قال متحدث باسم البيت الأبيض اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة ليس لديها تأكيد من خلال تحليل الحمض النووي لمقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في قلب كابول، لكنها تأكدت من هويته من خلال مصادر أخرى.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض جون كيربي في مقابلة مع شبكة فوكس "ليس لدينا تأكيد من خلال تحليل الحمض النووي. لن نحصل على هذا التأكيد. بصراحة تامة، استنادا إلى معلومات من مصادر ووسائل عديدة، لسنا بحاجة إلى ذلك (تحليل الحمض النووي)".
وأضاف "لدينا تأكيد بالمشاهدة، ولدينا أيضا تأكيد من خلال مصادر أخرى".
وقال كيربي أيضا إن تنظيم القاعدة ما زال يحتفظ بوجود صغير في أفغانستان.
من الجبال الوعرة إلى شرفة منزل في كابول
عاش زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري لسنوات في جبال أفغانستان الوعرة، لكنه قضى أشهره الأخيرة في أحد الأحياء الراقية في كابول حيث يقيم أيضا كبار مسؤولي طالبان.
وقال مسؤولون أميركيون إن صواريخ هيلفاير انطلقت من طائرة أميريكية مسيرة هي التي قتلت الرجل البالغ من العمر 71 عاما عندما أطل من شرفة منزل آمن في كابول صباح الأحد.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن العملية لم يسقط فيها أي قتلى مدنيين، فيما أكدت حركة طالبان شن غارة جوية على منزل سكني في حي شيربور في كابول، لكنها قالت إنها لم توقع قتلى.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، ليل الاثنين/ الثلاثاء، أن الولايات المتحدة قتلت زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري في غارة جوية في كابول. وقال بايدن في خطاب تلفزيوني، "العدالة تحققت، وهذا الإرهابي تم القضاء عليه". وأمل في أن يسمح مقتل الظواهري لعائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 بـ"طي الصفحة".
عملية "ناجحة"
وكان مسؤول أميركي رفيع قد أعلن أن الولايات المتحدة نفذت عملية "ناجحة" ضد "هدف هام لتنظيم القاعدة" في أفغانستان، بينما أشار مراسل "أسوشيتد برس" في تغريدة على "تويتر"، إلى "مقتل أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة في ضربة جوية أميركية في أفغانستان".
وقال المسؤول الأميركي الرفيع، الاثنين الأول من أغسطس (آب) الحالي، إنه "خلال نهاية الأسبوع، نفذت الولايات المتحدة وفي إطار مكافحة الإرهاب عملية ضد هدف هام لتنظيم القاعدة في أفغانستان. العملية كانت ناجحة، ولم يسجل وقوع إصابات بين المدنيين".
"طالبان" انتهكت اتفاق الدوحة "على نحو صارخ"
في الأثناء، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن حركة "طالبان" انتهكت "على نحو صارخ" اتفاق الدوحة من خلال استضافة أيمن الظواهري زعيم تنظيم "القاعدة" وإيوائه. وأضاف بلينكن في بيان، "في مواجهة عدم رغبة (طالبان) أو عدم قدرتها على التقيد بالتزاماتها، سنواصل دعم الشعب الأفغاني بمساعدات إنسانية قوية والدعوة لحماية حقوق الإنسان، وبخاصة حقوق النساء والفتيات".
استصال الإرهاب
في الردود أيضاً، كتب الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، على "تويتر"، "أخبار الليلة هي أيضاً دليل على أن من الممكن استئصال الإرهاب من دون الدخول في حرب في أفغانستان. وآمل أن توفر قدراً ضئيلا من السلام لعائلات (ضحايا هجمات) 11 سبتمبر ولكل شخص آخر عانى على أيدي القاعدة".
وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، على "تويتر"، "مقتل أيمن الظواهري خطوة نحو عالم أكثر أماناً. ستواصل كندا العمل مع شركائنا في العالم لمواجهة التهديدات الإرهابية، وتعزيز السلام والأمن، والحفاظ على سلامة الناس هنا في الوطن وفي جميع أنحاء العالم."
ترحيب سعودي
وأعلنت السعودية، أيضاً، ترحيبها بإعلان الرئيس الأميركي مقتل زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري بواسطة طائرة مسيّرة. وأضاف بيان لوزارة الخارجية السعودية، "تعلن وزارة الخارجية عن ترحيب المملكة العربية السعودية بإعلان رئيس الولايات المتحدة جو بادين (...) عن استهداف ومقتل زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أيمن الظواهري". ووصف البيان الظواهري بأنه من "قيادات الإرهاب التي تزعمت التخطيط والتنفيذ لعمليات إرهابية مقيتة في الولايات المتحدة والسعودية وعدد من دول العالم الأخرى"، مشيراً الى أن هذه العمليات أدت الى مقتل "الآلاف من الأبرياء من مختلف الجنسيات والأديان، بمن فيهم مواطنون سعوديون".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في سياق متصل، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولَين أميركيَين أن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) شنت غارة بطائرة مسيّرة في أفغانستان نهاية الأسبوع. وأضاف المسؤولان اللذان تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، أن الضربة وقعت في كابول، الأحد 31 يوليو (تموز). ولم يذكرا تفاصيل عن الهدف أو ما إذا كان هناك ضحايا، وامتنعت وكالة الاستخبارات الأميركية عن التعليق.
طائرة مسيّرة
وكان كبير المتحدثين باسم "حركة طالبان" ذبيح الله مجاهد قد قال إن الولايات المتحدة شنت هجوماً بطائرة مسيّرة على مبنى سكني في كابول في مطلع الأسبوع، وإن الهجوم وقع يوم الأحد، وتدينه الحركة بشدة باعتباره انتهاكاً "للمبادئ الدولية" واتفاق العام 2020 المتعلق بانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، إلا أن مسؤولاً أميركياً قال إن وجود زعيم "القاعدة" في كابول كان "انتهاكاً واضحاً" لاتفاقية عام 2020 التي وقعتها "طالبان" مع واشنطن وتعهدت فيها عدم السماح بأن تصبح أفغانستان ملاذاً للإرهاب الدولي.
وقال المسؤول ذاته، "نتوقع منهم الالتزام ببنود اتفاق الدوحة. ووجود الظواهري في وسط كابول كان انتهاكاً واضحاً لذلك".
زعامة "القاعدة"
يُذكر أن الظواهري تولى زعامة "القاعدة" في عام 2011 بعد مقتل أسامة بن لادن الذي يُعد العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة التي أودت بحياة ثلاثة آلاف مدني.