فُرض حجر صحي على ملايين السكان في الصين، الأربعاء، بسبب عودة انتشار وباء "كوفيد" الذي أثار مخاوف، خصوصاً في شنغهاي، من عودة القيود بعد شهر من إنهاء عزل طويل ومرهق.
وتحدثت وزارة الصحة الصينية عن نحو 300 إصابة جديدة بفيروس كورونا على مستوى البلاد، الأربعاء.
والمنطقة الرئيسة المتضررة هي مقاطعة آنهوي (شرق) حيث يخضع 1.7 مليون شخص في مقاطعتين ريفيتين حالياً للحجر.
لكن منذ الأحد، تسجل إصابات في شنغهاي، حيث فرض إجراء فحوص لكشف الإصابات في معظم المناطق، بينما أغلقت كل قاعات الكاريوكي في المدينة الأربعاء. وقالت السلطات إنه يتم تتبع بعض الإصابات في أماكن الترفيه هذه.
ويخشى بعض سكان شنغهاي العودة إلى القيود بعد خمسة أسابيع من رفع الإغلاق الذي استمر لمدة شهرين في أكبر مدينة في الصين.
وتزايد القلق مع تلقي بعض الأسر حصصاً غذائية، كما يبدو من رسائل يتم تداولها على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي.
وكتب أحد السكان في رسائل على "ويتشات" أن "منطقة بوتوو (وسط شنغهاي) ترسل الخضروات مرة أخرى".
ونشر أحد المستخدمين في شنغهاي على منصة "ويبو" الصينية الشبيهة بـ"تويتر" رسالة مفادها "أنا متوتر جداً. الوباء دمر شبابي. أنا على وشك أن أصاب بالجنون".
من جهتها، قالت أليس تشان التي تعيش في شنغهاي لوكالة الصحافة الفرنسية "أعتقد أن الأمر غير ضروري ولا أريد القيام بذلك"، في إشارة إلى حملة الفحوصات.
وأضافت أنها شاركت في حملة الفحص الجماعي بسبب مخاوف من أن يسمها رمزها الصحي المخزن على الهواتف الذكية الذي يستخدم للوصول إلى الأماكن العامة، على أنها معرضة لـ"كوفيد".
وقال ياو الذي ذكر اسمه الأول فقط ويقيم في شنغهاي "أعتقد أن الوضع لن يتحسن على الأمد القصير. الناس ما عادوا خائفين من (كوفيد) بل يشعرون بالخوف من أن يتم عزلهم في منازلهم".
على بعد نحو 1400 كيلو متر، أعادت مدينة شيان الكبيرة (شمال) من جانبها فرض "تدابير مراقبة مؤقتة" بعد رصد بؤرة لمتحورة "أوميكرون"، حسب السلطات الصحية المحلية.
وخضعت هذه المدينة التاريخية التي تضم 13 مليون نسمة لإغلاق استمر شهراً واحداً في نهاية العام الماضي. وقد فرضت المراقبة فيها منذ السبت بعد تسجيل 29 إصابة معظمها بين عمال لإعادة تدوير النفايات.
وقالت حكومة المدينة في مذكرة، إن أماكن الترفيه بما في ذلك الحانات ومقاهي الإنترنت وبارات الكاريوكي، ستغلق أبوابها اعتباراً من منتصف ليل الأربعاء.
ونشرت وسائل الإعلام الحكومية صوراً لسكان مدينة شيان يصطفون في طوابير لإجراء اختبارات بعد منتصف ليل الثلاثاء، لكنها أكدت أن المدينة تخضع لإغلاق.
وقال ما تشاو فينغ، المسؤول الصحي في مدينة شيان لصحافيين، إن "كل الإصابات هي بمتحورة (أوميكرون) بي أيه 5.2"، مؤكداً أن تتبع الإصابات ما زال جارياً.
وهذه المتحورة الأكثر قدرة على العدوى هي أقل خطورة، لكنها تشكل مع ذلك تحدياً جديداً للصين، إحدى الدول الأخيرة التي تطبق استراتيجية "صفر كوفيد" في مواجهة الوباء.
وتقضي هذه السياسة الصحية بإجراء فحوص مكثفة وفرض حجر صحي إلزامي في حال أثبتت الفحوص وجود إصابات وعزل المصابين.
وتعتبر الحكومة أن هذه الطريقة ضرورية لاستخدام الموارد الطبية على النحو الأمثل، والحفاظ على كبار السن الذين يشكلون نسبة قليلة نسبياً بين المطعمين.
لكن هذه الإجراءات توجه ضربة قاسية للنشاط الاقتصادي مع إغلاق عديد من الشركات أو تباطؤ الأعمال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووفقاً لتقديرات بنك "نومورا"، يخضع ما لا يقل عن 114 مليون صيني حالياً لقيود مختلفة، بما في ذلك قيود على السفر. وكانوا 66 مليوناً قبل أسبوع واحد فقط.
عودة الكمامة في قبرص
من جهة أخرى، أمرت قبرص اليوم الأربعاء، بإعادة فرض استخدام الكمامة لمكافحة "كوفيد-19"، بعد أكثر من شهر بقليل من إلغائه، وذلك مع عودة الإصابات للارتفاع مرة أخرى.
وقال وزير الصحة، ميشاليس هادجبانتيلا، إن شرط وضع الكمامات في الأماكن المغلقة يدخل حيز التنفيذ يوم الجمعة.
وأضاف، بعد اجتماع لمجلس الوزراء، فإن خبراء الصحة أوصوا بالخطوة بعد سلسلة من الإصابات لأشخاص لم يتخذوا الاحتياطات المناسبة، مؤكداً "الوضع تحت السيطرة".
كانت قبرص قد رفعت شرط وضع الكمامات في معظم المناطق في الأول من يونيو (حزيران).
ولم تعد قبرص تعلن الإصابات اليومية. وسجلت 10 آلاف و879 حالة إصابة جديدة بـ"كوفيد-19" في الأسبوع المنتهي في الأول من يوليو (تموز) مقارنة مع 7 آلاف و263 حالة في الأسبوع السابق.