أعلن الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة السيارات الكهربائية "تيسلا" إلغاء صفقة شراء "تويتر" البالغة قيمتها 44 مليار دولار. وبرر ماسك انسحابه من الصفقة بأن الشركة لم تف بالتزامها بتقديم المعلومات والبيانات الكافية حول الحسابات الوهمية.
وتراجعت أسهم "تويتر" بالسوق لتفقد أكثر من 7 في المئة من قيمتها بعد الأنباء عن انسحاب ماسك من الصفقة.
وقال محامو ماسك في إخطار للجهات التنظيمية إن موقع "تويتر" تقاعس أو رفض الاستجابة لطلبات متعددة للحصول على معلومات حول حسابات وهمية أو غير مرغوب فيها على المنصة، وهو أمر أساسي لأداء عمل الشركة.
وأضافوا أن "السيد ماسك يمارس حقه بإلغاء الاتفاق والتخلي عن الصفقة".
وكان ماسك قد هدد بوقف الصفقة ما لم تقدم الشركة دليلاً على أن الحسابات الوهمية أقل من خمسة بالمئة من المستخدمين الذين يشاهدون الإعلانات على خدمة وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن شركة "تويتر" أعلنت انها ستقاضي ماسك لانسحابه من الصفقة. ويواجه الملياردير الأميركي دفع غرامة بنحو مليار دولار كلفة إنهاء الصفقة.
نزاع قضائي طويل
وأعلن رئيس الموقع أن الشركة ستتخذ إجراءات قانونية بهدف إلزام ماسك بـ"تنفيذ" صفقة شراء المنصة. وقال بريت تايلور في تغريدة إن "مجلس إدارة تويتر ملتزم بإتمام الصفقة بالسعر والشروط المتفق عليهما مع ماسك"، مضيفاً "نحن واثقون من أننا سننتصر".
ومن المتوقع أن يدخل الطرفان في نزاع قضائي طويل بشأن الصفقة المنهارة، والتي تواجه الكثير من المشاكل منذ أن أعلن ماسك فجأة في أبريل (نيسان) الماضي التقدم لشراء تويتر بسعر 54.2 دولار للسهم، ما وضع قيمتها عند 44 مليار دولار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومنذ ذلك الحين، تركت تصريحات ماسك وتغريداته على "تويتر" السوق في وضع عدم اليقين عما إذا كانت الصفقة ستتم أم لا. هذا فضلاً عن أن الاتفاق لم يحصل بعد على موافقة سلطات منع الاحتكار وهيئات تنظيم أسواق المال الأميركية.
وتكررت الأنباء عن محاولات ماسك تأمين التمويل لتغطية الصفقة، وأدى اهتمامه بها إلى ما وصفه كثير من المحللين بأنه "إهمال" لشركته الأساسية عملاق صناعة السيارات الكهربائية التي بدأت تعاني من مشاكل تمثلت في نقص أعداد السيارات التي تسلمها وخسارتها نحو نصف مليار دولار من استثماراتها في العملة المشفرة "بيتكوين".
مشاكل منذ البداية
ولم تقتصر تصريحات وتغريدات ماسك على صفقة "تويتر"، بل أعلن قبل أسابيع عن عزمه تسريح 10 بالمئة من العاملين الدائمين براتب شهري في شركة "تيسلا"، ما أدى إلى رد فعل السوق بمزيد من عمليات البيع لأسهم الشركة التي تعاني من الهبوط منذ بداية هذا العام.
وبدأت تصريحات ماسك في الآونة الأخيرة تؤثر سلباً كذلك على أسهم "تويتر" بسبب احتمال انسحاب ماسك من صفقة شراء الشركة التي تأسست قبل 16 عاماً.
ويرى محامون تحدثت إليهم وسائل الإعلام الأميركية أن الانسحاب من الصفقة بدون خسائر وغرامات يبدو أمراً صعباً في ظل الشروط الصارمة لإثبات "الإخلال المادي باتفاق التعاقد". وقال برايان كوين الأستاذ في كلية القانون بجامعة بوسطن لموقع "بزنس إنسايدر" إن محاكم ديلاوير تعد من أكثر محاكم الولايات الصديقة للأعمال والشركات.
ويعني ذلك أن إثبات ماسك إخلال الشركة باتفاق الصفقة قد لا تقبله المحكمة. وأضاف كوين: "في مثل هذه الصفقات، ما إن يتم التوقيع المبدئي وفي غياب اعتراض هيئات حكومية أو عرض أعلى سعر أو إخلال جسيم فيجب أن تتم الصفقة".
ويرى محللون آخرون أن شركة "تويتر" ربما تكون منفتحة على اقتراح إعادة التفاوض بشأن شروط الصفقة، لكن من غير المرجح أن تقبل بتخفيض السعر بعد عرض ماسك الأولي بقيمة 44 مليار دولار. ولن يكون اقتراح إعادة التفاوض مطروحاً إذا لم تضمن الشركة أن ماسك سيتم الصفقة.
ومما يزيد الشكوك حول اقتراح إعادة التفاوض أن ماسك يسعى منذ فترة لتأمين شركاء له يساهمون في تمويل الصفقة، ولا يبدو من الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام في الشهرين الماضيين أنه نجح في ذلك بالقدر الكافي.