أعرب ملك المغرب محمد السادس عن تطلعه إلى العمل مع الرئاسة الجزائرية "لإقامة علاقات طبيعية".
وأكد العاهل المغربي في خطابه السنوي لمناسبة الذكرى 23 لجلوسه على العرش، السبت 30 يوليو (تموز)، الرغبة في الخروج من الوضع الحالي للعلاقات بين الدولتين الشقيقتين والجارتين.
وقال، "نتطلع للعمل لأن يضع المغرب والجزائر يداً في يد لإقامة علاقات طبيعية، بين شعبين شقيقين تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية والمصير المشترك".
أضاف، "أشدد مرة أخرى على أن الحدود التي تفرق بين الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري لن تكون أبداً حدوداً تغلق أجواء التواصل والتفاهم بينهما، بل نريدها أن تكون جسوراً تحمل بين يديها مستقبل المغرب والجزائر".
وسبق للملك محمد السادس، في المناسبة نفسها العام الماضي، أن دعا الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون إلى "تغليب منطق الحكمة"، والعمل في أقرب وقت على تطوير العلاقات بين الجارين.
وتشهد العلاقات توتراً منذ عقود بسبب دعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية، بينما يعتبرها المغرب جزءاً لا يتجزأ من أرضه ويقترح منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وارتفع منسوب التوتر عندما أعلنت الجزائر في أغسطس (آب) الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط متهمة إياها "بارتكاب أعمال عدائية (...) منذ استقلال الجزائر" في 1962.
وهو القرار الذي أعرب المغرب عن أسفه إزاءه، ورفض "مبرراته الزائفة".
واعتبرت الجزائر أن إقامة علاقات دبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، برعاية أميركية، موجهة ضدها.
واعتبر محمد السادس في خطابه، السبت، أن "ما يقال عن العلاقات المغربية- الجزائرية، غير معقول ويحز في النفس".
وتابع مؤكداً "بالنسبة إلى الشعب المغربي، فنحن حريصون على الخروج من هذا الوضع، وتعزيز التقارب والتواصل والتفاهم بين الشعبين".
وسبق له أيضاً أن اقترح أواخر عام 2018 تشكيل "آلية سياسية مشتركة للحوار" من أجل "تجاوز الخلافات" القائمة بين الجارين، داعياً إلى فتح الحدود البرية المغلقة منذ عام 1994. لكن الاقتراح لم يلق استجابة.