كل ذلك يشير لنا... إلى أن النقاش الحقيقي الذي ينبغي إجراؤه ليس بين إيران والولايات المتحدة لحل القضايا المتبقية... وإنما بين إيران وإيران لحل القضية الأساسية بشأن ما إذا كانوا مهتمين في عودة متبادلة لخطة العمل الشاملة المشتركة".
قلق غربي
وكانت قوى غربية كبرى عبرت عن قلقها الخميس، إزاء فشل الدبلوماسيين الأميركيين والإيرانيين في إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 في حين قال الاتحاد الأوروبي إن الأطراف "قد لا تتمكن من الوصول إلى خط النهاية".
وتحدث دبلوماسيون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد إنتهاء المحادثات غير المباشرة التي جرت بين الولايات المتحدة وإيران في الدوحة هذا الأسبوع بدون أي مؤشر على إحراز تقدم صوب إحياء الاتفاق النووي، الذي قيّدت إيران بموجبه برنامجها النووي بما يصعب معه تصنيع سلاح نووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها من الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقال أولوف سكوج، سفير الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة لمجلس الأمن، "أنا قلق من أننا قد لا نتمكن من الوصول لخط النهاية. رسالتي هي: انتهزوا تلك الفرصة للتوصل لاتفاق بناء على النص المطروح على الطاولة. هذا هو الوقت المناسب لتخطي المسائل الأخيرة المعلقة والتوصل لاتفاق وإحياء (الاتفاق النووي) بالكامل". وينسق الاتحاد الأوروبي المحادثات حول إحياء الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب في عام 2018 وأعاد فرض عقوبات أميركية صارمة على إيران مما دفعها إلى بدء خرق القيود النووية المفروضة عليها بعد ذلك بعام تقريباً. واجتمع مجلس الأمن لمناقشة أحدث تقرير أصدره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن تنفيذ قرار مجلس الأمن لعام 2015 الخاص بالاتفاق النووي، المعروف رسمياً بخطة العمل الشاملة المشتركة.
"لن يوجد أفضل منه"
وحمّل الدبلوماسيون الأميركيون والبريطانيون والفرنسيون، إيران مسؤولية فشل الجهود لإحياء الاتفاق بعد مفاوضات استمرت أكثر من عام. وقالت باربرا وودورد، سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، إن على إيران "قبول هذا الاتفاق سريعاً. لن يوجد أفضل منه".
وقالت روزماري دي كارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، إن المنظمة الدولية دعت إيران والولايات المتحدة إلى اغتنام فرصة القوة الدافعة الموجود حالياً للتوصل إلى اتفاق.
وقال ريتشارد ميلز، نائب السفير الأميركي لدى لأمم المتحدة، في الاجتماع "لم تظهر إيران بعد أي رغبة حقيقية في التوصل إلى اتفاق أو إنهاء الأزمة النووية الراهنة والوصول إلى رفع العقوبات".
رفض إيراني
وقال نيكولا دو ريفيير، سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة "لم تقبل إيران العرض المطروح على الطاولة فحسب وإنما أضافت قضايا أخرى تقع خارج نطاق خطة العمل الشاملة المشتركة بمطالب مبالغ فيها وغير واقعية".
غير أن إيران وصفت المحادثات الأخيرة بأنها إيجابية وقالت إنها مستعدة للتوصل إلى اتفاق.
وقال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي "إيران طلبت من الولايات المتحدة ضمانات موضوعية ويمكن التحقق منها مثل ألا يتم العصف بخطة العمل الشاملة المشتركة مرة أخرى وألا تنتهك الولايات المتحدة التزاماتها مجدداً وألا يُعاد فرض عقوبات تحت ذرائع أو مسميات أخرى".
وتابع "كنا جادين في محادثات الدوحة التي كانت جادة وإيجابية ... فريقنا المفاوض مستعد للمشاركة من جديد بشكل بناء للتوصل إلى اتفاق".
وانتقد الدبلوماسيون الصينيون والروس، الولايات المتحدة. ودعا ممثل الصين واشنطن إلى تخفيف العقوبات الأميركية الأحادية على إيران وروسيا كما حضّ جميع الأطراف على التحلي بالمرونة.
كذلك قال دميتري بوليانسكي، نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، "إنها حقا سياسة (ترمب) الرامية إلى ممارسة أقصى الضغوط على إيران، وهي نفس السياسة التي لا تزال الإدارة الأميركية تنتهجها، وهذا هو السبب الرئيس لكل المشكلات الحالية الخاصة بخطة العمل الشاملة المشتركة".
عبداللهيان مصمم
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أعلن في وقت سابق الخميس، "تصميم" بلاده على مواصلة المفاوضات حول برنامجها النووي، بعد يومين من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، في الدوحة.
وقال أمير عبد اللهيان، في بيان بعد مكالمة هاتفية مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني "نحن مصممون على مواصلة المحادثات حتى التوصل إلى اتفاق واقعي".
ويأتي هذا الإعلان بعد أن أعربت واشنطن عن "خيبة أملها" من المفاوضات غير المباشرة التي جرت مع طهران في الدوحة بوساطة من الاتحاد الأوروبي والتي تهدف إلى استئناف المفاوضات في فيينا حول البرنامج النووي الإيراني.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء "المحادثات غير المباشرة في الدوحة انتهت"، مضيفاً "نشعر بخيبة أمل لأن إيران رفضت الرد بإيجابية على مبادرة الاتحاد الأوروبي، بالتالي عدم تحقيق أي تقدم".
من جهته، أعرب منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا عن أسفه لعدم إحراز "التقدم المأمول" من فريقه في هذه المناقشات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مع ذلك، أكد الوزير الإيراني أن "تقييمنا للمرحلة الأخيرة من المحادثات في الدوحة إيجابي". وقال "أشدد على أننا جادون في التوصل إلى اتفاق جيد وصلب ودائم"، مؤكداً أن "الاتفاق يمكن تحقيقه إذا كانت الولايات المتحدة واقعية".
وتهدف المحادثات التي استؤنفت في أبريل (نيسان) 2021 في النمسا إلى إعادة الولايات المتحدة للاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني المبرم في العام 2015 ومعاودة إيران الوفاء الكامل بالتزاماتها وفق الاتفاق.