اتسعت رقعة مرمى صواريخ غزة في البلدات الإسرائيلية لتصل إلى تل أبيب وبات يام في مركز إسرائيل، بعد أن تجاوز عدد الصواريخ 350 صاروخاً. وفيما تحدثت إسرائيل عن عملية مستمرة لأسبوع في الأقل، رافضة الحديث عن أية وساطة في هذه المرحلة، هدد وزير الأمن، بيني غانتس، قيادة "الجهاد الإسلامي" في لبنان وسوريا وإيران قائلاً، "هؤلاء سيدفعون الثمن".
وقال غانتس في تصريحات مسجلة لدى تفقده نشاطات القوات العسكرية، إن "الهدف من العملية وقف تهديدات الجهاد الإسلامي وعودة الهدوء والاستقرار في غلاف غزة"، ولوح بمزيد من الاغتيالات وأصدر تعليماته بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة في الضفة لنشطاء "الجهاد الإسلامي".
لا تجاوب مع الوساطات
وذكر مسؤول سياسي إسرائيلي أن المجلس الوزاري الأمني المصغر قرر عدم التجاوب مع أية محاولة للوساطة سواء من مصر أو قطر خلال هذه المرحلة في الأقل، إلى أن تعلن "حركة الجهاد الإسلامي" وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وقال الون شوسطر، نائب وزير الأمن، "إن المجلس الوزاري المصغر قرر عدم التجاوب مع الوساطة المصرية والقطرية، والعملية مستمرة لأيام عدة قد تتجاوز الأسبوع إلى حين تحقيق أهدافها بالقضاء على البنى التحتية العسكرية للجهاد الإسلامي التي تعد تنظيماً ممتداً من إيران، وتتلقى دعماً يهدد أمن إسرائيل وسكان بلدات الجنوب وغلاف غزة".
من جهته، أعلن الجيش في بيانه أنه يستعد "لأيام طويلة من العمليات العسكرية (حوالى أسبوع) وإذا لزم الأمر ستكون أطول". واعتبر أن حركة "الجهاد الإسلامي" تلقت ضربة موجعة.
ونقلت إذاعة الجيش عن مسؤول سياسي أن وفداً من جهاز الاستخبارات العامة المصرية سيصل إلى إسرائيل في إطار دور الوساطة الذي تلعبه القاهرة للتوصل إلى تهدئة.
بدورها، أعلنت "حركة الجهاد الإسلامي" أن الوضع آخذ في التصعيد، وهددت بإطلاق مزيد من الصواريخ، رافضة ما "ادعته إسرائيل بأن مستودعات أسلحتها موجودة بين السكان المدنيين والأحياء المأهولة بالسكان"، واعتبرت ذلك "ذريعة إسرائيلية لتبرير قتلها الغزويين المدنيين الأبرياء من أطفال ونساء ومسنين".
وشهدت ساعات بعد ظهر السبت السادس أغسطس (آب) إطلاقاً مكثفاً للصواريخ على مختلف المناطق في إسرائيل، واعتبرت الأخيرة أن سقوط الصواريخ على تل أبيب وبات يام في المركز، هو تصعيد من قبل "الجهاد الإسلامي" وغزة، ما يؤدي إلى استمرار العملية العسكرية إلى حين تنفيذ الأهداف كلها.
مراوغة أوقعت "الجهاد"
واعتبرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في اليوم الثاني للعملية العسكرية على غزة، أنها نجحت في إيقاع "الجهاد الإسلامي" بكمين وفاجأته بعمليتها. وبحسب أمنيين، فإن الأجهزة الأمنية بالتنسيق مع مسؤولين سياسيين وعسكريين تركوا قطاع غزة لفترة زمنية سادت خلالها حالة من الهدوء، وظهرت خلال تلك الفترة بوادر نية لإبرام صفقة للأسرى. وبحسب المسؤولين، فإن هذا الهدوء كان "خدعة كخطوة استباقية قبل العملية العسكرية ضد الجهاد الإسلامي وقيادته وترسانته الصاروخية والعسكرية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتوقعت إسرائيل وصول الصواريخ من غزة إلى تل أبيب والقدس إلى جانب غلاف غزة وبلدات الشمال، ما استدعى نصب منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ. وفيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن القبة الحديدية أسقطت أكثر من 95 في المئة من الصواريخ، اتضح أن عشرات الإسرائيليين وصلوا إلى مستشفيات الجنوب كما ألحقت الصواريخ أضراراً مباشرة لبعض المباني السكنية.
وأعلنت تل أبيب حالة طوارئ ودعت السكان إلى البقاء بالقرب من الملاجئ والأماكن الآمنة، علماً أنه تم اختراق الموقع الإلكتروني للجبهة الداخلية ما أدى إلى تشويشات في وصول صفارات الإنذار إلى عديد من المناطق السكنية.
بلدات الشمال تتجند لإيواء سكان الجنوب
واجتمع المجلس الوزاري المصغر، مساء السبت، لبحث التطورات الأخيرة حول العملية وأجرى رئيس الحكومة، يائير لبيد، محادثات مع رؤساء بلديات الجنوب الإسرائيلي، وقدم لهم تقريراً حول وضعية العملية مؤكداً أنها لن تتوقف قريباً. في وقت جرى تنظيم مبادرة من قبل جهات عدة بينها الجبهة الداخلية في بلدات الشمال لإيواء إسرائيليين من بلدات الجنوب وغلاف غزة، كما أتيحت لهم فرصة التنزه في الشمال.
الطائرات المسيرة
وكانت "الجهاد الإسلامي" قد أطلقت طائرات مسيرة عدة حملت متفجرات أصابت إحداها جنديين إسرائيليين، فيما نشر الجيش الإسرائيلي بين قواته العسكرية طائرات مسيرة عدة لاستخدامها، إضافة إلى الوحدات الاستخباراتية والمراقبة.
واستدعى الجيش جنود الاحتياط وعزز كتائب غزة بعشر كتائب احتياط وقوات عسكرية برية وآليات ومدرعات إلى جانب تعزيز القوات في الجو والبحر.