بينما كان إيرلينغ هالاند يقسم على الهواء مباشرة، وبيب غوارديولا يتصرف ببعض العدوانية، ظهر ديفيد مويس دفاعياً حين حاول المدير الفني لوست هام الحديث عن استعدادات فريقه طوال الأسبوع لرقابة اللاعب النرويجي، وكانوا قد تابعوا مباراته ضد ليفربول، وحاولوا تطبيق الدروس من المباريات السابقة ضد مانشستر سيتي، لكن لم يكن كل ذلك مهماً حيث لم يمكنهم فعل شيء حيال تألقه.
وكان مويس غير راغب في المشاركة بسيل الثناء المتدفق على هالاند، إذ قال أولاً وقبل كل شيء إن فريقه كان يجب أن يقطع تمريرة كيفين دي بروين التي أدت إلى الهدف الثاني الرائع لصفقة سيتي الجديدة، ورفض الاعتراف بأن الاختلاف الرئيس في منافسه كان هالاند.
وتحدث مويس بإسهاب كيف أن أكبر تغيير لسيتي كان في الواقع مدى تألق الظهيرين جواو كانسيلو وكايل ووكر، مما جعل كثيراً من استعدادات وست هام قبل المباراة غير صالحة للتنفيذ.
وكما قد يقول غوارديولا في لحظاته الأكثر هدوءاً، فإن هذا كله مجرد جزء من الكل، فكان من الواضح أن سيتي تمكن من اللعب بالطريقة التي تسمح لهالاند بتغيير شكل الفريق، من مجرد التمريرات المتدفقة بين اللاعبين إلى التمريرات الموجهة إلى النرويجي والتي تخلق الخطورة في ظهر مدافعي الخصم، وهذا هو السبب في أن أظهرة سيتي كانوا أكثر تقدماً إلى الأمام، لخلق مساحة أكبر لدي بروين في الوسط، والذي كان له تأثير كبير.
وهذا يعني أنه بالنسبة إلى الفريق الذي سيطر على الدوري الإنجليزي في أربعة من آخر خمسة مواسم، أصبح يلعب بشكل جديد.
طريقة هدف هالاند الثاني والتي تشترك في الواقع في بعض الخصائص مع الحركة التي أدت إلى ركلة الجزاء، أكدت أن الفريق سيضطر إلى إعادة ترتيب نفسه مجدداً.
وقد يكون هذا أمراً ينذر بالسوء للمنافسين، وقد يكون النصف الأول من الموسم هو فترة كشف هالاند لثغرات الدفاعات التي لم تواجهه بعد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ثم والأسوأ من ذلك، بمجرد أن ينتصف الموسم فإن كأس العالم سيسمح للنرويجي بخمسة أسابيع من الراحة والاستجمام، وقد يعود أيضاً في فترة عيد الميلاد بآفاق مختلفة، ومعتاد تماماً على الدوري، ولديه تطلعات أعلى بكثير من معظم المنافسين.
هناك بعض الملاحظات بالطبع، فلا تزال هذه مباراة واحدة فقط وكانت تلك المباراة ضد فريق وست هام الذي يشعر لاعبوه بالإرهاق من أسلوب المدرب، وكان نقص الطاقة ملحوظاً على الشاشات، وقد يكون الطقس الحار قد أثر في اللاعبين أيضاً.
لكن الهدف الثاني لا يزال يبدو وكأنه مشهد سنراه مراراً وتكراراً هذا الموسم، حيث يندفع هالاند خلف دفاعات غير مستعدة.
إذا كان الأمر كذلك، فسيكون هذا تحولاً كاملاً في المناقشة التي حدثت الأسبوع الماضي، حينما تم الحديث عن حاجة هالاند إلى الوقت للتكيف مع الدوري، وهذا هو الجزء الذي لم يستطع غوارديولا الحديث عنه إلا بعصبية.
"منذ أسبوع لم يكن هالاند قد تمكن من التكيف في الدوري الإنجليزي الممتاز، والآن هو جنباً إلى جنب مع أفضل اللاعبين مثل تييري هنري وآلان شيرر وكريستيانو رونالدو".
ثم أعلن غوارديولا أن النقاش انتهى، لأن هالاند ببساطة "فتى ولد ليسجل الأهداف".
ومن الصعب الاختلاف مع غوارديولا، في ظل تصريح هالاند نفسه الذي قاله فيه "تباً، أنا آسف لإهداري فرصة تسجيل ثلاثية".
وضحك غوارديولا على تصريح هالاند وقال "لا أعرفه كثيراً لأننا معاً منذ ثلاثة أسابيع أو شهر فقط، لذلك نحتاج إلى وقت لنرى كيف يمكنه الرد في مثل المواقف".
"أعرف كيف تعامل مع كثير من الانتقادات هذا الأسبوع، لقد كان هادئاً حقاً وتدرب جيداً جداً، لكن الطريقة التي أخذ بها الكرة لتنفيذ ركلة الجزاء أحببتها، إنه مباشر وإذا كان شخص ما سيأخذ كرته فهو سيسدد بكل قوة، أنا متأكد من ذلك".
"الأمر يتعلق بالثقة والطموح والعقلية، وهو أظهر لي ذلك، أعجبني ذلك ثم سجلها بالطبع".
"إنه سيظل هنا لخمس سنوات، آمل أن يبقى هذه الفترة وأكثر، نريد أن يكون جميع اللاعبين الجدد سعداء ويشعرون بالرضا في سيتي ووسط الفريق".
"إنه رجل يتمتع بموهبة لا تصدق ويحقق أرقاماً جيدة، لكننا نود أن نضيف شيئاً أكثر إلى طريقة لعبه ليصبح لاعباً أفضل، ليس مجرد شخص يسجل الأهداف وهذا أمر مهم للغاية، ولكن لهذا السبب نريد أن نحاول تقديم كل شيء له ليكون لاعباً أفضل".
هالاند بات خطيراً بالفعل، لقد شاهد الدوري الإنجليزي الممتاز أولى لمحاته في إنجلترا وليس عبر التلفزيون مع نادٍ أجنبي.
السؤال الآن هو كيف سيستجيب الجميع؟ إذا كان بإمكانهم الرد.
© The Independent