أثار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي مخاوف كبيرة، السبت السادس من أغسطس (آب)، بعد قصف محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، قائلاً إن ما جرى يظهر خطر وقوع كارثة نووية.
وجاءت تصريحاته بعدما توقف أحد المفاعلات النووية في مدينة زابوريجيا عن العمل بعد قصف تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بالمسؤولية عن شنه.
وقال غروسي في بيان، "أشعر بقلق بالغ إزاء القصف الذي تعرضت له أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، مما يؤكد الخطر البالغ لوقوع كارثة نووية يمكن أن تهدد الصحة العامة والبيئة في أوكرانيا وخارجها".
وحث المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية جميع الأطراف في النزاع الأوكراني على ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس" في محيط المحطة.
وفي وقت سابق الجمعة، أصاب قصف خطوط كهرباء عالية القدرة داخل مجمع المحطة، مما دفع مشغليها إلى فصل أحد المفاعلات على الرغم من عدم رصد أي تسرب إشعاعي.
وكانت القوات الروسية قد استولت على المحطة في أوائل مارس (آذار) في المرحلة الأولى من الحرب، لكنها لا تزال تعمل تحت إدارة فنيين أوكرانيين.
وألقت شركة "إنيرجواتوم" الأوكرانية للطاقة النووية التابعة للدولة، بمسؤولية الأضرار التي لحقت بمحطة زابوريجيا للطاقة على قصف روسي، بينما اتهمت وزارة الدفاع الروسية القوات الأوكرانية بقصف المحطة، قائلةً إن الصدفة كانت وراء عدم حدوث تسرب إشعاعي.
وقال غروسي إن هذا العمل العسكري الذي هدد سلامة وأمن محطة زابوريجيا "غير مقبول على الإطلاق ويجب تجنبه بأي ثمن". وأضاف، "أي قوة نيران موجهة إلى المنشأة أو منها سترقى إلى مستوى اللعب بالنار، مع عواقب وخيمة محتملة".
"أضرار جسيمة"
وبثت شركة "إنيرجواتوم" نص رسالة على تطبيق "تلغرام" أكدت فيها "بعد الهجوم على مفاعل زابوريجيا النووي، انطلق نظام الحماية والطوارئ في أحد المفاعلات الثلاثة كان في وضعية تشغيل ثم توقف".
وأضافت أن القصف ألحق "أضراراً جسيمة" بمحطة تحتوي على غاز الأزوت والأوكسجين فضلاً عن "مبنى فرعي".
وقالت الشركة إنه "ما زالت هناك مخاطر تسرب لغاز الهيدروجين ومواد إشعاعية وخطر اندلاع حريق مرتفع". وتابعت أن "القصف... أحدث مخاطر جدية على النشاط الآمن للمفاعل"، مؤكدةً أن عمليات إنتاج الكهرباء متواصلة والطاقم الأوكراني ما زال يعمل في المحطة.
ودان الاتحاد الأوروبي "الانتهاك غير المسؤول" لقواعد السلامة النووية الذي ارتكبته روسيا بشنها ضربات قرب محطة زابوريجيا، وفق ما أعلن السبت مسؤول السياسة الخارجية للتكتل جوزيب بوريل. وقال في تغريدة، "يدين الاتحاد الأوروبي الأنشطة العسكرية الروسية حول محطة زابوريجيا للطاقة النووية. إنه انتهاك خطير وغير مسؤول لقواعد السلامة النووية ومثال آخر على ازدراء روسيا المعايير الدولية".
مرحلة جديدة
قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية، السبت، إن الحرب الروسية في أوكرانيا على وشك الدخول في مرحلة جديدة، إذ تحوّل معظم القتال إلى جبهة يصل طولها إلى ما يقرب من 350 كيلومتراً تمتد في جنوب غربي البلاد بالقرب من زابوريجيا إلى خيرسون بمحاذاة نهر دنيبر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت وزارة الدفاع البريطانية على "تويتر"، أنه يكاد يكون من المؤكد أن القوات الروسية تحتشد في جنوب أوكرانيا، إذ تستعد لصد هجوم مضاد أو شن هجوم محتمل.
وتستمر قوافل طويلة من الشاحنات العسكرية والدبابات والمدفعية والأسلحة الروسية في الابتعاد عن منطقة دونباس الأوكرانية متجهة صوب جنوب غربي البلاد.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث يومي، أن مجموعات تكتيكية تضم ما بين 800 و1000 جندي تم نشرها في شبه جزيرة القرم، ومن شبه المؤكد استخدامها لدعم القوات الروسية في منطقة خيرسون.
وقالت إن القوات الأوكرانية تستهدف الجسور ومستودعات الذخيرة وخطوط السكك الحديدية بوتيرة متزايدة في مناطقها الجنوبية، بما في ذلك خط السكك الحديدية المهم استراتيجياً، الذي يربط خيرسون بشبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا.
استقالة في منظمة العفو الدولية
في غضون ذلك، استقالت مديرة مكتب منظمة العفو الدولية في أوكرانيا من منصبها إثر خلاف بعد اتهام المنظمة للقوات المسلحة الأوكرانية بتعريض المدنيين للخطر من خلال نشر قوات في مناطق سكنية أثناء الهجوم الروسي.
ونشرت منظمة العفو الخميس تقريراً بهذا الشأن قوبل بانتقادات شديدة من الحكومة الأوكرانية. وقاد الرئيس فولوديمير زيلينسكي استنكار مزاعم منظمة العفو واتهمها "بمحاولة نقل المسؤولية من المعتدي إلى الضحية".
وقالت أوكسانا بوكالتشوك، مديرة مكتب المنظمة في أوكرانيا، على "فيسبوك" في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، إنها استقالت اعتراضاً على نشر التقرير وإدراكاً لعدم قدرتها على تغييره أو حذفه.
وأضافت أن منظمة العفو الدولية عن غير قصد "صنعت من المواد ما بدا وكأنه يدعم الروايات الروسية عن الهجوم. وفي محاولة لحماية المدنيين، صار هذا التقرير أداة للدعاية الروسية".
وتابعت، "يؤلمني الاعتراف بذلك، لكننا اختلفنا مع قيادة منظمة العفو الدولية. لهذا السبب قررت ترك المنظمة".