حثت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، اليوم الأحد، المدنيين في منطقة خيرسون الجنوبية التي تحتلها روسيا على إخلاء المنطقة على نحو عاجل في الوقت الذي تستعد فيه القوات المسلحة الأوكرانية لشن هجوم مضاد هناك.
وفقدت أوكرانيا السيطرة على معظم منطقة خيرسون الواقعة على البحر الأسود، بما في ذلك عاصمتها التي تحمل اسمها، في الأسابيع الأولى بعد الحرب الروسية التي بدأت في 24 فبراير (شباط).
وقالت إيرينا فيريتشوك، نائبة رئيس الوزراء للتلفزيون الوطني، "من الواضح أنه سيكون هناك قتال وسيكون هناك قصف مدفعي. ولذلك نحث (الناس) على الإخلاء بشكل عاجل".
وأضافت، "أنها لا تستطيع أن تقول متى سيحدث الهجوم المضاد على وجه الدقة". وقالت "أعلم على وجه اليقين أنه لا ينبغي أن يكون هناك نساء وأطفال وألا يصبحوا دروعاً بشرية".
وتقول سلطات خيرسون، التي نصبتها موسكو، إنها تريد إجراء استفتاء بشأن الانضمام إلى روسيا، لكنها لم تحدد موعدا بعد. ويقول الكرملين إن مستقبل المنطقة يجب أن يقرره سكانها.
وتشمل منطقة خيرسون مدينة خيرسون، التي كان عدد سكانها قبل الحرب قرابة 300 ألف نسمة. ولا يُعرف عدد سكان المدينة الذين ما زالوا هناك.
زيلينسكي يعزل سفراء في أوروبا والأسباب مجهولة
فيما تخوض القوات الأوكرانية معارك لعرقلة التقدم العسكري الروسي على جبهات عدة، أقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت 9 يوليو (تموز)، عديداً من سفراء كييف في الخارج، ما طرح العديد من الأسئلة حول الخطوة المفاجئة.
جاء ذلك بعد اجتماع متوتر لمجموعة العشرين، حاولت فيه الولايات المتحدة الضغط على الصين للانضمام إلى الغرب في معارضة الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وشملت قائمة الإقالات التي وقعها زيلينسكي سفراء أوكرانيا في ألمانيا والهند وجمهورية التشيك والنرويج والمجر.
وإذ قال، في بيان، إنه يجري إعداد مرشحين جدد لشغل هذه المناصب، لم يتضح إذا ما كان سيتم إسناد مناصب جديدة لهؤلاء السفراء. وحث زيلينسكي دبلوماسييه على حشد الدعم الدولي والمساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وعلاقة كييف مع ألمانيا، صاحبة الاقتصاد الأكبر في أوروبا، ذات حساسية خصوصاً نظراً لاعتمادها بشكل كبير على إمدادات الطاقة الروسية.
أسلحة جديدة إلى كييف
وبعد ساعات من إعلان زيلينسكي، وقع الرئيس الأميركي جو بايدن أمراً بإرسال أسلحة جديدة تصل قيمتها إلى 400 مليون دولار لأوكرانيا، تشمل أربعة أنظمة صاروخية إضافية من طراز "هيمارس".
ولكن أوكرانيا تعرضت لانتكاسة دبلوماسية السبت، عندما أعلنت كندا أنها ستعيد التوربينات التي تم إصلاحها والتي تستخدمها شركة "غازبروم" التي تسيطر عليها الدولة الروسية لتزويد ألمانيا بالغاز الطبيعي.
واعتبرت أوكرانيا هذه الخطوة انتهاكاً للعقوبات المفروضة على روسيا.
توتر بين واشنطن وبكين
دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، المجتمع الدولي، السبت، إلى إدانة الهجوم الروسي، وقال إنه ناقش مخاوف واشنطن مع نظيره الصيني وانغ يي بشأن وقوف بكين في صف موسكو، وذلك خلال محادثات استمرت أكثر من خمس ساعات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتحدث بلينكن إلى صحافيين من جزيرة بالي الإندونيسية بعد اجتماع الجمعة، لوزراء خارجية مجموعة العشرين. وكان الوزير الروسي سيرغي لافروف قد انسحب من الاجتماع وندد بتركيز الغرب على توجيه "انتقادات مسعورة" لبلده.
وقال بلينكن إنه لا يعتقد أن الصين تتصرف بطريقة محايدة في وقت دعمت فيه روسيا في الأمم المتحدة "ورددت الدعاية الروسية".
وأعلنت الخارجية الصينية، في بيان، أن وانغ قال إن العلاقات الصينية - الأميركية مهددة "بالانحراف" أكثر عن مسارها مع "اعتقاد كثير من الناس أن الولايات المتحدة تعاني من نوبة خطيرة ومتنامية من رهاب الصين".
وقبل فترة وجيزة من الهجوم الروسي على أوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير (شباط) الماضي، أعلنت بكين وموسكو تأسيس شراكة "لا حدود لها"، لكن مسؤولين أميركيين قالوا إنهم لم يلحظوا محاولات صينية لتجنب العقوبات الصارمة التي تقودها الولايات المتحدة على روسيا أو تزويدها بعتاد عسكري.
مناشدة لفرض عقوبات إضافية
وعقب اجتماع مجموعة العشرين الجمعة، لمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن الكرملين لا يعتزم التفكير في حل وسط قريباً، قائلاً إن استمرار استخدام العقوبات ضد روسيا قد يؤدي لارتفاع "كارثي" في أسعار الطاقة.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، السبت، إن العقوبات تؤتي ثمارها، وكرر مناشدة كييف إرسال مزيد من شحنات الأسلحة الغربية عالية الدقة.
وأضاف في منتدى في دوبروفنيك عبر رابط فيديو، "الروس يحاولون جاهدين رفع تلك العقوبات، وهو ما يثبت أنها تؤلمهم حقاً. لذلك، يجب تشديد العقوبات حتى يتخلى بوتين عن خططه العدوانية أو ببساطة حتى يفقد القدرة على تجديد الموارد أو استخدامها".
في غضون ذلك، استبعد سفير روسيا لدى بريطانيا أندريه كيلين احتمال انسحاب بلاده من المناطق الأوكرانية الخاضعة لسيطرة موسكو. وقال إن القوات الروسية ستستولي على بقية أراضي منطقة دونباس.
قصف وقتلى وهجوم عنيف على خاركيف
ميدانياً، انتشل المسعفون 15 جثة في أعقاب ضربة صاروخية روسية السبت على مبنى سكني في تشاسيف يار بشرق أوكرانيا، بحسب مسؤولين. وقال الفرع المحلي لأجهزة الطوارئ الأوكرانية على "فيسبوك"، "خلال عملية الإنقاذ عُثر على 15 جثة في الموقع وأُنقذ خمسة أشخاص من بين الركام"، مضيفاً أن عناصر الإنقاذ تواصلوا مع ثلاثة أشخاص أحياء تحت الأنقاض.
وكان حاكم منطقة دونيتسك، بافلو كيريلينكو، قال على "تلغرام"، الأحد 10 يوليو (تموز)، إنه وفقاً لمعلومات واردة من السكان من المحتمل أن يكون ما لا يقل عن 34 شخصاً محاصرين تحت الأنقاض.
وتتركز الهجمات الروسية الرئيسة في ما يبدو إلى الجنوب الشرقي من المدينة وتحديداً في لوغانسك ودونيتسك.
ويشكل الإقليمان اللذان كانا تحت سيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو قبل الهجوم الروسي منطقة دونباس الصناعية في شرق أوكرانيا.
وأبلغ مسؤولون أوكرانيون عن وقوع ضربات في كلا الإقليمين، السبت، بينما قالت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة دورية، إن موسكو تجمع قوات من الاحتياط من جميع أنحاء البلاد قرب أوكرانيا.
وقال بافلو كيريلينكو حاكم إقليم دونيتسك عبر تطبيق "تلغرام"، إن صاروخاً روسياً أصاب بلدة دروزكيفكا الواقعة خلف خط المواجهة. وأشار إلى قصف مراكز سكانية أخرى.
وقال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي عبر "تلغرام"، "الروس يطلقون النار على طول خط المواجهة بأكمله"، لكنه ذكر لاحقاً أن هجوماً مضاداً للقوات الأوكرانية أصاب مخازن أسلحة وذخيرة روسية وأجبر موسكو على وقف هجومها.
وتنفي روسيا، التي أعلنت بسط سيطرتها على إقليم لوغانسك بالكامل الأسبوع الماضي، استهداف المدنيين.
قصف قاعدتين
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها قصفت "قاعدتين لمرتزقة أجانب ينتشرون قرب خاركيف".
وقال المتحدث باسم الوزارة، إيغور كوناشينكوف، إن طائرتين أوكرانيتين من طراز "سو-25" أسقطتا في منطقة ميكولايف الجنوبية، كما تم تدمير خمسة مستودعات للذخيرة، منها ما يقع في المنطقة وأخرى في منطقتي دنيبروبتروفسك ودونيتسك الشرقيتين.
وقالت القوات المدعومة من روسيا في دونيتسك إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 17، وذكرت أن القوات الأوكرانية قصفت عشرة مواقع في المنطقة.
ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من التقارير الواردة من ساحة المعركة.