غرقت وجهة سياحية شهيرة في كورنوال [مقاطعة إنجليزية ساحلية جنوب غربي إنجلترا]، بأعداد مهولة من السرطانات العنكبوتية البحرية السامة.
في صور عدة تداولها مستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي نرى حشوداً من هذه الكائنات القشرية وقد تجمعت في المياه الضحلة لشاطئ بورثغويدن في سانت إيفز.
غزت السلطعونات الشاطئ حيث ستلقي أصدافها الخارجية قبل أن تعود إلى مناطق تفريخها، وذلك كجزء من موسم الهجرة السنوي الذي تخوضه هذه الأنواع الحية بحثاً عن مياه أكثر دفئاً.
عندما تطرح السرطانات العنكبوتية قوقعتها عنها، تخرج من الجزء الخلفي منها، تاركة وراءها هياكلها الخارجية برمتها، بما في ذلك الساقان والعينان فتبدو هذه القشور تماماً كما لو أنها سلطعون سليم.
وقالت إحدى الفتيات التي تمارس الغطس إنها نزلت تحت سطح الماء لإلقاء نظرة على المشهد، لافتة إلى أنها لم تر قط السرطانات العنكبوتية تتكدس بمثل هذه الأعداد الكبيرة.
كايت لوي المصورة البحرية التي تمارس الغطس في بورثغويدن طوال العام، قالت إنها تذهب "للغطس معظم الوقت على مدار العام، ولكنني لم أر قط السرطانات العنكبوتية بهذه الأعداد من قبل".
"عندما وصلنا إلى الشاطئ، بدا الأمر كما لو أن صخوراً داكنة كثيرة تتجمع تحت سطح الماء. ولكن اتضح وجود آلاف من السرطانات على عمق خطوتين أو ثلاث خطوات تحت الماء"، على ما أوضحت لوي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت الغواصة المصورة إن المشهد "كان فعلاً لا يصدق. كانت السرطانات العنكبوتية متكدسة عند عمق يصل فقط حتى الركبة. تمكنت من أن أسبح فوقها، وحاولت ألا أخطو عليها".
"كان كثير من السياح يصرخون على مرأى من هذه القشريات"، وفق لوي.
يُعتقد أن التجمع الحاشد يساعد السرطانات على حماية نفسها من الحيوانات المفترسة ريثما تصبح هياكلها الخارجية الجديدة أكثر سماكة وتشتد.
وصحيح أن لدغات هذه الحيوانات البحرية القشرية سامة إلى حد أن في مقدورها الإطاحة بأي حيوان آخر يحاول افتراسها، غير أنها لا تلحق الأذى بالإنسان عموماً.
وعلى الرغم من الزيادة التي سجلتها أعداد سلطعونات العنكبوت في البحار البريطانية، يبقى الإقبال على سوق لحوم السلطعون العنكبوت في المملكة المتحدة ضئيل، علماً أنها تعتبر طعاماً فاخراً في الدول الأوروبية، من بينها إسبانيا وفرنسا.
لكن هيئة مراقبة السواحل الوطنية في سانت إيفز أخبرت موقع "كورنوال لايف" المحلي أن تلك القشريات التي أثارت الذعر ليست "سوى أصداف السلطعونات، والأخيرة لم تنفق إنما خلعت عنها هياكلها الخارجية كي تحصل على هياكل جديدة".
يشار إلى أنه في يوليو (تموز) الماضي، جرفت أمواج البحر مجموعة من السرطانات العنكبوتية النافقة إلى شواطئ أنغليسي قبالة شمال ويلز.
والتقطت صور مخيفة مماثلة للمشهد في كورنوال اليوم، واختلطت فيها سيقان ومخالب ودروع السرطانات العنكبوتية التي جرفتها الأمواج.
نشرت اندبندنت هذا المقال في 7 أغسطس 2022
© The Independent