قضت محكمة مغربية، الخميس الرابع من أغسطس (آب)، بالسجن النافذ ثمانية أشهر بحق 14 مهاجراً غير شرعي لإدانتهم بـ"الهجرة السرية"، في أعقاب توقيفهم عشية محاولة دخول دامية إلى جيب مليلية الواقع تحت السيطرة الإسبانية نهاية يونيو (حزيران) الماضي.
وقال محامي المحكومين مبارك بويرك إن المحكمة الابتدائية بالناظور شمال المغرب، "دانت هؤلاء المهاجرين بالسجن النافذ ثمانية أشهر بتهمة الانتماء إلى عصابة إجرامية للهجرة السرية".
عصيان وإهانة
وأوقِف المدانون الـ14، ومعظمهم سودانيون، في الـ23 من يونيو خلال عمليات تمشيط لقوات الأمن المغربية لإبعاد المهاجرين غير الشرعيين عن جبل كوركو، حيث يختبئون في انتظار تسلق السياج المحيط بجيب مليلية عند سفح الجبل.
ووجهت إليهم السلطات أيضاً تهم "العصيان" و"إهانة موظفين عموميين أثناء قيامهم بمهماتهم"، بحسب ما أضاف بويرك، معتبراً أن الحكم ضدهم "قاسٍ، وسيطلب الدفاع استئنافه".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جهته، تساءل الناشط بفرع "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" بالناظور عمر ناجي "لماذا يحكم على مهاجرين ذنبهم الوحيد أنهم طالبو لجوء كانوا يختبئون في غابة ولم يحاولوا اقتحام الحدود؟".
وبينما تُعد مكافحة الهجرة غير الشرعية ملفاً أساسياً في التعاون بين المغرب وإسبانيا، تدافع المنظمات الحقوقية عن حق المهاجرين في التنقل، باعتبارهم طالبي لجوء يسعون إلى حياة أفضل هرباً من ظروف حروب أو مجاعات أو فقر.
مأساة وسجن
و غداة اعتقال هذه المجموعة نفذ نحو ألفي مهاجر، معظمهم سودانيون، محاولة عبور بالقوة نحو مليلية مقتحمين معبراً حدودياً من الجانب المغربي، ما أسفر عن مأساة خلفت 23 قتيلاً وفق الحصيلة الرسمية التي أعلنتها السلطات المغربية.
كما أسفر الحادث، الذي أثار تعاطفاً واستياء واسعين في المغرب وإسبانيا وخارجهما، عن توقيف مهاجرين آخرين دين 33 منهم بالسجن 11 شهراً نافذاً في الـ19 من يوليو (تموز)، بينما تتواصل محاكمة 29 آخرين في 17 أغسطس الحالي.