نفت أوكرانيا، الأحد 31 يوليو (تموز)، أن تكون قد هاجمت مقر أسطول البحر الأسود الروسي في القرم بطائرة مسيرة ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص بجروح وفق موسكو، ووصفت الاتهامات الروسية بأنها "استفزاز متعمّد"، وقال سيرغي براتشوك المتحدث باسم الإدارة الإقليمية في أوديسا في بيان، إن الاتهامات الروسية بـ "هجوم أوكراني على مقر الأسطول الروسي في سيباستوبول" هي "استفزاز متعمّد"، وأضاف أن "تحرير شبه جزيرة القرم الأوكرانية المحتلة سيحدث بطريقة أخرى أكثر فاعلية".
وقال حاكم سيباستوبول الواقعة في شبه جزيرة القرم ميخائيل رازفوزجاييف "صباح اليوم، قرر القوميون الأوكرانيون إفساد عيد الأسطول الروسي" الذي تحتفل به روسيا الأحد، وأشار إلى أن حصيلة جرحى هجوم الطائرة المسيرة الذي استهدف مقر أسطول البحر الأسود الروسي الأسود في سيفاستوبول، باتت ستة جرحى بعدما كان قد أفيد عن خمسة جرحى سابقاً، وقال إن كل الاحتفالات بعيد الأسطول الروسي "ألغيت لأسباب أمنية"، داعياً سكان سيباستوبول إلى عدم مغادرة منازلهم "إذا أمكن".
إجلاء إلزامي
وأمرت الحكومة الأوكرانية بالإجلاء الإلزامي للسكان في منطقة دونيتسك بشرق البلاد التي تشهد قتالاً ضارياً مع روسيا، وفق ما أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في خطاب تلفزيوني في وقت متأخر من ليل السبت 30 يوليو.
وقال زيلينسكي إن مئات الآلاف من الأشخاص الذين ما زالوا في مناطق القتال في إقليم دونباس الأكبر، الذي يضم دونيتسك بالإضافة إلى منطقة لوغانسك المجاورة، بحاجة إلى المغادرة.
أضاف زيلينسكي "كلما غادر مزيد من الناس منطقة دونيتسك الآن، قل عدد الأشخاص الذين سيكون لدى الجيش الروسي وقت لقتلهم"، معلناً أنه سيتم منح السكان تعويضات.
في الوقت نفسه، نقلت وسائل إعلام أوكرانية عن نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيرشيتشوك قولها إن عمليات الإجلاء يجب أن تتم قبل بدء شهور الشتاء، إذ تم تدمير البنية التحتية لإمدادات الغاز الطبيعي في المنطقة.
وقال الرئيس الأوكراني إن مئات الآلاف ما زالوا يعيشون في مناطق دونباس حيث يحتدم القتال.
أضاف "كثيرون يرفضون المغادرة لكن يتعين عليهم القيام بذلك".
ومضى يقول "إذا أتيحت لك الفرصة يرجى التحدث إلى أولئك الذين ما زالوا في مناطق القتال في دونباس. من فضلك أقنعهم بضرورة المغادرة".
محاولة عزل القوات الروسية
وفي وقت سابق من السبت، أعلن الجيش الأوكراني أنه قتل أكثر من 100 من الجنود الروس في قتال بجنوب البلاد بما يشمل منطقة خيرسون محور الهجوم المضاد لكييف التي تعد حلقة وصل رئيسة في خطوط الإمداد الروسية.
وقالت القيادة الجنوبية للجيش إن حركة السكك الحديدية المتجهة إلى خيرسون عبر نهر دنيبرو توقفت، مما قد يزيد من عزل القوات الروسية غربي النهر عن الإمدادات في شبه جزيرة القرم المحتلة وفي الشرق.
وإلى الجنوب من بلدة باخموت، التي وصفتها روسيا بأنها هدف رئيس في دونيتسك، قال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية "نجحت جزئياً" في بسط السيطرة على بلدة سميهريا باقتحامها من ثلاثة محاور.
وتشير تقديرات مسؤولي الدفاع والاستخبارات في بريطانيا، وهي أحد أقوى حلفاء أوكرانيا الغربيين منذ بدء الهجوم الروسي في 24 فبراير (شباط)، إلى أن القوات الروسية تواجه صعوبة في الحفاظ على زخمها.
واستخدمت أوكرانيا أنظمة صواريخ بعيدة المدى حصلت عليها من الغرب لإلحاق أضرار جسيمة بثلاثة جسور عبر نهر دنيبرو في الأسابيع الماضية، مما أدى إلى عزل مدينة خيرسون، وفقاً لتقدير مسؤولي الدفاع البريطانيين، مما يجعل الجيش الروسي التاسع والأربعين المتمركز على الضفة الغربية للنهر في وضع ضعيف.
ولم تتمكن "رويترز" من التحقق بشكل مستقل من التقارير.
روسيا "تفقد حماستها"
ورفض مسؤولون من الإدارة المعينة من قبل روسيا التي تدير منطقة خيرسون قبل أيام التقييمات الغربية والأوكرانية للوضع.
وفي تحديث للاستخبارات، السبت، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن الحكومة الروسية "تشعر بيأس على نحو متزايد" بعد فقد آلاف الجنود في حربها ضد أوكرانيا. وأضاف ريتشارد مور مدير جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية (أم آي 6) على "تويتر" أن روسيا بدأت "تفقد حماستها".
تحقيق دولي في مقتل السجناء الأوكرانيين
تبادل الجانبان أيضاً الاتهامات بشأن هجوم صاروخي أو انفجار قتل على الأرجح العشرات من أسرى الحرب الأوكرانيين في مقاطعة دونيتسك الشرقية. ووقعت الحادثة في ساعة مبكرة من صباح الجمعة في بلدة أولينيفكا على خط المواجهة التي يسيطر عليها انفصاليون مدعومون من موسكو.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، السبت، أن موسكو دعت خبراء من الأمم المتحدة والصليب الأحمر للتحقيق في مقتل السجناء الأوكرانيين المحتجزين في سجن يديره انفصاليون تدعمهم موسكو.
وأضافت الوزارة، في بيان، أنها تعمل "من أجل إجراء تحقيق نزيه" في ما وصفته بالهجوم على السجن.
وقالت الوزارة إن الهجوم الذي شُن باستخدام صواريخ "هيمارس" الأميركية الصنع أسفر عن مقتل 50 أسيراً وإصابة 73 آخرين.
ونفت القوات المسلحة الأوكرانية مسؤوليتها، قائلة إن المدفعية الروسية استهدفت السجن لإخفاء سوء معاملة المحتجزين هناك. وقال وزير الخارجية دميترو كوليبا إن روسيا ارتكبت جريمة حرب ودعا إلى إدانة دولية.
ولم يتسن لوكالة "رويترز" التحقق بعد من الروايات المختلفة للأحداث لكن صحافيين من "رويترز" أكدوا سقوط بعض القتلى في السجن.
واشنطن ملتزمة بمحاسبة موسكو
وذكر بيان للخارجية الأميركية أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن قدم تعازيه في الوفيات خلال اتصال هاتفي يوم الجمعة مع كوليبا.
وقال بلينكن لكوليبا إن الولايات المتحدة ملتزمة "بمحاسبة روسيا على الفظائع التي ارتكبتها قواتها ضد شعب أوكرانيا".
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن الأمم المتحدة مستعدة لإرسال مجموعة من الخبراء إلى أولينيفكا للتحقيق في الحادثة إذا حصلت على موافقة الطرفين. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الجمعة إنها تسعى للوصول إلى الموقع وعرضت المساعدة في إجلاء الجرحى.
مسؤولية زيلينسكي
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف، السبت، إن "المسؤولية السياسية والجنائية والأخلاقية عن المذبحة الدموية بحق الأسرى الأوكرانيين تقع بالكامل على عاتق (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي ونظامه الإجرامي وواشنطن التي تدعمهم".
وقالت منظمة خيرية مرتبطة بكتيبة آزوف الأوكرانية على "تلغرام" إنها لم تتمكن على الفور من تأكيد أو نفي صحة القائمة الروسية للقتلى والجرحى.
واتهمت أوكرانيا روسيا بارتكاب فظائع وأعمال وحشية ضد المدنيين منذ بدء هجومها، وقالت إنها حددت أكثر من عشرة آلاف جريمة حرب محتملة. وتنفي روسيا استهداف المدنيين.
محصول الحبوب
وسط هذه الأجواء، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن محصول البلاد هذا العام قد يكون نصف الكمية المعتادة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، وكتب بالإنجليزية على "تويتر" قائلاً، "محصول أوكرانيا هذا العام مهدد بأن يكون أقل بمقدار النصف"، وأضاف، "هدفنا الرئيس هو تجنب حدوث أزمة غذاء عالمية بسبب الغزو الروسي. ما زالت هناك طرق بديلة لتسليم شحنات الحبوب".