قال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الذي عينته حكومة الوحدة في طرابلس حديثاً الجمعة 15 يوليو (تموز)، إن إنتاج النفط الليبي سيستأنف من جميع الحقول والموانئ المغلقة، وذلك بعد اجتماع مع الجماعات التي حاصرت هذه المنشآت لأشهر.
وقد يعني قرار رفع حالة القوة القاهرة عن الإنتاج إعادة ضخ 850 ألف برميل يومياً من النفط إلى السوق التي أغلقتها الجماعات المتحالفة مع القائد خليفة حفتر في الشرق.
وعين رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة الذي يرأس حكومة الوحدة الوطنية فرحات بن قدارة رئيساً للمؤسسة الوطنية للنفط يوم الثلاثاء، ودخل مقر الشركة الحكومية يوم الخميس بعد نشر قوة مسلحة هناك.
وخلال زيارة لمدينة بنغازي في شرق البلاد التقى بن قدارة بشيوخ القبائل الذين يمثلون الجماعات المسؤولة عن الحصار.
ورفض مصطفى صنع الله الذي يقود المؤسسة منذ عام 2014، تعيين بن قدارة وقال إن فترة ولاية الدبيبة انتهت وإنه لا يملك سلطة إقالته.
ورفض البرلمان في شرق البلاد الذي يعارض استمرار ولاية حكومة الدبيبة تعيين بن قدراة رئيساً للمؤسسة مما يثير احتمال حدوث انقسام في الشركة.
وطالبت الجماعات المسؤولة عن الحصار بإقالة الدبيبة ليتولى فتحي باشاغا، الرجل الذي عينه البرلمان ليحل محل رئيس الوزراء.
مع ذلك يُنظر إلى بن قدارة على أنه حليف لحفتر. ويبدو أن قرار الدبيبة تعيينه رئيساً للمؤسسة الوطنية للنفط هو جزء من ترتيب يسمح بإنهاء الحصار.
وتسعى جميع الأطراف في ليبيا إلى الحصول على عائدات صادرات البلاد من النفط،التي بلغت في بعض الأحيان العام الماضي 1.2 مليون برميل يومياً.
وقال أحد شيوخ القبائل، الذي كشف عن موافقة الجماعات على استئناف إنتاج النفط، إنه على الرغم من بقاء الدبيبة في منصبه بدلاً من باشاغا، إلا أن مطالب أخرى للجماعات تمت تلبيتها بإقالة صنع الله من منصب رئيس المؤسسة.
مؤتمر المصالحة
إلى ذلك، انتهى الاجتماع التحضيري لمؤتمر المصالحة الليبية في الكونغو الجمعة 15 يوليو (تموز)، بتبني المشاركين "مبادئ أساسية لتنظيم المصالحة الوطنية"، وفق البيان الختامي للقاء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشارك في اللقاء برئاسة وزير الخارجية الكونغولي جان كلود غاكوسو، ممثلون للبرلمان الليبي والمجلس الرئاسي ولسيف الإسلام القذافي.
ولم يكن من الممكن معرفة إذا ما كانت الأطراف الليبية كلها ممثلة، لا سيما الحكومتين المتنافستين، وإحداهما في طرابلس في الغرب بينما تم تنصيب الثانية المدعومة من البرلمان موقتاً في سرت (وسط).
ومن بين المبادئ التي جرى تبنيها خلال اجتماع برازافيل، "الرفض الكامل لكل أشكال تدويل الأزمة الليبية وضرورة إزالة ما يعترض المصالحة"، بحسب ما جاء في البيان الختامي.
وأكد المشاركون "إدانة استخدام خطاب الكراهية وأعمال العنف والازدراء والشتائم والافتراء والغطرسة، وغير ذلك من المواقف والتصرفات المخالفة للأخوة والتفاهم والتضامن والتسامح".
الحل أفريقي
وعُقد الاجتماع بحضور ممثل الأمم المتحدة في الكونغو كريس مبورو والمستشار الاستراتيجي لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمد الحسن ليبات.
ومنذ اندلاع الأزمة الليبية في عام 2011، استضافت الكونغو اجتماعات وقمماً عدة بهدف إيجاد حلول لها. ويشغل الرئيس ساسو نغيسو منصب رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا.
وقال وزير الخارجية الكونغولي جان كلود غاكوسو "الحل للأزمة الليبية يأتي من أفريقيا"، معتبراً أن نظرة المجتمع الدولي باتجاه أفريقيا تتراجع أكثر فأكثر، بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، الذي استقبله الخميس الرئيس ساسو نغيسو، إنه ناقش "الجهود التي يبذلها الكونغو والاتحاد الأفريقي (...) لتحقيق الاستقرار والاستعداد للانتخابات في ليبيا".
ليبيا الواقعة في أزمة سياسية كبرى منذ سقوط نظام معمر القذافي، تقوضها الانقسامات بين شرق البلاد وغربها.
وكان من المقرر إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في بداية ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وعلق المجتمع الدولي آمالاً كبيرة على هذه الانتخابات لتحقيق الاستقرار في هذا البلد الواقع في شمال أفريقيا بعد عقد من الفوضى. إلا أنها تأجلت إلى أجل غير مسمى بسبب الخلافات العميقة حول القانون الانتخابي ووجود مرشحين مثيرين للجدل.