أوردت "دايلي مايل" أن الخليفة المحتمل لأيمن الظواهري على رأس "القاعدة" بعد مقتل الأخير في كابول في غارة لمسيّرة أميركية ليل الاثنين هو عضو في التنظيم الإرهابي يشتهر بخبرته العسكرية الطويلة وسجله الحافل بقتل بريطانيين وأميركيين. وأشارت الصحيفة إلى أن الرجل المدعو سيف العدل ضابط سابق في الجيش المصري وأحد مؤسسي "القاعدة"، إذ كان عضواً في التنظيم الإرهابي الذي شكل نواة لها وهو "مكتب الخدمات". وهناك التقى بأسامة بن لادن والظواهري الذي ما لبث تنظيمه، "جماعة الجهاد الإسلامي المصرية"، أن التحق بـ"المكتب". وأضافت أن المعلومات الأخرى المعروفة عن سيف العدل قليلة علماً بأنه يبلغ الـ60 من العمر.
ووفق "دايلي مايل"، كان الرجل في مطلع الثلاثينيات حين أشرف على عملية "سقوط الصقر الأسود" في مقديشو بالصومال التي قُتِل فيها 19 جندياً أميركياً سُحِلت جثثهم في شوارع المدينة. وقُتِل سبعة آخرون، إلى جانب جنديين بريطانيين وثلاثة جنود أتراك وجندي فرنسي، حين أسقط الإرهابيون مروحيتين في الدولة الواقعة في شرق أفريقيا. ومنذ مقتل بن لادن عام 2011 في عملية أميركية، تزايد نفوذ سيف العدل في المنظمة الإرهابية المتراجعة. ومما أعاق توليه قيادة "القاعدة" وقتذاك، أضافت الصحيفة، التضييق عليه من قبل إيران حيث كان يعيش منذ 19 سنة.
وعام 2003، لم ينف جواد ظريف، الذي كان سفير إيران في الأمم المتحدة، اعتقال سيف العدل في بلاده ولم يؤكده. وقال وقتذاك لـ"إي بي سي نيوز" إن الإرهابيين يملكون عدة جوازات سفر ما يصعب على السلطات الإيرانية التأكد من هوياتهم. ومع وجود ما تبقى من "القاعدة" في أفغانستان في حال من التعايش مع "طالبان"، ربما لا تساعد العزلة الجغرافية التي يعيش فيها سيف العدل إياه في تولي قيادة التنظيم، وفق ما نقلت الصحيفة عن تشارلز ليستر، محلل السياسات الخارجية. لكن الزميل البارز في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، بيل روغيو، أصر على أن سيف العدل يبقى مرشحاً محتملاً إلى المنصب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويُعتقَد بأن الاسم الحقيقي لسيف العدل هو محمد صلاح الدين زيدان، وفق "دايلي مايل"، وعلى رغم أنه ليس متعمقاً في الأفكار الدينية المتطرفة، ساعدته خبرته العسكرية الطويلة في تسلق هرم القيادة، لا سيما بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) التي قتل فيها ناشطون بارزون في التنظيم. وهو عارض تنفيذ الهجمات بطائرات لكنه أسهم في تنفيذ العملية الإرهابية التي تسببت بأكبر عدد من الضحايا في التاريخ بعدما تبنى بن لادن فكرة الهجوم بواسطة طائرات مدنية. ونقلت الصحيفة عن علي صوفان، العميل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي والخبير في مكافحة الإرهاب الذي رجح العام الماضي أن يتولى سيف العدل قيادة "القاعدة"، يمتلك الرجل "وجهاً يخفي المشاعر" و"لساناً سليطاً". ويُعرَف عن سيف العدل إنزال ضرب شديد بالمتطوعين خلال تدريبهم لكي يقسو عودهم.
ولفتت الصحيفة إلى أن حظوظ سيف العدل بالوصول إلى القيادة تعززت بعد مقتل خليفتين محتملتين لبن لادن على أيدي قوات أميركية، ابنه حمزة عام 2019 ومخططه الاستراتيجي أبو محمد المصري عام 2000. ومع شطب الظواهري من المعادلة، رجحت الصحيفة أن تستهدف الولايات المتحدة سيف العدل الذي تطلبه لدوره في تفجير سفارتيها في تنزانيا وكينيا عام 1998 حيث قُتِل 224 شخصاً من بينهم 12 أميركياً وجُرِح أكثر من أربعة آلاف و500 شخص آخرون. وتعرض واشنطن 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات توصل إليه. ولفتت إلى أن الظواهري الذي أطلق تنظيمه الخاص في مصر وهو في سن الـ15 كان يدير مصنعاً لتطوير أسلحة بيولوجية ويطمح إلى تطوير أسلحة نووية وذلك قبل أن يحتل الأميركيون أفغانستان ويسقطوا نظام "طالبان" ويشتتوا شمل "القاعدة" عام 2003.
وفي مقال منفصل، لفتت "دايلي مايل" إلى أن مقتل الظواهري، 71 سنة، في أفغانستان دليل على عودة "طالبان" إلى احتضان "القاعدة"، فالرجل قُتِل في بيت يملكه وزير داخلية الحركة، سراج الدين حقاني، صاحب التاريخ الحافل بالإرهاب. ووفق ليستر، وهو أيضاً مدير معهد الشرق الأوسط، طوق رجال حقاني المنطقة بعد الضربة مباشرة ونقلوا أقارب الظواهري الذين كانوا يشاركونه البيت إلى مكان آخر "وهذه إدانة ساحقة لصدقية طالبان". ولفتت الصحيفة إلى أن خبراء استخباريين تابعين للأمم المتحدة كشفوا في يونيو (حزيران) أن "القاعدة" تتمتع بملاذ آمن في أفغانستان وحذروا من أن البلاد قد تعود مجدداً في وقت قريب قاعدة لهجمات إرهابية دولية.
ويطالب سياسيون أميركيون، ولاسيما مشرعون جمهوريون، إدارة الرئيس جو بايدن بمعلومات في هذا الإطار. وقال روغيو، وهو أيضاً مدير تحرير "لونغ وور جورنال"، لـ"الدايلي مايل" إن إعلان إدارة بايدن عن نصر جديد على الإرهاب بقتل الظواهري قليل الشأن "لأن ما حصل يعني حقاً أن القاعدة موجودة في أفغانستان ولم تغادرها يوماً". وحذر أيضاً من أن "طالبان" تؤوي التنظيم الإرهابي، مشيراً إلى أن الظواهري "كان واثقاً في شكل مفرط بنفسه ويعمل في كابول ولم يكن يختبئ في الجبال".