تحول الغاز الطبيعي إلى سلاح في الحرب بين روسيا والغرب منذ الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط).
وفي ما يلي لمحة عن كيفية تطور هذا الخلاف:
في 22 فبراير 2022، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز تعليق مشروع خط أنابيب "نورد ستريم 2" مع روسيا رداً على اعتراف موسكو بمنطقتين انفصاليتين في أوكرانيا.
ولطالما كان المشروع يثير التوتر بين برلين من جهة وحلفائها في أوروبا والولايات المتحدة من جهة أخرى، جراء تخوفهم من أنه سيزيد اعتماد ألمانيا على إمدادات الطاقة الروسية.
حظر واردات النفط
كما تخشى أوكرانيا من أن تخسر العائدات التي يدرها نقل الغاز في حال تشغيل خط أنابيب "نورد ستريم 2" الذي يوصل الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق.
في 24 فبراير، هاجمت روسيا أوكرانيا. وارتفعت أسعار النفط والغاز نتيجة المخاوف من إمكانية تراجع الإمدادات.
وفي الثاني من مارس (آذار)، حظر الاتحاد الأوروبي سبعة مصارف روسية من نظام "سويفت" للتحويلات المصرفية.
لكنه استثنى مقرضَين رئيسين على ارتباط وثيق بقطاع الطاقة، ما يعكس اعتماد دول عدة في الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي.
في الثامن من مارس، حظر الرئيس الأميركي جو بايدن واردات النفط والغاز الروسية الموجهة إلى الولايات المتحدة. وقال الاتحاد الأوروبي إنه سيخفض وارداته من الغاز الروسي بنسبة الثلثين هذا العام، بينما أكدت بريطانيا أنها ستوقف وارداتها من الطاقة الروسية بشكل تدريجي بحلول نهاية عام 2022.
في 23 مارس، حظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الزبائن الأوروبيين للغاز الروسي تسديد فواتيرهم بالدولار واليورو، رداً على تجميد احتياطات من العملات تملكها روسيا في الخارج تبلغ قيمتها حوالى 300 مليار دولار.
الدفع بالروبل
وأعلن بأن موسكو لن تقبل بعد الآن غير الدفعات التي تتم بالروبل من الدول "غير الصديقة"، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي.
بدروها، حذرت المفوضية الأوروبية دول الاتحاد الأوروبي من أن تسديد الدفعات بالروبل سيشكل انتهاكاً للعقوبات الدولية المفروضة على موسكو.
ووافقت واشنطن على تزويد أوروبا بـ15 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال هذا العام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في 27 أبريل (نيسان)، قطعت مجموعة "غازبروم" الروسية العملاقة إمدادات الغاز عن بلغاريا وبولندا في خطوة وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بـ"الابتزاز".
وأفادت بأن البلدين العضوين في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي يحصلان الآن على الغاز من جيرانهما في الاتحاد الأوروبي.
وفي 21 مايو (أيار)، قطعت روسيا الغاز عن فنلندا التي رفضت الدفع بالروبل وأثارت حفيظة موسكو بطلبها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وقطعت روسيا الإمدادات أيضاً عن هولندا والدنمارك رداً على رفضهما الدفع بالروبل.
في 30 مايو، اتفق قادة الاتحاد الأوروبي على وقف معظم واردات النفط الروسية بحلول نهاية العام، لكن من دون فرض حظر على الغاز الروسي.
في منتصف يونيو (حزيران)، خفضت "غازبروم" بشكل كبير إمدادات الغاز اليومية إلى ألمانيا عبر خط أنابيب "نورد ستريم"، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
تقنين الغاز
وخفضت "غازبروم" الإمدادات درجات عدة مرجعة الأمر إلى مشكلة تقنية، في خطوة جاءت بينما يستعد قادة الاتحاد الأوروبي لمنح أوكرانيا وضع الدولة المرشحة للانضمام إلى التكتل.
وفي 23 يونيو، تحركت ألمانيا أكثر باتّجاه تقنين الغاز ورفعت درجة التأهب حيال الإمدادات إلى الدرجة الثانية من مقياس مكون من درجات ثلاث.
في 11 يوليو (تموز)، بدأت "غازبروم" عمليات صيانة دورية مدتها 10 أيام لخط أنابيب "نورد ستريم 1"، ما أدى إلى انخفاض في إمدادات الغاز إلى أوروبا.
وبعد أسبوع، وقع الاتحاد الأوروبي على اتفاقية مع أذربيجان لمضاعفة واردات الغاز من الدولة المطلة على بحر قزوين إلى أوروبا.
كما لجأ التكتل الذي يضم 27 دولة إلى بلدان غنية بالنفط مثل النرويج والجزائر وغيرها للتعويض عن النقص في الطاقة.
وفي 20 يوليو، حضت المفوضية الأوروبية الدول الأعضاء على خفض الطلب على الغاز الطبيعي بنسبة 15 في المئة على مدى الأشهر المقبلة لضمان مخزونات الشتاء.
في 25 يوليو، أعلنت "غازبروم" أنها ستخفض الإمدادات بحوالى 20 في المئة من إمكانات خط الأنابيب اعتباراً من الأربعاء بسبب "مشكلة تقنية" في إحدى التوربينات.
وقالت الحكومة الألمانية بدورها إنه "ما من سبب فني" للخطوة.