دعت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء 27 يوليو (تموز)، مع ارتفاع الإصابات بجدري القرود في العالم، الفئة الأكثر تضرراً حالياً وهي الرجال المثليين إلى الحد من شركائهم الجنسيين.
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحافي، إن أفضل طريقة للوقاية من الفيروس هي "خفض مخاطر التعرض" له.
وأضاف، أنه "بالنسبة إلى الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، تشمل الوقاية في الوقت الحالي خفض عدد الشركاء الجنسيين، وإعادة النظر في ممارسة الجنس مع شركاء جدد، وتبادل بيانات الاتصال عن أي شركاء جدد حتى نتمكن من التتبع إذا لزم الأمر".
ومنذ أوائل مايو (أيار)، بدأ الإبلاغ عن زيادة في الإصابات بجدري القرود خارج دول غرب ووسط أفريقيا حيث كان المرض متفشياً منذ فترة طويلة.
وقال تيدروس الأربعاء، إنه جرى إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن أكثر من 18 ألف إصابة بجدري القرود في 78 دولة، 70 في المئة منها في أوروبا و25 في المئة في الأميركيتين.
وأضاف أنه تم الإبلاغ عن خمس وفيات منذ تفشي الفيروس، ونحو 10 في المئة من المصابين يضطرون لدخول المستشفيات لتلقي العلاج.
انتقال المرض
وتوصلت دراسة نشرت في مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف مديسين"، الأسبوع الماضي، إلى أن 98 في المئة من المصابين هم من الرجال المثليين أو ثنائيي الجنس، وأن 95 في المئة من الإصابات تنتقل عن طريق النشاط الجنسي.
لكن الخبراء يقولون، إن انتقال المرض الذي يسبب طفحاً جلدياً يبدو أنه يحدث بشكل أساسي عن طريق الاتصال الجسدي الوثيق، لكن لم يتم حتى الآن تصنيف جدري القرود على أنه "مرض منقول جنسياً".
ويحذر الخبراء أيضاً من التفكير في أن مجتمعاً واحداً فقط يمكن أن يتأثر بالفيروس، مؤكدين أنه ينتشر من خلال الملامسة المنتظمة من الجلد إلى الجلد، وأيضاً من ملامسة فراش أو مناشف ملوثة في بيئة منزلية.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت أيضاً مراراً من وصم مجتمع معين بالمرض، بما قد يثني المصابين عن طلب العلاج. وقال تيدروس، "الوصم والتمييز يمكن أن يكونا خطيرين مثل أي فيروس، ويمكن أن يؤججا تفشي المرض".
أستراليا: مرض جدير بالاهتمام
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي أستراليا، قالت السلطات، الخميس، إن مرض جدري القرود أصبح الآن "مرضاً معدياً ذا أهمية وطنية"، وذلك من أجل السماح باستجابة أكثر تنسيقاً، في أعقاب إعلان منظمة الصحة العالمية عن حال طوارئ صحية عالمية.
وقال كبير الأطباء الأستراليين بول كيلي، في بيان، إنه تم تفعيل المركز الوطني للحوادث لتعزيز التنسيق عبر الولايات والأقاليم الأسترالية لإدارة تفشي المرض.
وأضاف، أن أستراليا رصدت 44 إصابة بجدري القرود، معظمها لمسافرين عائدين إلى البلاد. وقال كيلي إن المرض أقل ضرراً وأقل انتشاراً بكثير من "كوفيد-19".
مركز تطعيم في فرنسا
أوروبياً، اصطف فرنسيون الأربعاء للحصول على لقاحات مضادة لجدري القرود في مركز جديد للتطعيم في باريس، والذي لاقى إقبالاً كبيراً منذ افتتاحه لدرجة أنه لم يكن هناك موعد متاح أمام الراغبين في تلقى التطعيم على مدى يومين.
وأصيب أكثر من 1800 شخص في فرنسا بفيروس جدري القرود، بما يمثل نحو 10 في المئة من الإصابات على مستوى العالم، وكانت معظم الحالات في منطقة باريس.
وقال ماكسيم، وهو طالب يبلغ من العمر 27 عاماً أثناء وقوفه في الصف خارج المركز، "إذا استطعنا تجنب انتشار المرض وتحاشي العودة إلى جائحة أخرى... فسيكون ذلك رائعاً".
وافتتح أكثر من 100 مركز لتوزيع التطعيمات في أنحاء البلاد في الأسابيع الأخيرة وجرى تطعيم أكثر من ستة آلاف شخص.
وقال رومان فوشري، العامل بمركز التطعيم، إن الإقبال الكبير في اليومين الأولين يشكل مؤشراً إيجابياً. وأضاف، "من الواضح أن الناس يدركون خطورة المرض ويريدون الوقاية منه".