سافر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى جزيرة بالي الإندونيسية لحضور اجتماع لوزراء خارجية مجموعة الـ 20 الذي من المرجح أن تطغى عليه أجواء حرب أوكرانيا والانقسامات العميقة داخل الكتلة حيال كيفية الرد على الأزمة.
ومن المقرر أن يحضر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين ولافروف ووزير الخارجية الصيني وانغ يي الاجتماع مع تزايد القلق بين الحكومات الغربية في شأن تأثير الحرب على كلفة الغذاء والوقود، الأمر الذي دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من "موجة غير مسبوقة من الجوع والعوز".
وستكون هذه المرة الأولى التي يلتقي فيها لافروف نظراءه من الدول التي تنتقد بشدة الحرب الروسية - الأوكرانية.
نحو اجتماع كارثي
ويتساءل المحللون عن مقدار ما يمكن أن تحققه مجموعة الـ 20 المليئة بالخلافات حول كيفية إدارة أزمة الحرب في أوكرانيا وتأثيراتها العالمية، ففي حين اتهم أعضاء غربيون موسكو بارتكاب جرائم حرب وفرضوا عقوبات غير مسبوقة، فإن دولاً أخرى مثل الصين وإندونيسيا والهند وجنوب أفريقيا لم تتخذ الموقف النقدي نفسه.
ودعا لافروف كل الأطراف في العالم إلى بذل جهود لحماية القوانين الدولية قائلاً، "العالم يتطور بطريقة معقدة".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع هاجمت الصين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي قائلة إن واشنطن "تلتزم القواعد الدولية فقط بالشكل الذي تراه مناسباً"، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان للصحافيين في بكين، إن "ما يسمى النظام الدولي القائم على القواعد هو في الواقع قاعدة عائلية وضعتها حفنة من الدول لخدمة المصلحة الذاتية للولايات المتحدة".
وقبل اجتماع الخميس قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية كريستيان فاجنر إنها لن تكون "قمة عادية ولا عملاً كالمعتاد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال كبير زملاء جنوب شرقي آسيا في مجلس العلاقات الخارجية جوشوا كورلانتزيك إن رئيس إندونيسيا جوكو ويدودو الذي يستضيف الاجتماع يأمل على الأرجح بتجنب "اجتماع كارثي".
وأضاف كورلانتزيك أن هناك مجموعة متنوعة من البلدان ووجهات النظر حول الطاولة، لدرجة أنه "يتعذر التحكم فيها تقريباً"، وقال "الانقسامات كبيرة للغاية بين بعض دول مجموعة الـ 20 للوصول إلى أية استنتاجات فعلية حول أي شيء تقريباً، وسيكون الأمر معجزة ببساطة إذا لم يخرج أحد، كما حدث خلال اجتماع وزراء المالية".
وفي أبريل (نيسان) الماضي نظمت المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا انسحاباً منسقاً من اجتماع مجموعة الـ 20 احتجاجاً على الحرب الروسية.
وهددت بعض الدول الغربية بمقاطعة اجتماعات مجموعة الـ 20، لكن وزارة الخارجية الأميركية قالت، الثلاثاء، إن بلينكين سيكون "مشاركاً كاملاً ونشطاً". وأضافت أنه لن يكون هناك اجتماع رسمي بين الولايات المتحدة ولافروف، مضيفة أن روسيا ليست "جادة في شأن الدبلوماسية".
ما من سبب للقاء
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، بحسب "غارديان"، "لم نر ذلك بعد". وأضاف، "نود أن يعطينا الروس سبباً للقائهم على أساس ثنائي مع وزير الخارجية لافروف، لكن الشيء الوحيد الذي رأيناه ينبع من موسكو هو مزيد من الوحشية والعدوان ضد شعب وبلد أوكرانيا."
وأوضح مساعد وزيرة الخارجية الأميركية دانييل كريتنبرينك أن بلينكين سيجري محادثات منفصلة مع وانغ "لمناقشة وجود حواجز حماية" في شأن العلاقات الأميركية - الصينية حتى لا تنتقل المنافسة إلى سوء تقدير أو مواجهة، مضيفاً "ستكون هذه فرصة أخرى للتعبير عن توقعاتنا حيال ما نتوقع أن تفعله الصين وما لا تفعله في سياق أوكرانيا".
من جانب آخر، قال مسؤولون أميركيون إن الأزمة العالمية في كلفة الغذاء والطاقة ستحتل مكانة بارزة خلال اجتماع مجموعة الـ 20.
وتعتبر أوكرانيا مورداً رئيساً لزيت عباد الشمس والذرة، وتزرع ما يكفي من القمح لإطعام 400 مليون شخص، ومع ذلك فقد تعطلت صادراتها بشدة بسبب الحرب الروسية وحصار موسكو لممراتها البحرية.
وكان الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو زار أخيراً كلاً من أوكرانيا وروسيا، داعياً إلى اتخاذ تدابير للسماح باستئناف الصادرات التي تعتمد عليها إندونيسيا بشدة مثل عدد من الدول.
وتحتفظ إندونيسيا بمقاربة "مستقلة ونشطة" للسياسة الخارجية، وسعت إلى الظهور كجهة فاعلة محايدة يمكن أن تساعد في المفاوضات.
وقال كورلانتزيك إن ويدودو يأمل على الأرجح "بإظهار نفسه كقائد عالمي، وأن يتجنب ببساطة لقاء كارثياً". وأضاف، "من المحتمل أنه يأمل بنوع من المواقف التي لا يخرج فيها أحد من الاجتماع ويتجنب كارثة كاملة، ويساعد في استمرار الحوار بين جميع الجهات الفاعلة المختلفة، ربما بهدف واحد هو جعل روسيا تبدأ في تصدير الحبوب مرة أخرى إلى عدد من البلدان، وربما يمكنهم تحقيق بعض الأهداف الثانوية الأخرى أيضاً".