تسير إدارة نادي برشلونة الإسباني برئاسة خوان لابورتا بخطى ثابتة نحو تصحيح الأوضاع المالية الخطيرة للعملاق الكتالوني، والتي تحول حالياً دون توقيعه مع لاعبين جدد أو إعادة تسجيل بعض لاعبيه الذين انتهت عقودهم ووقعوا عقوداً جديدة.
وكان تاريخ 30 يونيو (حزيران)، الذي يمثل نهاية السنة المالية لموسم 2021-2022، هدفاً محدداً لإدارة برشلونة لمحاولة موازنة الإيرادات والمصروفات كي لا يقع النادي تحت طائلة العقوبات، وهو ما دفعه إلى الإعلان، صباح أمس الخميس، عن استخدام أولى الروافع الاقتصادية التي وافقت عليها جمعيته العمومية الاستثنائية، التي جرت في منتصف الشهر الحالي، ببيع عشرة في المئة من حقوق بث مباريات الفريق الأول في الدوري الإسباني، لمدة 25 سنة، مقابل 207.5 مليون يورو، لشركة "سيكسيث ستريت" الأميركية.
ورفعت قيمة بيع حقوق البث، إيرادات برشلونة الإجمالية في الموسم المنقضي إلى 267 مليون يورو، ويتجنب خسائر كانت متوقعة بقيمة 160 مليون يورو، للعام الثالث على التوالي.
وتسببت جائحة فيروس كورونا في خسائر كبرى لمعظم أندية كرة القدم الأوروبية، لكن سياسات برشلونة غير المحسوبة في عهد الرئيس السابق جوسيب ماريا بارتوميو، جعلت البارسا أكبر الخاسرين حين وصل إجمالي ديونه لما يقارب 1.4 مليار يورو، وبعد مساعي الإدارة الحالية لتدعيم الفريق في يناير (كانون الثاني) الماضي، تحت إشراف المدير الفني الجديد تشابي هيرنانديز، أعلن الدوري الإسباني أن برشلونة سجل عجزاً في ميزان إيرادات ومصروفات الفريق الأول بنحو 144 مليون يورو، بالتالي سيكون مطالباً بتقليل نفقات الفريق بنفس الرقم قبل التسجيل في الموسم الجديد يوم 13 أغسطس (آب) المقبل.
وجاءت أولى خطوات تدبير برشلونة للمال، عبر بيع لاعبه فيليب كوتينيو إلى أستون فيلا الإنجليزي مقابل 20 مليون يورو، مع توفير رواتب اللاعبين المعارين من أندية أخرى مثل أداما تراوري ولوك دي يونج والتخلص من راتب عثمان ديمبيلي بعد نهاية عقده هذا الصيف.
وفي الـ15 من مارس (آذار) وقع برشلونة عقد رعاية رئيس مع منصة البث الموسيقي "سبوتيفاي" بقيمة إجمالية تصل لنحو 300 مليون يورو لمدة أربع سنوات، مما يعني إنعاش خزانة النادي بنحو 70 مليون يورو سنوياً إضافة لمكافآت الأداء والنتائج في البطولات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومع استمرار عجز الموازنة، لجأت إدارة برشلونة لفكرة الروافع الاقتصادية، عبر بيع أجزاء من بعض أصول النادي الاستثمارية بهدف الحصول على أموال ضخمة فورية وتعظيم أرباح الأصول.
وصوت أعضاء برشلونة خلال الجمعية العامة الاستثنائية، على بيع حصة الأقلية بنسبة 49.9 في المئة من شركة برشلونة للترخيص والتجارة، وهي شركة عملاقة تسيطر على كل أنشطة برشلونة التجارية.
وأُسست شركة برشلونة للترخيص والتجارة في عام 2018 عقب حصول النادي على كامل حقوقه من شركة فرعية كان قد أسسها مع شركة نايكي الأميركية للأدوات الرياضية، بهدف التحكم المباشر في أكثر من 7000 منتج رسمي مرخص دولياً.
وخلال الجمعية العمومية لبرشلونة أكد نائب رئيس النادي جولي جويو، أن شركة التراخيص والتجارة التابعة للنادي ستظل أحد أهم مصادر دخل البارسا وأن عملية بيع نسبة الأقلية فيها هدفها توفير مبلغ مالي فوري يتراوح بين 300 و400 مليون يورو، مع تعظيم إيرادات النسبة المتبقية.
ويسعى برشلونة لبيع منتجاته عالمياً بعد التوسع في 30 دولة أوروبية خلال الشهر الحالي، بعد أن كانت منتجاته تباع داخل إسبانيا فقط.
وعلى الرغم من كل ما سبق، لا يزال برشلونة محروماً من دعم صفوفه بلاعبين جدد بسبب عجز فاتورة رواتبه، لذلك لن تتوقف إدارته عن إبرام الصفقات لتوفير قرابة 600 مليون يورو خلال الشهرين المقبلين.
بعد بيع برشلونة نسبة عشرة في المئة من حقوق بث مبارياته لشركة "سيكسيث ستريت" الأميركية المتخصصة في الإدارة الرياضية، والتي سبق لها شراء حقوق إدارة استاد سانتياغو برنابيو، من الغريم التاريخي لبرشلونة ريال مدريد، لا يزال برشلونة يتفاوض مع صندوق "سي في سي" الأميركي لشراء النسبة المتبقية من حقوق البث مقابل نحو 300 مليون يورو.
كما يستهدف البارسا بيع 49 في المئة من شركة الإنتاج الإعلامي المملوكة له التي تحمل اسم
"بارسا ستوديوز"، والتي تم إطلاقها في يناير 2019، كما تسير الإدارة الرياضية في طريق تخفيض عقود بعض اللاعبين وبيع العناصر غير المرغوب فيها خلال الفترة المقبلة، أملاً في توفير المال اللازم لإبرام التعاقدات الجديدة.
وأنهى برشلونة الموسم الماضي في المركز الثاني بالدوري الإسباني، وودع دوري أبطال أوروبا إلى الدوري الأوروبي الذي أطيح منه على يد فرانكفورت الألماني، كما فشل في تحقيق لقب كأس الملك أو كأس السوبر، ليخرج من 2021-2022 خالي الوفاض.