يبدو أن قوى "الإطار التنسيقي" مصرة حتى الآن على ترشيح النائب محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الوزراء على الرغم من رفض التيار الصدري هذا الترشيح، الذي عبر عنه من خلال تظاهرة المنطقة الخضراء، ولم يغير اقتحام مجلس النواب العراقي من قبل أنصار التيار الصدري وإعلان زعيمه السيد مقتدى الصدر أن ما حصل هو مجرد "جرة إذن" من موقف "الإطار" الذي أعلن، عبر عدد من أطرافه، تمسكه بترشيح السوداني لمنصب رئيس الحكومة.
متمسكون بالسوداني
ونفى المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة "العصائب" محمود الربيعي اعتذار السوداني عن الترشح لرئاسة الحكومة، مؤكداً أن "الإطار" ماضٍ بمشروع بناء الدولة والخلاص من حكومة مصطفى الكاظمي، على حد قوله.
مرشحنا الوحيد
وقال علي الفتلاوي عضو تحالف "الفتح"، الذي يقوده هادي العامري، إن السوداني هو بشكل "أكيد" المرشح الوحيد لـ"الإطار"، موكداً أن "الأخير ما زال متمسكاً به". وهاجم الفتلاوي أنصار التيار الصدري قائلاً إن الشارع لا يمكن أن يكون هم المتحكم حالياً بالعملية السياسية، ولافتاً إلى أن القانون والدستور يجب أن يكونا هما المتحكمين.
كسر إرادات
ورأى رئيس مركز "كلواذا" لقياس الرأي باسل حسين أن تمسك "الإطار التنسيقي" بالسوداني هو لعبة كسر الإرادات ربما قد تتغير في المستقبل القريب، مضيفاً أن ترشيح السوداني نظرياً يمكن أن يمضي إذا نجح "الإطار" في عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بنصابها الذي حددته المحكمة الاتحادية بـ220 نائباً، مبيناً أن الرئيس المنتخب يستطيع أن يكلف رئيس مجلس الوزراء المرشح مباشرة بعد انتخابه وفي يوم انتخابه نفسه، كما حدث مع عادل عبد المهدي، وكان حسين أشار إلى أن عقد هذه الجلسة سيكون أمراً صعباً لأنها تعني عودة التظاهرات مرة أخرى من قبل التيار الصدري ، مؤكداً أن "قوى كثيرة لن تغامر في حضورها".
"السيادة" يرفض
وأعلن زعيم تحالف "السيادة" خميس الخنجر، في بيان، رفضه حضور أي جلسة للبرلمان يدعو اليها "الإطار التنسيقي" إذا لم يوقع الأخير على وثيقة تضمن حقوق التحالف والمكون السني، فضلاً عن حقوق الحزب الديمقراطي الكردستاني. وقال الخنجر إن على "الإطار" أيضاً الحصول على موافقة التيار الصدري بشأن مراحل تشكيل الحكومة الجديدة في خطوة تبدو استجابة لمطالب تظاهرة التيار الصدري التي رفضت تشكيل أي حكومة من قبل "الإطار التنسيقي"، ودعت إلى انتخابات مبكرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
رسالة الصدر واضحة
وبين حسين أن تغريدة الصدر كانت واضحة بهذا الشأن، والرسالة المضمرة في هذه التغريدة "إن عدتم عدنا"، ولن يسمح الصدر بتمرير مرشح "الإطار" محمد شياع السوداني، وعن إمكانية حدوث خلافات داخل "الإطار"، بيّن حسين أن "الخلافات كانت جارية بين أطراف الإطار حول آلية الاختيار، قبل تظاهرات الصدر ولم ترض جميع القوى داخل الإطار بترشيح السوداني لكنها قبلت به على مضض"، لافتاً الى أن تظاهرات أنصار الصدر ستفتح الباب للنقاشات والدعوات داخل "الإطار" من أجل استبدال السوداني بمرشح آخر، وتابع حسين أن الحديث عن ترك أمر الانسحاب إلى السوداني نفسه بداية لفسح المجال أمام تغييره لاحقاً أو دفعه نحو تقديم الاعتذار بنفسه.
التظاهرات مستمرة
وتوقع رئيس مركز العراق للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل أن يتكرر اقتحام المنطقة الخضراء والبرلمان إذا أصر "الإطار التنسيقي" على مرشحه محمد السوداني، وقال فيصل إن "الإطار" يمكنه من الناحية الإجرائية الإبقاء على مرشحه السوداني لأن هذا الأمر يتعلق به وبالغالبية البرلمانية التي تنتظم ضمنه، مبيناً أن "مسالة انتخاب السوداني كرئيس وزراء لا بدّ من أن تتم قبلها إجراءات انتخاب رئيس الجمهورية بجلسة دستورية، وبتصويت ثلثي أعضاء مجلس النواب، وبعدها يتم إعلان تكليف السوداني، ويسلم التكليف لرئيس الجمهورية لتكليفه".
خلاف الكرد
ورأى أن المشكلة بين "الديمقراطي" و"الاتحاد" على مرشح تسوية ما زالت قائمة، والاتحاد الوطني مصرّ على برهم صالح، وهو ذهب أيضاً لخيار اللجوء لبرلمان إقليم كردستان ممثلاً بجميع الأحزاب الكردية من أجل تقديم مرشح الأكراد لمنصب رئيس الجمهورية، لافتا إلى أن الخلاف جوهري بين الاتحاد الوطني المتحالف مع "الإطار" والحزب الديمقراطي حول انتخاب الرئيس، ما سيبقي تكليف رئيس الوزراء معطلاً.
تكرار السيناريو
ورجح فيصل أن يتكرر سيناريو اجتياح المنطقة الخضراء حيث كان اختبار الاجتياح ناجحاً، ولم تحدث المواجهة مع القوات الأمنية، وأيضاً لم يتمّ تخريب المنشآت العامة، ومؤسسات الدولة وجرى الانسحاب، متوقعاً أن يتكرر هذا السيناريو، وتابع فيصل أن نزول الملايين إلى الشارع يمكن أن يتكرر كما حدث في انتفاضة أكتوبر (تشرين الأول)، لافتاً الى أن التيار الصدري يمكن أن يلجاً للنزول إلى الشارع لإسقاط أي مرشح لا يذهب وفق قناعة الصدريين.