يعتقد العلماء أن بضع سنوات فقط تفصلهم عن التوصل إلى علاج ثوري لأمراض القلب الوراثية التي تعرض سنوياً 260 ألف شخص في المملكة المتحدة لخطر الموت المفاجئ.
وقد مُنح الباحثون مبلغاً وقدره 30 مليون جنيه إسترليني (أي 36.7 مليون دولار) لتطوير علاج لأمراض عضلات القلب الوراثية التي قد تؤدي إلى وفاة الشباب "في مقتبل العمر".
وفي هذا السياق، قال البروفسور هيوغ واتكينز، وهو أحد المشرفين على مشروع "كيور هارت" (Cure Heart) بأن البحث يشكل "فرصة نادرة لا تتكرر خلال الجيل الواحد وتهدف للتخفيف من قلق العائلات المستمر من الموت المفاجئ والقصور في القلب والحاجة المحتملة لعملية زرع قلب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار البروفسور سير نيليش ساماني وهو المدير الطبي في مؤسسة القلب البريطانية (BHF) إلى أنها "لحظة حاسمة وتاريخية بالنسبة لطب القلب والأوعية الدموية وبوسعها أيضاً أن تطلق حقبة جديدة في مجال أمراض القلب الدقيقة".
بفضل التمويل الذي حصل عليه الباحثون من مؤسسة القلب البريطانية، يسعون إلى تطوير أول العلاجات على الإطلاق لأمراض عضلات القلب الوراثية من خلال إعادة صياغة الحمض النووي بهدف تعديل أو إيقاف عمل الجينات التي تحمل عيوباً.
وحتى الآن، أثبت الفريق المؤلف من علماء من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وسنغافورة نجاح مقارباته على الحيوانات التي تعاني من اعتلال في عضلات القلب وفي الخلايا البشرية.
ويُرمى إلى حقن العلاجات في الذراع ووقف نمو الحالات التي تعاني من اعتلال وراثي في عضلات القلب أو حتى التوصل إلى شفائها.
كما يمكن استخدام هذه التقنية للحد من تطور المرض لدى أفراد العائلة الذين يحملون جينات معتلة.
وفي غضون ذلك، قال أحد المرضى الذين يعانون من مرض في القلب بأن العلاج "سيغير الحياة".
وتم تشخيص ماكس جارمي، 27 سنة باعتلال في عضلة القلب الناتج من عدم انتظام دقات القلب خلال فترة المراهقة بعد مرور بضع سنوات على وفاة والده كريس بشكل مفاجئ.
بعد التشخيص، اضطر إلى التخلي عن ممارسة الرياضة. وقال جارمي، "من الناحية النفسية أشعر بأنني قوي ولكن الأشهر الستة التي تبعت تشخيصي كانت صعبة للغاية. كان الأمر رهيباً حين إبلاغي بأنني أعاني من اعتلال عضلة القلب وأنا في تلك السن المبكرة ثم إجباري على التخلي عن هواية أحبها".
يعيش ماكس اليوم مع جهاز تقويم نظم القلب وإزالة الرجفان القابل للزرع (ICD) وهو عبارة عن جهاز يقوم بإحداث صدمات في قلبه لكي يعود إلى إيقاعه الطبيعي، بالتالي حمايته من السكتة القلبية. وقال، "عندما أفكر في مستقبلي وقرار إنجاب الأولاد ومستقبلهم قد يسهم مشروع "كيور هارت" في جعل ذلك القرار أسهل. لن يكون على أولادي أن يعانوا كما عانيت أنا مع هذه الحالة. إنه علاج يغير الحياة".
يموت أسبوعياً في المملكة المتحدة 12 شخصاً تحت سن الخامسة والثلاثين بسبب أمراض القلب غير المشخصة سنوياً التي غالباً ما يكون سببها مرض وراثي في عضلة القلب يُسمى اعتلال عضلة القلب الوراثي (cardiomyopathy).
وتجرى حوالى نصف عمليات زرع القلب بسبب اعتلال عضلة القلب الوراثي وتشير التقديرات إلى أن ما يناهز 260 ألف شخص في المملكة المتحدة يتأثرون بهذه الامراض.
وفي هذا الإطار، يقول البروفسور هيوغ واتكينز من كلية رادكليف للطب في جامعة أوكسفورد، الباحث الرئيس في مشروع "كيور هارت"، "إنها فرصة نادرة لا تتكرر غالباً وتهدف للتخفيف من قلق العائلات المستمر من الموت المفاجئ والقصور في القلب والحاجة المحتملة لعملية زرع قلب. بعد 30 عاماً من الأبحاث اكتشفنا عديداً من الجينات والاعتلال الجيني المحدد المسؤول عن حالات اعتلال عضلة القلب الوراثي وكيفية عملها. نعتقد أننا سنحظى بعلاج جيني جاهز للبدء بالاختبار سريرياً خلال السنوات الخمس المقبلة".
وفي هذا الصدد تقول الدكتورة كريستين سيدمان من جامعة هارفرد المشرفة الشريكة على مشروع "كيور هارت"، "سيشكل العمل وفق مهمتنا مجهوداً عالمياً جباراً. قمنا بضم رواد في عملية تعديل الجينات الجديدة الفائقة الدقة وخبراء يملكون التقنيات لضمان إدخال أدواتنا الجينية إلى القلب مباشرة بشكل آمن. وكون فريقنا الرائد يأتي من ثلاث قارات مختلفة لا بد أن يتحول حلمنا إلى حقيقة".
© The Independent