تراجعت الأسهم الأوروبية فيما يقيّم المستثمرون مجموعة كبيرة من أرباح الشركات وسط مخاوف في شأن النمو، مع التركيز على اجتماع لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي في وقت لاحق.
ونزل المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.2 في المئة وسط خسائر واسعة النطاق يقودها منتجو النفط مع انخفاض أسعار الخام. وتراجعت شركة المعدات الطبية الهولندي "فيليبس" 9.8 في المئة بعد الإعلان عن انخفاض أسوأ من المتوقع في الأرباح الأساسية للربع الثاني، مشيرة إلى نقص الإمدادات وعمليات الإغلاق في الصين.
وبعد أن أظهر مسح الأسبوع الماضي تراجع مؤشر مديري المشتريات في منطقة اليورو بشكل غير متوقع خلال يوليو (تموز) الحالي، أظهر مسح منفصل أن عدداً من الشركات الصناعية في ألمانيا، أكبر اقتصاد بأوروبا، يخفض الإنتاج كرد فعل لارتفاع أسعار الطاقة.
ألمانيا على أعتاب الركود
وينتظر المستثمرون نتائج الأعمال في ألمانيا خلال يوليو التي يصدرها معهد "إيفو"، الذي أعلن أن "مؤشره لقطاع الأعمال بلغ 88.6 في المئة، وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من عامين، كما شهدت قراءة يونيو (حزيران) تراجعاً غير متوقع بعد تعديلها بالخفض إلى 92.2 في المئة". ومن المتوقع أن تنخفض أكثر إلى 90.2 في المئة خلال يوليو الحالي، كما توقع محللون في استطلاع أجرته رويترز. وأشار المعهد إلى أن ألمانيا على أعتاب الركود بعد تراجع ثقة قطاع الأعمال.
أظهر المسح أن ثقة الشركات الألمانية تراجعت أكثر من المتوقع في يوليو، إذ دفعت أسعار الطاقة المرتفعة ونقص الغاز الوشيك أكبر اقتصاد في أوروبا إلى حافة الركود، وتتوقع الشركات أن يسوء مناخ الأعمال بشكل كبير خلال الأشهر المقبلة.
تراجع الذهب بعد ارتفاع
مع ارتفاع الدولار وقرب رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي سعر الفائدة هذا الأسبوع تراجعت أسعار الذهب وهبطت 0.2 في المئة إلى 1722.84 دولار للأوقية (الأونصة) بعد ارتفاعه إلى أعلى مستوى منذ أكثر من أسبوع يوم الجمعة، وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.5 في المئة إلى 1718.70 دولار للأوقية.
وارتفع الدولار 0.1 في المئة مقابل العملات المنافسة، مما يجعل الذهب المقيم بالدولار أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الذين يحملون عملات أخرى، ويختتم البنك المركزي الأميركي اجتماعه الذي يستمر يومين يوم الأربعاء.
وعلى الرغم من أنه ينظر إلى الذهب على أنه تحوط ضد التضخم فإن ارتفاع أسعار الفائدة يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تقول جانيت يلين وزيرة الخزانة الأميركية "إن النمو الاقتصادي الأميركي يتباطأ"، واعترفت بوجود خطر حدوث ركود، لكنها أضافت أن "الركود ليس حتمياً". وأضافت لشبكة تلفزيون "إن بي سي" أن "أرقام التوظيف الأميركية القوية وإنفاق المستهلكين يظهر أن الاقتصاد الأميركي ليس في حالة ركود في الوقت الحالي". وانضم البنك المركزي الأوروبي خلال الأسبوع الماضي إلى نظرائه العالميين في مكافحة التضخم المتصاعد برفع أسعار الفائدة 50 نقطة أساس.
وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في مقابلة، إن "البنك المركزي الأوروبي سيرفع أسعار الفائدة حتى يتراجع التضخم إلى المستوى الذي يستهدفه وهو 2 في المئة".
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.6 في المئة إلى 18.48 دولار للأونصة وانخفض البلاتين 0.6 في المئة إلى 868.62 دولار، كما تراجع البلاديوم 1.5 في المئة إلى 1999.94 دولار.
المؤشر الياباني يوقف موجة صعود
وأوقف المؤشر "نيكي" الياباني سلسلة مكاسب استمرت سبعة أيام، متأثراً بالتراجع في "وول ستريت" خلال الجلسة السابقة، فيما ينتظر المستثمرون بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأميركي واجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي هذا الأسبوع.
ونزل المؤشر "نيكي" عند الإغلاق 0.77 في المئة ليغلق عند 27699.25 نقطة متراجعاً عن أعلى مستوى في 6 أسابيع الذي سجله يوم الجمعة، وانخفض المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.65 في المئة إلى 1943.21 نقطة.
وينصب تركيز المستثمرين الآن على اجتماع مجلس الاحتياطي وبيانات الناتج المحلي الإجمالي الأميركي للربع الثاني.
بينما من المتوقع أن يرفع البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، من المرجح أن تكون بيانات الناتج المحلي سلبية مرة أخرى.
وقال إيكو ميتسوي المدير لدى "أيزاوا" للأوراق المالية "يرغب المستثمرون في قياس اتجاه أسواق الأسهم بعد التعرف على نتائج لجنة السوق المفتوحة الاتحادية الأميركية والناتج المحلي الإجمالي"، وأضاف "بالنظر إلى بيانات مؤشر مديري المشتريات التي صدرت الأسبوع الماضي من الواضح أن الاقتصاد يتباطأ".
وتقلص النشاط التجاري في أميركا أكبر اقتصاد بالعالم للمرة الأولى منذ ما يقرب من عامين خلال هذا الشهر، وتراجع النشاط في منطقة اليورو للمرة الأولى منذ أكثر من عام، وكان النمو في بريطانيا عند أدنى مستوى له خلال 17 شهراً بحسب ما أظهرت مسوح مديري المشتريات الأسبوع الماضي.
وفي اليابان، تراجعت أسهم "ياسكاوا" لصناعة المكونات الكهربائية 4.06 في المئة، تليها شركة الأدوية "إيساي" التي فقدت 3.74 في المئة، وهبط سهم "نيكون كورب" 3.08 في المئة. وارتفع قطاع السكك الحديدية بنسبة 1.72 في المئة، ليكون أكبر الرابحين من بين 33 مؤشراً فرعياً في بورصة طوكيو للأوراق المالية.
وحققت الشركات العاملة في مجال السكك الحديدية، بما في ذلك "طوكيو كورب وتوبو" مكاسب، وكانت من بين أفضل الشركات أداء على المؤشر "نيكي". وكان قطاع المرافق أقوى القطاعات بشكل عام فارتفع بنسبة 0.61 في المئة.