سجّلت قناة السويس المصرية في يوليو (تموز) الماضي أعلى إيراد شهري في تاريخها، إذ وصل إلى 704 ملايين دولار أميركي بعد عبور 2103 سفن المجرى الملاحي، في أكبر معدل لعبور السفن على أساس شهري.
وقال رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، في بيان الثلاثاء الثاني من أغسطس (آب)، إن "إحصاءات الملاحة بالقناة خلال يوليو الماضي سجلت أرقاماً قياسية جديدة، محققة أعلى معدل عبور شهري في تاريخ القناة بلغ 2103 سفن، وأعلى حمولة صافية شهرية بنحو 125.1 مليون طن".
وأضاف ربيع أن "ذلك انعكس على زيادة عائدات القناة لتسجل أعلى إيراد شهري في تاريخها بلغ 704 ملايين دولار". موضحاً أن "حركة الملاحة بالقناة خلال يوليو الماضي شهدت زيادة في عدد السفن العابرة للمر المائي الأشهر في العالم بعد عبور 2103 سفن، مقابل 1670 سفينة في يوليو 2021، بزيادة 433 سفينة، وبمعدل ارتفاع بلغ 25.9 في المئة".
زيادة أعداد ناقلات الغاز
وتابع رئيس الهيئة المصرية أن "إجمالي الحمولات الصافية بلغ 125.1 مليون طن في يوليو 2022، مقابل 105.8 مليون طن في الشهر نفسه من العام الماضي بفارق 19.3 مليون طن، وبنسبة زيادة بلغت 18.2 في المئة". مشيراً إلى أن "عائدات قناة السويس خلال يوليو سجّلت 704 ملايين دولار، مقابل 531.8 مليون دولار خلال الشهر نفسه من العام الماضي، بزيادة 172.2 مليون دولار، ومعدل نمو بلغ 32.4 في المئة".
وأشار رئيس "قناة السويس" إلى ما رصدته التقارير الملاحية الشهر الماضي من طفرة في معدلات عبور مختلف أنواع السفن مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي، مؤكداً "زيادة نسبة عبور ناقلات البترول بأكثر من 60 في المئة، مما أسهم في تحقيق أعلى إيراد شهري لهذه الناقلات على الإطلاق مقداره 153 مليون دولار".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف، "أعداد ناقلات الغاز الطبيعي المُسال زادت بنسبة 31 في المئة، لتحقق أعلى إيراد شهري لهذا النوع من الناقلات على مدار تاريخ القناة مقداره 52 مليون دولار، بينما ارتفع عبور سفن الصب بنسبة 21 في المئة، محققة أعلى إيراد شهري لها في تاريخ القناة بنحو 121 مليون دولار، كما علت معدلات عبور سفن الحاويات بنسبة 8.8 في المئة، محققة ثاني أعلى إيراد شهري لها بنحو 314 مليون دولار".
وكانت هيئة قناة السويس أعلنت نهاية الأسبوع الماضي أن القناة حققت أعلى إيراد يومي في تاريخها بنحو 31.8 مليون دولار، وثاني أعلى حمولة صافية يومية، بعد أن عبرت القناة 85 سفينة من الاتجاهين، بإجمالي حمولات صافية يومية مقدارها 5.6 مليون طن.
عوائد الحرب في أوروبا
قال رئيس "هيئة البترول المصرية" الأسبق، مدحت يوسف، إن "ارتفاع عدد ناقلات النفط والغاز المسال العابرة لقناة السويس منذ بداية مارس (آذار) أمر طبيعي ومبرر". مؤكداً لـ"اندبندنت عربية" أن "استمرار الصراع بين روسيا وأوكرانيا يعزز حال عدم اليقين تجاه إمدادات الغاز الطبيعي في أوروبا مع تقليص موسكو حصص القارة من غازها، الأمر الذي دفع الدول الأوروبية إلى تأمين احتياجاتها من الغاز عبر مصادر أخرى في آسيا وأفريقيا، ما يفسّر ارتفاع أعداد ناقلات الغاز المسال والنفط عبر القناة".
وكانت شركة "غاز بروم" الروسية أغلقت في الأسبوع الثاني من يوليو الماضي خط أنابيب "نورد ستريم 1" لمدة عشرة أيام لإجراء أعمال الصيانة السنوية، قبل أن تستأنف الضخ من جديد إلى أوروبا ببطء، ووفر الخط ما يقرب من نسبة 35 في المئة من واردات أوروبا من الغاز الروسي عام 2021.
وفقاً لـ"وكالة الطاقة الدولية" سيشكّل الغاز الطبيعي الروسي 25 في المئة فقط من إجمالي الطلب على الغاز الطبيعي بالاتحاد الأوروبي خلال عام 2022، في ظل إصرار دول الاتحاد على إيجاد موردين جدد للغاز.
وكانت قناة السويس المصرية قد أعلنت مطلع الشهر الماضي تحقيق أعلى إيراد سنوي في تاريخها، بعد أن تخطى حاجز 7 مليارات دولار بنهاية العام المالي الماضي 2021 - 2022، مقابل 5.8 مليار دولار خلال العام المالي 2020 - 2021 بزيادة مقدارها 1.2 مليار دولار، وبنسبة زيادة بلغت 20.7 في المئة، بعد أن حققت أعلى حمولة صافية سنوية لعام مالي مقدارها 1.32 مليار طن، وفقاً لإحصاءات الملاحة بالقناة.
وفي منتصف يونيو (حزيران) الماضي، أعلنت "هيئة القناة" تمديد العمل بخصومات ممنوحة لناقلات الغاز المسال حتى نهاية 2022 لتستفيد الناقلات العاملة بين الخليج الأميركي والموانئ الواقعة غرب جزر الهند وجزر المالديف حتى ميناء كوتشي بخصم نسبته 20 في المئة من الرسوم العادية لعبور القناة، في وقت تستفيد الناقلات العاملة بين الخليج الأميركي والموانئ الشرقية المؤدية إلى ميناء كوتشي حتى سنغافورة بخصم مقداره 55 في المئة، كما تستفيد الناقلات العاملة حتى موانئ سنغافورة الشرقية بخصم 75 في المئة.