أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء 26 يوليو (تموز) 2022، في ياوندي عاصمة الكاميرون، أن بلاده "لن تتخلى عن أمن القارة الأفريقية"، مكرراً رغبته في "إعادة ابتكار" الجهاز العسكري والأمني الفرنسي خصوصاً في منطقة الساحل.
وقال ماكرون خلال خطاب ألقاه أمام الجالية الفرنسية في ياوندي "ستبقى فرنسا ملتزمة بحزم بأمن القارة، من أجل دعم شركائنا الأفريقيين وبناءً على طلبهم".
وبدأ ماكرون الثلاثاء جولة تستمر أربعة أيام في القارة الأفريقية، استهلها بالكاميرون، ويزور خلالها أيضاً بنين التي تواجه تحديات أمنية في منطقة الساحل، إضافة إلى غينيا بيساو.
وأضاف الرئيس الفرنسي "نعيد تنظيم منظومتنا بالانسحاب من مالي لأن الإطار السياسي لم يعد متوافراً، بهدف توسيع جهازنا، خارج منطقة الساحل، إلى خليج غينيا والدول التي يتعين عليها الآن مواجهة مجموعات إرهابية تتمدد وتتسبب باضطرابات للمنطقة كلها".
وتابع "سنبقى ملتزمين إلى جانب دول حوض بحيرة تشاد لمساعدتها على محاربة الإرهابيين الذين ينشرون الموت، منذ سنوات عدة، في أقصى شمال الكاميرون" حيث تنشط بوكو حرام.
واعتبر أن على فرنسا أن "تتواجد هناك بطريقة أكثر وضوحاً، بناءً على طلب الدول الأفريقية، وهو طلب جلي وصريح، من خلال حضورنا بشكل أكبر في مسألة التدريب العسكري والمعدات وتوفير الدعم للجيوش الأفريقية والبقاء قريبين منها، لمساعدتها في زيادة قدراتها، من خلال ربط جهازنا دائماً بالأمن والدفاع والدبلوماسية والتنمية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشدد ماكرون على أن "هذه الثلاثية هي الوحيدة التي تسمح بالاستجابة لحالة الطوارئ الأمنية في مواجهة الإرهاب وبمعالجة الأسباب الجذرية للإرهاب".
وحرص ماكرون على نفي بعض "الأكاذيب" التي انتشرت في سياق الحرب بأوكرانيا.
وقال "نتعرض للهجوم من قبل البعض الذين يقولون إن العقوبات الأوروبية هي سبب الأزمة الغذائية العالمية ومن ضمنها الأفريقية، هذا خطأ تماماً، إذ ببساطة، أصبح الغذاء، كما الطاقة، سلاح حرب بيد روسيا".
ورأى أن هناك ضرورة "لبناء شراكات جديدة جماعية بنهج جديد من خلال ربط الشركات القائمة والشركات الناشئة والجمعيات والمجتمع المدني".
وصل ماكرون ظهراً إلى القصر الرئاسي الكاميروني للقاء نظيره بول بيا (89 سنة) الذي يدير البلاد بقبضة من حديد منذ نحو 40 عاماً.