قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظيره الإيراني إبراهيم رئيسي خلال مكالمة هاتفية، السبت، إن إحياء الاتفاق حول برنامج إيران النووي المبرم عام 2015 "ما زال ممكناً"، شرط "أن يتم في أقرب وقت ممكن".
وكتبت الرئاسة الفرنسية، في بيان، أن ماكرون أعرب "عن خيبة أمله لعدم إحراز تقدم" بعد أشهر عدة من تعليق المفاوضات في فيينا، "وأصر مع رئيسي على ضرورة اتخاذ خيار واضح للتوصل إلى اتفاق والعودة إلى تنفيذ إيران التزاماتها النووية".
كما حث ماكرون على إطلاق سراح أربعة مواطنين فرنسيين قال، إنهم "محتجزون تعسفياً" في إيران.
وقبل أيام، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، إنه لم يتبق سوى بضعة أسابيع قبل أن تنغلق نافذة الفرصة أمام إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت في حديث إلى المشرعين أن الوضع لم يعُد محتملاً، متهمة طهران باستخدام أساليب المماطلة والتراجع عن المواقف المتفق عليها سابقاً خلال المحادثات في الدوحة في وقت سابق من الشهر الحالي، بينما تمضي قدماً في برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
وقالت كولونا، "لا تزال الفرصة سانحة... لكي تقرر إيران أخيراً قبول اتفاق عملت على إبرامه، لكن الوقت يمر"، محذرة من أنه إذا واصلت إيران مسارها الحالي، فستكون بصدد امتلاك سلاح نووي.
وأردفت، "الوقت يمر. يجب أن تدرك طهران ذلك"، مشيرة إلى أن انتخابات التجديد النصفي الأميركية ستزيد من صعوبة التوصل إلى اتفاق.
وأعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية، "ستنغلق نافذة الفرصة في غضون أسابيع قليلة. لن يكون هناك اتفاق أفضل من الاتفاق المطروح على الطاولة".
وقال المبعوث الأميركي لمحادثات إعادة إحياء الاتفاق روبرت مالي، إن إيران أضافت مطالب لا علاقة لها بالمناقشات الخاصة ببرنامجها النووي خلال أحدث جولة مفاوضات، في حين أحرزت تقدماً مثيراً للقلق في ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم.
وبموجب الاتفاق النووي لعام 2015، حدت إيران من برنامج تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الدولية. وتقول طهران إنها تسعى إلى الحصول على الطاقة الذرية لأغراض مدنية فقط، نافية السعي لامتلاك سلاح نووي.
لكن في عام 2018، سحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بلاده من الاتفاق، واصفاً إياه بأنه متساهل للغاية تجاه إيران، ثم عاود فرض عقوبات أميركية قاسية على طهران، ما دفعها إلى خرق القيود النووية المنصوص عليها في الاتفاق.
وكرر مسؤولون غربيون منذ فبراير (شباط) أن المحادثات بين القوى العالمية وإيران ليس أمامها إلا أسابيع قليلة، بل إن وزير الخارجية الفرنسي السابق جان إيف لودريان قال في الشهر ذاته، إنها مسألة أيام.
وفي حين تبدي الدول الغربية أولوية لعودة إيران إلى التزاماتها وضبط أنشطتها النووية، تؤكد طهران ضرورة رفع العقوبات المرتبطة بعهد ترمب وضمان عدم انسحاب واشنطن مجدداً من الاتفاق.