في لقاء تمهيدي للقمة الروسية – الأميركية- الإسرائيلية المتوقع عقدها غداً الاثنين (24 يونيو الجاري) في تل أبيب، أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مشاورات مع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، حول سبل الخروج من القمة بتحقيق هدف إسرائيلي يمنع استمرار الانتشار الإيراني في سوريا، وعند الحدود مع إسرائيل بشكل خاص. ويُتوقع أن يكشف بولتون خلال القمة عن المزيد من العقوبات التي قد تُفرض على إيران.
ووصل بولتون اليوم الأحد للمشاركة في القمة مع نظيره الروسي، نيكولاي بتروشيف والإسرائيلي مئير بن شبات. وعبّر نتنياهو عن خيبة أمله حيال القرار الأميركي بالتراجع عن ضرب إيران بعد إسقاط الطائرة، فردّ بولتون على نتنياهو بتهديد إيران، معلناً أن الجيش الأميركي مستعد للعمل وهو الأفضل في العالم.
وخلال لقائه نتنياهو، قال بولتون إن "إيران تواصل إنتاج سلاح نووي وتطور قدراتها، وتنقل صواريخ وأسلحة إلى العراق وسوريا ولبنان واليمن وأفغانستان، ولا يمكن السماح باستمرار ذلك".
القضايا التي تؤثر في الاستقرار
تطرق نتنياهو إلى القضايا التي يرغب في بحثها بلقاء القمة والتي من وجهة نظر الإسرائيليين لها تأثير في الاستقرار في المنطقة، مشدداً أمام ضيفه الأميركي على ضرورة بحث قضايا في منتهى الأهمية لإتاحة المجال للتعامل مع التحديات الكبيرة التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، بخاصة في هذه الفترة الحساسة".
واعتبر نتنياهو أن "إيران تدير حملة من العدوان والإرهاب في العراق وسوريا ولبنان ودول أخرى. نحن في إسرائيل شاهدنا هذا العدوان من خلال الجهود الإيرانية لإقامة قواعد عسكرية في سوريا وفي جهودها المتزايدة لتزويد حزب الله بأسلحة متقدمة له ولوكلائها في المنطقة".
تسوية سياسية في سوريا
يعتبر الإسرائيليون عقد القمة في تل أبيب انعكاساً لما تحظى به إسرائيل من مكانة لدى الولايات المتحدة وروسيا. ووصفوا الاجتماع بالتاريخي، آملين خروج القمة بقاسم مشترك وشق طريق يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، خصوصاً في سوريا.
وكشف الإسرائيليون عن أن الهدف المركزي للقمة، إقامة تسوية سياسية في سوريا تشمل إخراج القوات الأجنبية كافة، وينطلق الحوار لهذه التسوية من القمة. وستطلب إسرائيل العودة إلى الوضع الذي كان في 2011 وإخراج كل القوات الإيرانية، بما فيها الحرس الثوري والميليشيات الشيعية من سوريا.
أما في ما يتعلّق بالوجود الروسي في سوريا، فلا تتوقع إسرائيل إحراز تقدم على هذا الصعيد. وأكد سياسيون وأمنيون أنه لن يكون سهلاً التوصل إلى اتفاق يتم بموجبه انسحاب روسيا، إذ إنها كما قال جنرال الاحتياط يعقوب نيجل، "لن تتخلى بسهولة عن مكانتها الجديدة كمصدر قوة في الشرق الأوسط، وإيران تسعى إلى توسيع وجودها في المنطقة، في ظل الحفاظ على تطلعاتها للهيمنة الإقليمية".
وأضاف "فرضية أن تبقى روسيا في المنطقة، ستدفع إسرائيل إلى منع الاحتكاك بين القوات الجوية العامة في المجال السوري. صحيح أنه في أعقاب انتهاء الحملة ضد داعش، باتت السماء أقل اكتظاظاً نسبياً، لكن لإسرائيل حاجة لمواصلة العمل في المجال الجوي السوري، وتقليص الذخائر الإيرانية المخصصة لحزب الله في لبنان. حتى اليوم، نُفذ أكثر من 200 هجوم لإسرائيل في سوريا، كل واحد منها وضع قيد الاختبار العلاقة الطيبة بين روسيا وإسرائيل، مع مراعاة أن روسيا تسيطر بحكم الأمر الواقع على المجال الجوي السوري".