أصبح اللجوء إلى الخيارات السهلة والمريحة في مجال تنسيق المنازل، واعتماد البدائل الموفرة للمساحة والجهد والمفعمة بالحيوية في الوقت ذاته، أمراً من الضروري وضعه على رأس القائمة عند البدء في تنظيم محيطنا، نظراً إلى كونه أداة فعالة في الوصول إلى اختيارات متعددة من شأنها موازنة حياتنا العصرية، المستهلكة لطاقاتنا على الأبعاد كافة، إذ غالباً ما تتعلق المشكلات الرئيسة في المنازل بعدم توفر مساحات تتناسب مع الأثاث الذي يحتاج إليه المنزل، مشكلة تتعارض تماماً مع الرغبة الأساسية بجعل منازلنا رحبة وعملية في الوقت ذاته، إضافة إلى التحدي الذي يشكله خيار العيش في منزل صغير، وما يتطلبه من قدرة تنظيم عالية وذكاء في اختيار قطع الأثاث.
الأثاث متعدد الأغراض
وعند الحديث عن الطرق الذكية لاستثمار المساحات، يأتي نوع مبتكر من الأثاث ليقدم حلولاً جاهزة وعصرية جداً، يطلق عليه "الأثاث متعدد الأغراض أو الاستخدامات"، وهو فكر تنموي في عالم الأثاث وتنسيق المنازل والاستثمار معاً، بخاصة مع تحول العمل إلى المنزل كلياً أو جزئياً، الأمر الذي يضاعف الحاجة لهذا النوع من الأثاث كخيار عصري مرن ومريح وموفر وأجمل شكلاً.
ويشير مصطلح "متعدد الأغراض Multi-Purpose "، إلى الأثاث الذي يخدم غرضاً مزدوجاً، ويمكن تحويله من قطعة إلى أخرى بسهولة، كونه يجمع بين وظائف عدة غالباً ما تكون إحداها للتخزين والباقية للراحة، وتميزه السلاسة والمرونة وما يقدمه من خيارات جيدة لتنظيم الشقق وتوفير مساحتها، على سبيل المثال، الأسرة الجدارية التي تحقق أقصى استفادة من المساحة بتقديمها حلاً مبتكراً ومستوى عالياً من الأناقة والجودة معاً، والتي تأتي بطابقين أيضاً، وفي الوقت نفسه أريكة أو مكتب أو طاولة أو مكتبة أو تخزين مخفي أو كلها معاً، بحيث يمكننا التنقل بين غرفة المعيشة والمكتب في المكان ذاته، ولهذا يعرف أيضاً باسم الأثاث الموفر للمساحة.
لا فوضى
يوفر هذا النوع من الأثاث مساحة عن طريق استخدام قطعة واحدة بديلة أصغر حجماً وجامعة لوظائف عدة معاً، ما يساعد على الاستفادة من المساحة بكفاءة أكبر، بالتالي تصبح المساحة أكثر ألفة ورحابة، كما يسهم الأثاث متعدد الوظائف بشكل تلقائي في تقليل مشكلة يعانيها كل منزل وهي الفوضى، عن طريق تقليص عدد قطع الأثاث والحفاظ على المساحة مرتبة، بالتالي يجعلها تبدو جذابة، فالفوضى لا تكتفي بجعل المساحة تبدو أصغر فحسب، بل تجعلها أقل جاذبية، والميزة الأهم والأكثر عصرية هي، ديناميكية التحول من قطع أثاث إلى أخرى بسهولة، مع إمكانية التحكم العالية في إجراء تعديلات فورية تناسب الجلسة سواء أكانت جلسة قراءة أو عمل أو مشاهدة تلفاز أو تناول طعام أو جلسة قهوة مع الأصدقاء.
تواؤم فريد
وفي عالم تحيط به الأدوات الذكية، كان لا بد للأثاث أن يتبع المسار ذاته، بالشكل والأداء والوظيفة وحتى الملحقات المساعدة، بحيث يلتقي هذا النوع من التصميم مع التكنولوجيا الحديثة بتواؤم يصنع تجربة استخدام سهلة وممتعة، إذ يستطيع المستخدم الانتقال من قطعة إلى أخرى بكبسة زر وبأقل من 20 ثانية، كما تحتوي بعض التصاميم على أجهزة استشعار تلقائية لتوفير أقصى درجة من الحماية بحيث يتوقف التحويل من وظيفة لأخرى عند كشفه وجود عناصر حية أمامه، كالأطفال والحيوانات الأليفة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فنجد الطاولات المزودة بميزة التحكم في ارتفاعها تبعاً لنوع النشاط، من تناول الطعام وشرب قهوة والقراءة إلى جلسات العمل صغيرة، وكذلك طاولات النوم التي تشحن هاتفك، والمكاتب التي تشغل موسيقاك المفضلة، والطاولات التي تتحول، عن طريق شاشة لمس مدمجة، إلى "تابلت" ضخم لتصفح الإنترنت وقراءة الصحف وترتيب الجدول اليومي مع فنجان القهوة المفضلة، والمقاعد المزودة بألواح شمسية تدور متتبعة أشعة الشمس لتوفير كهرباء دائمة للشحن والإضاءة، إضافة إلى قطع الأثاث المتغيرة الألوان حسب الموقع والحركة، تلك التي تعتمد تكنولوجيا حديثة على غرار الطباعة العدسية Lenticular printing، وصولاً إلى ثورة الأسرة الذكية التي قطعت شوطاً طويلاً خلال السنوات الماضية، من الأسرة ذات الشاشات المدمجة والديناميكية العالية، إلى القدرة على تتبع أنماط النوم وتحسينها من خلال مراقبة التنفس وضربات القلب والتحكم بدرجة الحرارة وغيرها، كلها أدوات ساعدت على مواكبة التطورات السريعة.
الأقل هو الأكثر
يأتي النهج التقليلي في قائمة الاتجاهات الأكثر رواجاً هذا العام، تدعمه الأفكار التبسيطية والموفرة في المساحة والنفقات، إذ يشهد نمط "المينيماليزم" عودة كبيرة، ليس فقط في الألوان والنقوش بل تتعمق أكثر في مفهوم البساطة ومعنى التبسيط على مستويات عدة، تصل إلى تقليل المساحات نفسها أو تقسيمها إلى مساحات عدة، بالتالي ستتضاعف الحاجة إلى وجود أثاث يدعم هذا التوجه، ويعطي خيارات متعددة عند التنقل من وظيفة إلى أخرى، باختصار، هذا النوع من الأثاث مثالي للمساحات الصغيرة والمشتركة ولمحبي نمط العيش "المينيماليزمي".