بدأت علامات الانهيار تظهر على بعض المستهلكين عالمياً، إذ أكد المتسوقون أنهم يلتزمون شراء الأساسيات مثل الطعام ومبيض الملابس وشطائر البرغر رخيصة الثمن بسبب التضخم القياسي، في حين أن أولئك الذين لديهم حسابات بنكية أكبر يشترون شاحنات صغيرة بقيمة 50 ألف دولار.
ويراقب المستثمرون عن كثب نتائج الشركات بحثاً عن دلائل على أن الاقتصادات تتجه نحو الركود. لكن المستهلكين يرسلون إشارات متباينة حتى الآن.
فآثار تردي الأوضاع الاقتصادية تظهر على أولئك الذين تضرروا بشدة من الارتفاع القياسي لأسعار الوقود والغذاء. وفي الوقت نفسه تظهر بيانات بطاقة الائتمان وغيرها أن بعضهم لا يزال ينفق على السفر وغيره من الأنشطة التي تكلف كثيراً من المال.
وأطلقت شركة "وول مارت" للبيع بالتجزئة إشارة تحذير الإثنين، وأصدرت تحذيراً نادراً بشأن الأرباح. ويشتري زبائنها في الولايات المتحدة (وهم من الأسر ذات الدخل المنخفض) الطعام والضروريات الأخرى بينما يتجاوزون الممرات المليئة بالملابس والسلع الرياضية.
وقال نيكولا مورغان براونزل، مدير التمويل في "ليغال أند جنرال" لإدارة الاستثمارات "تشير النتائج التي صدرت الليلة الماضية إلى أن المستهلك الأميركي أصبح يركز الآن أكثر على عنصر السلع الأساسية في التسوق إذ لدينا تضخم في أسعار المواد الغذائية في خانة العشرات في بعض متاجر التجزئة تلك".
وتراجعت ثقة المستهلك الأميركي للشهر الثالث على التوالي في يوليو (تموز) وسط مخاوف مستمرة بشأن ارتفاع التضخم ورفع سعر الفائدة.
"عليك أن تأكل"
عمالقة السلع الاستهلاكية مثل شركات "كوكاكولا" و"ماكدونالدز" و"يونيليفر" قالت جميعها الثلاثاء إن منتجاتها ما زالت تباع على الرغم أمن سعارها المرتفعة.
ورفعت شركة "يونيليفر"، التي تملك 400 علامة تجارية منها "هيلمانز" و"كنور" و"دومستوس"، توقعات المبيعات للعام بأكمله بعد تجاوز توقعات المبيعات الأساسية للنصف الأول على الرغم من ارتفاع الأسعار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحتى الآن يشتري المستهلكون، لكن يوجد تساؤل إلى أي مدى يمكن أن يستمر ذلك.
وقال أشيش سينها مدير الاستثمارات في "جابيلي"، المساهم في "يونيليفر" و"ريكيت"، "نرى ارتفاعاً في الأسعار عندما نخرج للتسوق أسبوعياً. السؤال هو، ما مدى قبول المستهلك لهذه الزيادات في الأسعار؟".
فيما قالت "ماكدونالدز"، التي تدير ما يقرب من 40 ألف مطعم، إن مبيعاتها من المتاجر نفسها قفزت 10 في المئة تقريباً، وهو أفضل بكثير من التوقعات بزيادة نسبتها 6.5 في المئة.
ومع ذلك قالت الشركة التي تتخذ من شيكاغو مقراً لها، إنها تدرس ما إذا كانت ستضيف مزيداً من خيارات القائمة مخفضة السعر (لا سيما في أوروبا)، إذ يجبر التضخم المرتفع بعض المستهلكين من ذوي الدخل المنخفض إلى "التنازل" لصالح منتجات أرخص ثمناً وشراء عدد أقل من الوجبات الكبيرة، حسبما أوضح المدير المالي كيفين أوزان خلال اتصال مع المستثمرين.
وقالت شركة "كوكاكولا" إن أحجام مبيعاتها العالمية ارتفعت ثمانية في المئة في الربع الثاني مدفوعة بالنمو في كل من الأسواق المتقدمة والناشئة، بينما ارتفع متوسط أسعار البيع بنحو 12 في المئة.
وقال غاريت نيلسون المحلل لدى "سي أف آر إيه"، "نتائج كوكاكولا تشهد على قيمة علامتها التجارية لأن المستهلكين غير مستعدين لشراء بديل آخر، على الرغم من زيادة الأسعار".
تباطؤ يلوح في الأفق؟
أعادت شركة "جنرال موتورز " الثلاثاء تأكيد توقعاتها لأرباح العام بأكمله بزيادة متوقعة في الطلب. وقالت إنها تكبح الإنفاق والتوظيف قبل تباطؤ اقتصادي محتمل، لكن انخفاض صافي الدخل الربع سنوي بنسبة 40 في المئة كان مخيباً للآمال مما دفع الأسهم للهبوط.
وانخفض صافي الدخل لشركة لصناعة السيارات مقرها ديترويت، 40 في المئة في الربع الثاني مقارنة مع الفترة نفسها من العام السابق بسبب الأزمات في سلاسل التوريد التي تشمل النقص العالمي في رقائق أشباه الموصلات الذي تفاقم في يونيو (حزيران). وهبط سهم الشركة 3.5 في المئة في منتصف التعاملات الصباحية.
ومع ذلك فإن "جنرال موتورز" تتوقع ارتفاعاً في عودة الطلب. وصرح المدير المالي لـ"جنرال موتورز" بول جاكوبسون الثلاثاء بأنه على الرغم من الضربة التي نجمت عن النقص العالمي في الرقائق خلال يونيو والذي استمر في يوليو، لا تزال "جنرال موتورز" تتوقع ارتفاع السعر والطلب على سياراتها.
وكررت شركة صناعة السيارات التأكيد على توقعاتها لأرباح العام إذ قال جاكوبسون إن الشركة ترى أن الطلب في النصف الثاني من العام سيعوض أي عجز حدث في الربع الثاني.
ويبدأ سعر شاحنة صغيرة من "جنرال موتورز" بنحو 31500 دولار لطراز شيفروليه الأساسي، وتتراوح أسعار معظم الطرز بين 50 ألفاً و70 ألف دولار.
وقال "لدينا شعور جيد بأننا سنعوض كل هذا الحجم (المفقود) في النصف الثاني من العام".