قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، الأحد، إن القوات الروسية قصفت زورقاً عسكرياً أوكرانيا في ميناء أوديسا بأوكرانيا بصواريخ عالية الدقة.
فيما أعلن الجيش الأوكراني أن صواريخ روسية أصابت الميناء الجنوبي أمس السبت، مما يهدد اتفاقاً وُقع قبل يوم واحد فقط للسماح بتصدير الحبوب من موانئ البحر الأسود وتخفيف نقص الغذاء العالمي الناجم عن الحرب.
وكتبت ماريا زاخاروفا على تلغرام أن "صواريخ كاليبر دمرت بنى تحتية عسكرية في ميناء أوديسا بضربة عالية الدقة"، وذلك رداً على بيان للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي قال إن هذه الضربات قوضت إمكان حوار أو تفاهم مع موسكو.
وفد أميركي يزور كييف
اجتمع وفد رفيع من الكونغرس الأميركي مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في كييف، السبت 24 يوليو (تموز)، ووعد بمحاولة ضمان استمرار الدعم في الحرب ضد روسيا.
وضم الوفد آدم سميث، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، ويعد هذا الأحدث ضمن سلسلة من الزوار الأميركيين البارزين إلى أوكرانيا.
وقال الوفد، في بيان، "الولايات المتحدة، إلى جانب حلفائها وشركائها في جميع أنحاء العالم، وقفت إلى جانب أوكرانيا من خلال تقديم مساعدات اقتصادية وعسكرية وإنسانية".
وأضاف، "سنواصل البحث عن سبل لدعم الرئيس زيلينسكي والشعب الأوكراني بأكبر قدر ممكن من الفعالية مع مواصلتهما موقفهما الشجاع".
ولم يشر بيان الوفد بشكل محدد إلى عمليات نقل أسلحة.
من ناحية أخرى، نُقل عن سميث قوله لإذاعة "أوروبا الحرة"، راديو (ليبرتي)، المدعومة من الولايات المتحدة، أن واشنطن وحلفاءها مستعدون لتسليم المزيد من أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة.
واستهدفت ضربات صاروخية ميناء أوديسا، السبت 23 يوليو (تموز)، وفق ما أعلنت كييف متهمة روسيا بشنها والرئيس فلاديمير بوتين بـ"البصق في وجه" الأمم المتحدة وتركيا، والتخلي عن تطبيق الاتفاق الموقع قبل يوم بشأن استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية العالقة بسبب الحرب، فيما نفت موسكو التهم.
وأوديسا هي أكبر مدينة وأهم ميناء على ساحل البحر الأسود بأكمله، وبالتالي فهي ضرورية لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية.
وتسببت الضربات الصاروخية على ميناء أوديسا في وقوع إصابات، وفق ما أعلن حاكم المنطقة ماكسيم مارشنكو من دون أن يحدد عدد الأشخاص الذين أصيبوا. وقال مارشينكو في بيان مصور على وسائل التواصل الاجتماعي، "للأسف، أصيب بعض الأشخاص. البنية التحتية للميناء تضررت" من دون إعطاء تفاصيل عن مدى خطورة الإصابات.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الضربة الصاروخية على ميناء أوديسا أظهرت أن موسكو ستجد طريقة لعدم تنفيذ اتفاق الحبوب. وأضاف في مقطع فيديو على "تلغرام"، "هذا يثبت شيئاً واحداً فقط، وهو أنه بغض النظر عما تقوله روسيا ووعودها، فإنها ستجد طريقة لعدم تنفيذ (الاتفاق)".
بوتين "بصق بوجه" العالم
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو، "لم يستغرق الأمر أكثر من 24 ساعة لتخل روسيا الاتحادية بالاتفاقات والوعود التي قدمتها للأمم المتحدة وتركيا في الوثيقة الموقع عليها، أمس في إسطنبول".
وأضاف، أن الرئيس الروسي "بصق بذلك في وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس التركي رجب (طيب) أردوغان اللذين بذلا جهوداً للتوصل إلى اتفاق"، مؤكداً أن موسكو ستتحمل "المسؤولية الكاملة" في حال فشل الاتفاق على تصدير الحبوب.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الأوكرانية، نقلاً عن الجيش الأوكراني، إن الصاروخين الروسيين اللذين أصابا ميناء أوديسا لم يتسببا في أضرار كبيرة. ونقلت عن المتحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية ناتاليا هومنيوك، قولها إن محطة ضخ تعرضت للقصف وتسببت الغارة في نشوب حريق دمر منازل حول الميناء. وأضافت أن منطقة تخزين الحبوب لم تتعرض لأذى. ولم يتم تسجيل مزيد من الخسائر.
نفي روسي
في المقابل، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن المسؤولين الروس أبلغوا أنقرة بأن موسكو "لا علاقة لها" بالضربات التي تعرض لها ميناء أوديسا الأوكراني.
وأضاف أكار في بيان، "خلال اتصالاتنا مع روسيا، أخبرنا الروس أنه لا علاقة لهم على الإطلاق بهذا الهجوم، وأنهم يدرسون القضية بدقة وبالتفصيل".
ومضى يقول، "حقيقة أن مثل هذا الحادث وقع مباشرة بعد الاتفاق الذي أبرمناه (أمس) هو أمر يثير قلقنا فعلاً".
تنديد دولي
غوتيريش من جهته دان "بشكل لا لبس فيه الضربات". وقال في بيان، "لا بد من التنفيذ الكامل (للاتفاق) من قبل الاتحاد الروسي وأوكرانيا وتركيا".
وفي بروكسل، اتهم المسؤول عن الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا بتنفيذ هجوم صاروخي "مستهجن" على ميناء أوديسا. وكتب على "تويتر"، إن "ضرب هدف أساسي لتصدير الحبوب بعد يوم على توقيع اتفاقات إسطنبول، هو أمر مرفوض ويُظهر مرة أخرى تجاهل روسيا التام للقانون الدولي وللالتزامات".
وقال ممثل منطقة أوديسا سيرغي براتشوك، في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي، إن "العدو هاجم ميناء أوديسا البحري بصواريخ كروز من طراز كاليبر". وأضاف، "أسقطت الدفاعات الجوية صاروخين وأصاب صاروخان البنية التحتية للميناء". وحملت كييف روسيا "كامل المسؤولية" إذا انهار اتفاق الحبوب.
كما دانت الولايات المتحدة الضربات الصاروخية الروسية على ميناء أوديسا الأوكراني، معتبرة أنها "تلقي بظلال من الشك الجدي" حول التزام روسيا المتعلق برفع الحظر عن صادرات الحبوب في إطار الاتفاق الذي وقعته، الجمعة، في إسطنبول.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في بيان، "هذا الهجوم يلقي بظلال من الشك الجدي حول صدقية التزام روسيا باتفاق أمس، ويقوض عمل الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا لإيصال مواد غذائية أساسية إلى الأسواق العالمية".
توقيع الاتفاق
وقال وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف، إن بلاده تواصل استعدادها لاستئناف صادرات الحبوب من موانئها المطلة على البحر الأسود على الرغم من الضربة الصاروخية التي أصابت ميناء أوديسا.
ووقعت موسكو وكييف اتفاقاً تاريخياً، الجمعة، لاستئناف صادرات الحبوب من موانئ البحر الأسود، ولكن رفض ممثلو البلدين الجلوس إلى الطاولة نفسها وتجنبوا المصافحة في حفل الاتفاق في إسطنبول مما يعكس عداء أوسع.
وأشاد الرئيس الأوكراني بالاتفاق الذي تم التوصل إليه الجمعة بوصفه استئنافاً لصادرات الحبوب التي تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار اللازمة لتخفيف أزمة الغذاء.
ولكن في ما يتعلق بالحرب، قال إنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار ما لم تتم استعادة الأراضي المفقودة. وقال لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن "تجميد الصراع مع الاتحاد الروسي يعني وقفة تمنح الاتحاد الروسي فترة راحة". وأضاف أن "المجتمع يعتقد أنه يجب تحرير جميع الأراضي أولاً، وبعد ذلك يمكننا التفاوض حول ما يجب القيام به وكيف يمكننا العيش في القرون المقبلة".
13 صاروخاً
ولم يسلم وسط أوكرانيا من الضربات الروسية، إذ قال حاكم إقليم كيروهوفراد، إن قوات روسية أطلقت 13 صاروخاً ودمرت مطاراً عسكرياً وبنية تحتية للسكك الحديدية في الإقليم، السبت، ما أسفر عن سقوط عدد من الأشخاص بين قتيل وجريح.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكتب الحاكم أندريه رايكوفيتش على "تلغرام"، أن "فرق الإنقاذ تعمل في المواقع المتضررة وأن الكهرباء انقطعت عن منطقة صغيرة في كروبيفنيتسكي عاصمة الإقليم نتيجة القصف الروسي".
أوكرانيا تواصل هجومها على روسيا في خيرسون
وأعلنت الاستخبارات العسكرية البريطانية، السبت، أن قتالاً عنيفاً اندلع في آخر 48 ساعة، إذ واصلت القوات الأوكرانية هجومها على روسيا في إقليم خيرسون غرب نهر دنيبرو.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن القوات الروسية تستخدم نيران المدفعية على طول نهر إنهوليتس، أحد روافد نهر دنيبرو.
وقالت الوزارة في تحديث استخباراتي، "خطوط إمداد القوات الروسية غرب النهر معرضة بشكل متزايد للخطر". وأضافت أن الضربات الأوكرانية الإضافية تسببت في مزيد من الأضرار لجسر أنتونيفسكي الرئيس، على الرغم من أن روسيا أجرت إصلاحات مؤقتة.
آلاف التحقيقات الروسية بتهمة انتقاد الجيش
وفي سياق ذي صلة، فتحت الشرطة الروسية أكثر من 3300 تحقيق في قضية "النيل من اعتبار" الجيش، وهو جرم أقر في مطلع مارس (آذار) لقمع الانتقادات للهجوم الروسي على أوكرانيا، وفق ما أفادت منظمة غير حكومية، الجمعة.
وذكرت منظمة "سيتيفيي سفوبودي" التي تقدم مساعدة قانونية لضحايا القمع السياسي في روسيا، أنها أحصت عدد التحقيقات بين الرابع من مارس و14 يوليو انطلاقاً من قواعد بيانات وزارة الداخلية الروسية.
وأوضحت المنظمة في حسابها على "تلغرام"، أن "الشرطة الروسية تحرر متوسط 35 محضراً بتهمة النيل من اعتبار الجيش في كل يوم عمل".
ويعاقب هذا الجرم بغرامة تصل إلى 100 ألف روبل (نحو 1736 دولاراً) للأفراد وإلى مليون روبل (نحو 17360 دولاراً) لشخص معنوي. ويعود إلى المحكمة أن تحدد المبلغ بعد الجلسة.
وبحسب المنظمة غير الحكومية، أمرت المحاكم الروسية حتى الآن بدفع أكثر من 1500 غرامة بتهمة "النيل من اعتبار" الجيش تتخطى قيمتها الإجمالية 50 مليون روبل (نحو 836 ألف دولار).
من جهة أخرى، أفادت المنظمة غير الحكومية المتخصصة "أو في دي إنفو" بملاحقة نحو 200 شخص في روسيا نددوا بحرب أوكرانيا في إطار قضايا جنائية قد تصدر فيها عقوبات شديدة بالسجن.
وحكم في هذا السياق على العضو المنتخب في مجلس بلدية موسكو أليكسي غورينوف في الثامن من يوليو بالسجن سبع سنوات بتهمة "نشر معلومات كاذبة" حول الجيش الروسي بعد أن ندد علناً بالهجوم.
واشنطن تدعم واليابان قلقة
الولايات المتحدة وعدت من جانبها بتقديم مزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا بما في ذلك الطائرات المسيرة، كما أنها تدرس إذا ما كانت سترسل طائرات مقاتلة مع احتدام القتال في شرق البلاد بعد خمسة أشهر من الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وأكدت اليابان في "كتابها الأبيض" الأخير حول الدفاع الذي نشر الجمعة، أنها قلقة من التهديدات الجديدة التي تمثلها روسيا ولديها مخاوف في شأن الضغط المتزايد الذي تمارسه الصين على تايوان.
وخصص التقرير السنوي لوزارة الدفاع اليابانية فصلاً كاملاً للهجوم الروسي على أوكرانيا، معتبراً أنه يمكن أن ينطوي على رسالة مفادها أن "محاولة لتغيير وضع قائم بالقوة من جانب واحد أمر مقبول".
وعبرت الوزارة عن قلقها من أن روسيا قد تجد نفسها أيضاً ضعيفة بسبب هذا النزاع، ما يمكن من دفعها إلى "تعزيز علاقاتها مع الصين بشكل أكبر".
ويشير "الكتاب الأبيض" الذي يستعرض المخاطر الجيوسياسية العالمية والتهديدات المحددة لليابان، إلى أن موسكو قد تلجأ بشكل متزايد إلى الردع النووي، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة نشاطها حول اليابان، حيث تمر غواصات نووية روسية بانتظام.
وانضمت اليابان إلى العقوبات الغربية ضد روسيا وشهدت منذ ذلك الحين كثافة الوجود العسكري الروسي بالقرب من أراضيها. وفي مايو (أيار) حلقت قاذفات روسية وصينية بالقرب من الأرخبيل.
ويتناول "الكتاب الأبيض" لعام 2022 بالتفصيل مسألة تايوان مشيراً إلى أنه "منذ الحرب الروسية على أوكرانيا تسعى تايوان إلى تعزيز جهودها للدفاع عن النفس" في مواجهة الخطر الذي تشكله بكين على أراضيها.
ويفترض أن تزيد اليابان التي تشعر بالقلق على أمنها من الصين وكوريا الشمالية أيضاً ميزانيتها الدفاعية بشكل كبير.