استيقظ العراقيون صباح اليوم الأحد، على جو مغبرّ مصحوب بموجة ترابية قوية غطت سماء العاصمة العراقية بغداد، حيث اعتادوا على اجتياح العواصف الترابية لسمائهم ورئتهم التي أدخلت الآلاف منهم إلى المستشفيات.
وتسببت العاصفة الترابية التي وصلت بغداد في الصباح بشبه انعدام للرؤية على الطرق الرئيسة، وكشف خبير الأرصاد الجوية صادق عطية عن مسار العاصفة الغبارية في البلاد بقوله إن "غباراً متوسطاً وكثيفاً يجتاز صلاح الدين وجنوب نينوى ويؤثر حالياً في أجواء العاصمة بغداد والأنبار ومناطق من مدن الفرات وجنوب غربي البلاد".
وتابع أن "الغبار سيندفع خلال الساعات المقبلة نحو باقي مدن الفرات الأوسط والجنوب ببطء وبشدة أقل، والتي يسودها غبار خفيف حالياً".
ومنذ بداية فصل الصيف شهد العراق موجات متتابعة من العواصف الترابية تتركز في معظم المحافظات مسببة تسجيل وفيات ومئات من حالات الاختناق.
ويرجع المتخصصون تكرار العواصف الترابية إلى قلة الأمطار وازدياد مساحات التصحر والجفاف بسبب التغيرات المناخية التي تعانيها البلاد.
تعليق الرحلات الجوية
ودفعت العاصفة الترابية الجديدة مطار بغداد إلى تعليق الرحلات الجوية مؤقتاً قبل معاودتها العمل من جديد.
وذكرت الإدارة في بيان أنها "تود أن توضح لكافة المسافرين وشركات الطيران العاملة في المطار عودة حركة الملاحة الجوية لطبيعتها وانسيابية جدول الرحلات الجوية ووصول مدى الرؤية إلى 600 متر بعد توقفها صباح اليوم السبت بسبب سوء الأحوال الجوية". وكانت الإدارة أكدت في بيان إيقاف الحركة الجوية للمطار بسبب وصول مدى الرؤية إلى 450 متراً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مواجهة التغيرات المناخية
وانضم العراق أخيراً إلى مبادرة سعودية لمواجهة التغيرات المناخية، وأكد وكيل وزارة الزراعية العراقية مهدي سهر في تصريح صحافي أن "التغيرات المناخية التي شهدها العالم بعد ارتفاع درجات الحرارة وانحباس الأمطار وأيضاً قلة وتناقص الإيرادات المائية للعراق من دول الجوار، انعكست بالمجمل على الوضع البيئي خلال الفترات الأخيرة التي شهدت تزايد الغبار في دول عدة ومن ضمنها العراق".
وأضاف، "لهذه الأسباب كان هناك اهتمام بتوسيع الرقعة الزراعية الخضراء في العراق والبلدان المجاورة، إضافة إلى إطلاق مبادرات السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر التي انضم العراق إليها بالتنسيق بين وزارة الزراعة ووزارة الموارد المائية بصفتها تدير الموارد المائية في البلاد".
وكشف عن أن "هناك مشاريع عدة ضمن هذه المبادرة وأخرى ممولة من قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي، ومنها تثبيت الكثبان الرملية ومشروع حوض الحماد وتطوير زراعة الزيتون وتنمية وتحسين الغابات وزراعة الكالبتوز وأيضاً تنمية المراعي الطبيعية والواحات الصحراوية والحزام الأخضر".
وتابع، "هذه المبادرة ستنعكس على البيئة العراقية وتخفض درجات الحرارة وتزيد الرقعة الخضراء"، لافتاً إلى أنها "تعتمد على الري بالتنقيط وبالرش في هذه المشاريع لترشيد المياه واستغلال المياه الجوفية بالصورة الأمثل، فهي رصيد لكل الأجيال". ونوه إلى أن "المشاريع المقبلة إذا أطلقت تخصيصاتها المالية فسيكون لها أثر إيجابي".
أثر المناخ
من جهة أخرى، أوضح الباحث العراقي نبيل جبار العلي أثر المناخ في البلاد على الصعيد الاقتصادي، إذ "قد تغلق الأنشطة التجارية المرتبطة بالسياحة مثل الملاهي والألعاب والمتنزهات العامة والمطاعم والمقاهي والأنشطة المرتبطة بها، إضافة إلى معاناة أصحاب الأمراض التنفسية الذين قد يصل بهم الأمر إلى دخول المستشفيات".
والاسبوع الماضي أعلنت وزارة الصحة أن مستشفيات البلاد استقبلت 2250 حالة اختناق مختلفة الشدة في محافظات العراق التي شهدت عواصف ترابية. وأضافت، "تم تقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم وغادر أكثرهم".