على الرغم من سريان الهدنة الإنسانية المعلنة بين أطراف النزاع في اليمن، فإن جماعة الحوثي تواصل تصعيدها المسلح في عدة مناطق آخرها ليل السبت في محافظة تعز (جنوب غربي البلاد) التي شهدت مقتل وإصابة ما لا يقل عن 12 شخصاً في هجوم شنّته الميليشيات المدعومة من إيران على المدينة.
الهجوم اعتبره مراقبون رسالة تحدٍّ حوثية للجهود الأممية والدولية لتمديد الهدنة الإنسانية على طريق تسوية سياسية شاملة للبلد الغارق بالحرب.
وقال مدير الرصد والبحوث في ديوان عام محافظة تعز، عزوز السامعي، إن جماعة الحوثي استهدفت تجمعاً للأطفال في حي "الروضة" وسط المدينة المحاصرة بالتزامن مع زيارة المستشار العسكري للمبعوث الأممي لليمن ورئيس لجنة التنسيق للشؤون العسكرية لتثبيت الهدنة أنطوني هايوارد، ما أسفر عن مقتل وإصابة 12 مدنياً بينهم 10 أطفال منهم 3 من عائلة واحدة إصابتهم بليغة، وذلك في حصيلة أولية.
مدافع في المدن
وأوضح السامعي أن القصف جرى بقذائف الهاون المحظور استخدامها دولياً في المناطق الحضرية.
وأكد أن مستشفى حي الروضة استقبل 12 حالة معظمهم من الأطفال تناثرت الشظايا في أجزاء مختلفة من أجسادهم فضلاً عما سببته لهم ولأقرانهم من خوف وهلع وصدمات نفسية.
ووفقاً للحكومة الشرعية، فإن الهجوم الحوثي يقوّض الجهود الأممية لإحياء جهود السلام والهدنة المعلنة، حيث يأتي بعد يوم واحد فقط من وصول مستشار للمبعوث الأممي لليمن إلى تعز، وذلك ضمن جهود لفتح الطرقات التي تغلقها الجماعة منذ سبعة أعوام ونصف العام.
وتعد محافظة تعز، من أكبر المحافظات اليمنية سكاناً، وتقع 60 في المئة من أراضيها تحت سيطرة الحكومة الشرعية، بما في ذلك مركزها، فيما تسيطر الميليشيات الحوثية على 40 في المئة منها، و70 في المئة من الإيرادات، كونها تُجبي الضرائب من عشرات مصانع المواد الغذائية والاستهلاكية الواقعة في منطقة الحوبان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مسيرة غضب
وفي ردة فعل شعبية نظم المئات من أبناء مدينة تعز، مساء السبت 23 يوليو (تموز)، وقفة احتجاجية تنديداً بالقصف الذي شنته الجماعة على حي الروضة السكني.
وردد المحتجون في الوقفة التي دعا إليها أهالي الضحايا، والتي أقيمت أمام مقر إقامة المستشار العسكري للمبعوث الأممي أنطوني هايوارد، هتافات من قبيل "مجازر يومية لا هدنة أممية".
ودان بيان صادر عن الوقفة الاحتجاجية، "استمرار الحديث عن تمديد الهدنة قبل إلزام الحوثيين بوقف هجماتهم اليومية ضد المدينة وفك الحصار عنها".
إدانة "الرئاسي"
من جانبه، دان مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الأحد، الجريمة التي ارتكبتها جماعة الحوثي بمحافظة تعز. جاء ذلك خلال اجتماع للمجلس برئاسة رشاد محمد العليمي، ومشاركة جميع الأعضاء.
وذكرت وكالة أنباء "سبأ" الرسمية، أن "المجلس اطلع على تقييم إضافي لمسار تنفيذ الهدنة الإنسانية وخروقات الميليشيات الحوثية وانتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان".
من جانبها، ذكرت قناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين، أن "مكتب حقوق الإنسان بمحافظة تعز دان الجريمة" التي وقعت مساء السبت، في حي الروضة بالمدينة.
واعتبر المكتب، "وقوع هذه الجريمة، بالتزامن مع الهدنة الأممية وأثناء وجود نائب رئيس بعثة الأمم المتحدة، اتجار بدماء الأبرياء لتحقيق مكاسب". وشدد على "وجوب التحقيق بشكل جاد ومهني عوضاً عن التهم المرسلة من دون تحقيقات من قبل لجان محايدة".