حكم على المسؤول المنتخب في بلدية موسكو أليكسي غورينوف، الجمعة الثامن من يوليو (تموز)، بالسجن سبع سنوات بسبب إدانته الهجوم الروسي على أوكرانيا، في خضمّ موجة من القمع لإسكات أي انتقاد لما يسميه الكرملين "عملية عسكرية خاصة" في الدولة المجاورة.
وأصدرت السلطات سلسلة من القوانين لفرض عقوبات شديدة على من يدين الهجوم علانية، كما حظرت استخدام كلمتي "حرب" و"غزو"، منذ 24 فبراير (شباط) عندما دخلت القوات الروسية أوكرانيا.
ودانت القاضية أوليسيا مينديليفا المُعارض البالغ من العمر 60 سنة بتهمة "نشر معلومات كاذبة بشكل واضح" عن الجيش الروسي مستغلاً "مهامه الرسمية"، وبقيامه بذلك في إطار مجموعة منظمة مدفوعة بـ"الكراهية السياسية".
وقالت القاضية قبل أن تحكم على المعارض بالسجن سبع سنوات، إن "إصلاح المتّهم مستحيل من دون حرمانه من الحرية".
طرد الحاضرين
وقبل النطق بهذه العقوبة، صفّق الجمهور في قاعة المحكمة للمتّهم ممّا أدى إلى طرد الحاضرين الذين جاؤوا لدعمه.
وغورينوف هو أول معارض وأول عضو منتخب يواجه السجن لانتقاده الهجوم الروسي على أوكرانيا، لكن نشطاء آخرين محتجزين ينتظرون محاكمتهم أيضاً.
وقبيل النطق بالحكم، رفع الرجل ذو الشعر الرمادي الواقف في قفص المتهمين الزجاجي، ورقة أمام الكاميرات كُتب عليها "هل ما زلتَ بحاجة إلى هذه الحرب؟".
من جهة أخرى، لا تخضع إيلينا كوتينوتشكينا، النائبة البلدية الأخرى المتهمة بالوقائع نفسها، للمحاكمة لأنها فرت من روسيا مثل العديد من نشطاء المعارضة هرباً من القمع الذي ازداد في البلاد في السنوات الأخيرة.
"سرقوا سبع سنوات"
وأوقف غورينوف، وهو محامٍ، في أبريل (نيسان) لشجبه "حرب" موسكو و"عدوانها" على أوكرانيا في 15 مارس (آذار)، خلال اجتماع للمجلس البلدي المحلي. وجرى تصوير هذه الجلسة وبثّها على موقع "يوتيوب"، الأمر الذي شكّل ظروفاً مشدّدة بالنسبة للمحكمة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال في تلك الجلسة، "يجب استخدام كل جهود المجتمع المدني لإنهاء الحرب وانسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية".
وأشارت محاميته كاترينا تيرتوخينا إلى أن غورينوف سيستأنف الحكم معتبراً أنه أدين بسبب "كلماته وآرائه وقناعاته".
ونقلت تيرتوخينا عن المعارض قوله، "لقد سرقوا ربيعي وصيفي. سرقوا سبع سنوات من حياتي"، مؤكدةً "سيقاتل وسنكون إلى جانبه".
ضد الحروب
وشدّد غورينوف الخميس أثناء محاكمته، على أنه "ضد كل الحروب"، مشيراً إلى أن والده "عاد معاقاً من الحرب العالمية الثانية".
كما ذكر أسماء مدن أوكرانية مثل بوتشا حيث تُتهم القوات الروسية بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات تصفها موسكو بأنها أكاذيب أو مزيفة.
وقال غورينوف المسجون منذ 26 أبريل في موسكو، "عبّرت عن رأيي وأنا الآن في المحكمة".
ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا، حوكم عشرات الأشخاص الذين انتقدوا علناً الهجوم. وتم تغريم معظمهم لكن آخرين يواجهون أحكاماً قاسية بالسجن، وبينهم فلاديمير كارا مورزا، أحد الشخصيات المعارضة القليلة المتبقية في روسيا.
ومن بين الذين يلاحقون أيضاً ألكسندرا سكوتشيلينكو، وهي فنانة من سانت بطرسبرغ مسجونة منذ أبريل وتنتظر محاكمتها بتهمة وضع ملصقات تدعو للسلام في سوبرماركت.
المعارضة الروسية
وتقمع روسيا منذ سنوات الأصوات المنتقدة للكرملين، غير أنها شدّدت إلى حد كبير أخيراً ترسانتها الجنائية لإسكات أو معاقبة أولئك الذين ينددون بالسلطة الروسية.
وأقر مجلس النواب (الدوما) هذا الأسبوع سلسلة من القوانين التي تنصّ بلغة مبهمة على عقوبات سجن شديدة لقمع الدعوات للتحرك ضد أمن روسيا، كما اعتمد قانوناً يتعلق بـ"العملاء الأجانب" لمكافحة المنظمات والأفراد الذين ينتقدون الكرملين.
ومنذ فبراير، حظرت روسيا أيضاً العديد من وسائل الإعلام الروسية والأجنبية على أراضيها بالإضافة إلى بعض أكبر شبكات التواصل الاجتماعي، مثل "تويتر" أو "فيسبوك" أو "إنستغرام".