أعلن رئيس لجنة 1922 في حزب المحافظين غراهام برادي "أنه تم استبعاد جيريمي هانت وناظم زهاوي من السباق على قيادة الحزب". وتصدر ريشي سوناك التصفيات الأولية بـ 88 صوتاً، بينما احتلت بيني موردونت المرتبة الثانية برصيد 67 صوتاً، واستحوذت ليز تراس على المركز الثالث بـ 50 من المؤيدين خلال الجولة الأولى من تصويت نواب حزب المحافظين. ونال هانت 18 صوتاً فيما حصل زهاوي على 25، أي أنهما فشلا في الحصول على الأصوات الـ 30 المطلوبة للوصول إلى المرحلة التالية.
صراع المرشحين وتبادل الاتهامات
وبدأ حزب المحافظين البريطاني الأربعاء، الـ 13 من يوليو (تموز) الحالي، عملية تصويت أولية لتقليص عدد المرشحين لخلافة رئيس الوزراء بوريس جونسون من ثمانية إلى اثنين، وسط تقاذف اتهامات في شأن ممارسات غير نزيهة.
ومن المقرر أن يقلص النواب المحافظون عدد المرشحين الثمانية الذين تخطوا التصفية الأولية الثلاثاء، على أن يُقصى أي مرشح من الثمانية لا ينال 30 صوتاً.
وستجرى عمليات تصويت عدة تمتد حتى الأسبوع المقبل وصولاً إلى حصر السباق في مرشحيْن، ليحسم السباق النهائي بتصويت أعضاء الحزب.
وفي حين قال جونسون إنه لن يدعم أي مرشح، لم يتوان مناصروه الأوفياء عن توجيه الانتقادات إلى سوناك، المرشح الأوفر حظاً لخلافته، وعمدوا إلى حشد التأييد لوزيرة الخارجية اليمينية ليز تراس.
ونفى معسكر سوناك التخطيط لتعزيز حظوظ مرشحين أقل قدرة على المنافسة في مسعى إلى قطع الطريق على آخرين حظوظهم أكبر على غرار تراس، قبل التصويت النهائي لأعضاء الحزب.
وتصدى وزير النقل غرانت شابس، الذي انسحب من السباق دعماً لسوناك، لاتهامات وجهت إلى مرشحه بأنه كان "مستشاراً اشتراكياً" لإشرافه على حزمة دعم كبرى خلال الجائحة.
ومذاك يشدد سوناك على ضرورة إيجاد توازن في المالية العامة بموقف مناقض لحزمة الإعفاءات الضريبية التي يعد بها منافسوه، وأثارت مخاوف المصرف المركزي وخبراء اقتصاديين.
الخطاب الأول
وفي خطابها الأول بصفتها مرشحة لخلافة جونسون، شددت مورداونت على القضايا الوطنية في تسجيل فيديو تم حذفه بعد شكاوى تقدم بها أشخاص ظهروا فيه من دون أخذ موافقتهم.
وقالت عنصر الاحتياط في البحرية الملكية إن مشاهدتها عندما كانت تبلغ تسع سنوات قوة بحرية تغادر بورتسموث لاستعادة جزر فوكلاند (بحسب التسمية البريطانية ومالوين بحسب التسمية الأرجنتينية) من بوينس آيرس، شكل إلهاماً لها للالتحاق بالسلك".
وقالت مورداونت، "أعتقد أن حزبنا فقد إحساسه بذاته"، مشبهة المحافظين بنجم فريق البيتلز بول مكارتني الذي أشعل الحماسة في مهرجان غلاستونبوري الموسيقي الشهر الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت، "انخرطنا في كل تلك النغمات الجديدة، لكن ما نريده حقاً هو الأمور القديمة الجميلة التي نعرف كلنا كلماتها"، في إشارة إلى الضريبة المنخفضة والدولة الصغيرة والمسؤولية الشخصية.
من جهتها، نفت بريفرمان التي تعد دخيلة على السباق أن تكون الانتقادات السائدة حالياً تلحق الضرر بالمحافظين على المدى الطويل.
ولدى وصول المرشحين للمثول أمام النواب المحافظين قبيل تصويت الأربعاء، قالت بريفرمان "سنتحد خلف من يحقق فوزاً نزيها وصريحا أياً يكن".
سقوط مدو ورأس مرفوعة
ويمثل جونسون أمام مجلس العموم في واحدة من آخر جلسات الاستجواب النيابية بصفته رئيساً للحكومة قبل الإعلان عن خلفه في الخامس من سبتمبر (أيلول) المقبل بعد إحباط مسعى المعارضة إلى الإطاحة به قبل هذا الموعد.
وسعى حزب العمال، الأربعاء، إلى فرض تصويت في مجلس العموم لحجب الثقة عن جونسون، معتبراً أن المملكة المتحدة غير قادرة على تحمل كلفة أسابيع من التنازع الداخلي في حزب المحافظين، بسبب الأزمة المعيشية وغيرها من التحديات على غرار الحرب في أوكرانيا، لكن الحكومة رفضت إفساح هامش لمناقشة المسعى العمالي، في خطوة وصفها خبراء دستوريون بأنها غير مسبوقة.
وأجبر جونسون الأسبوع الماضي على التنحي بعد انتفاضة كبيرة ضده داخل حكومته، شملت وزير المالية ريشي سوناك على خلفية سلسلة فضائح أدت إلى تراجع التأييد الشعبي للمحافظين خلال الاستطلاعات.
وكان سقوط جونسون مدوياً لسياسي حقق فوزاً ساحقاً خلال الانتخابات التشريعية التي أجريت في ديسمبر (كانون الأول) 2019، وأخرج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بعد شهر من ذلك، إلى أن وصلت جائحة "كوفيد-19" إلى بريطانيا.
وقال جونسون، الأربعاء، إنه سيغادر "مرفوع الرأس"، مقراً في الوقت نفسه أمام النواب بأن تراكم الفضائح سرع رحيله.
وهاجم زعيم المحافظين كير ستارمر خصمه خلال جلسة مساءلة للحكومة، ووصفه بأنه "غرق في أوهامه حتى النهاية المريرة"، مما استدعى تصفيق النواب المعارضين.
وفي مؤشر إلى الأمور المتوقع حصولها في المستقبل، وجه ستارمر انتقادات إلى النواب المحافظين الطامحين لخلافة جونسون، لا سيما في الملف الضريبي المعقد لوزير المالية ريشي سوناك.
وفي بداية الجلسة طرد رئيس مجلس العموم النائبيْن عن حزب "ألبا" القومي الاسكتلندي بعد تنظيمهما تحركاً احتجاجياً.
وجلسة المساءلة هذه هي ما قبل الأخيرة التي يمثل فيها جونسون أمام البرلمان قبل العطلة الصيفية واختيار المحافظين زعيماً جديداً للحزب.
لكن جونسون أشار إلى إمكان اختيار زعيم للحزب "بالتزكية" قبل الأسبوع المقبل، وإلى أن مثوله قد يكون الأخير في إطار جلسات المساءلة الأسبوعية في حال توصل المرشحان النهائيان إلى اتفاق، لكن المتنافسين سبق أن استبعدوا خطوة كهذه.
بداية الانهيار
وبدأ عهد جونسون ينهار بعد أن خلصت التحقيقات إلى أنه خرق القواعد المفروضة لاحتواء تفشي فيروس كورونا مع إقامة سلسلة حفلات في مقر رئاسة الحكومة خلال فترة الإغلاق، وقال ستارمر متهكماً على خصمه إنه ربما "نسي اتباع القواعد". وتابع ممازحاً، "سأفتقد تفاهاته الأسبوعية"، ليوجه بعدها انتقادات لسوناك ووزير المالية الحالي ناظم زهاوي، وهو بدوره من المرشحين لخلافة جونسون، وتفيد تقارير بأنه تحت التحقيق على خلفية قضايا ضريبية.
ورد جونسون بالقول إن أياً من المرشحين الثمانية لخلافته "سيمسح الأرض" بستارمر الذي "لم يقدم يوماً طرحاً أو مشروعاً من أجل البلاد".
وأعرب جونسون عن "افتخاره بالعمل الجماعي الرائع" الذي أنجز في عهده، معدداً "بريكست" وحملة التحصين ضد "كوفيد-19" و"الدور الحاسم" الذي أدته المملكة المتحدة بدعمها أوكرانيا في مواجهة الحرب الروسية بقيادة فلاديمير بوتين.