تبين أن لقاحاً جديداً مضاداً لداء الكلب Rabies يعطي نتائج مبشرة في الحماية من المرض، وفق بحث مبكر حول التطعيم.
[ينجم داء الكلب عن فيروس اسمه "مونونيغافايرالز"، تنقله الحيوانات المصابة به، إلى الإنسان وبعض أنواع الثدييات. ويدخل إلى الجهاز العصبي فيتسبب بأعراض متنوعة وشديدة. وكذلك يضرب الدماغ، ويؤدي إلى الموت].
كذلك تشير نتائج التجارب السريرية في المرحلة الأولى إلى أن استخدام اللقاح آمن، إذ لا يؤدي إلى آثار جانبية صحية.
يتمثل الغرض من اللقاح الجديد بإيجاد حلول لبعض المشكلات الرئيسة التي تشوب لقاحات داء الكلب المعتمدة، وأبرزها أنها باهظة الثمن وتتطلب جرعات متعددة.
ويشير الباحثون أيضاً إلى أن لقاحاً جديداً ضد داء الكلب من شأنه أن يحول دون حدوث آلاف الوفيات نتيجة المرض سنوياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في ذلك الصدد، أعرب كبير الباحثين في التجربة التي يضطلع بها "معهد جينر" في "جامعة أكسفورد"، البروفيسور المساعد ساندي دوغلاس، عن سعادته المطلقة "بهذه النتائج الأولى"، موضحاً أن "أداء اللقاح الجديد كان أفضل مما توقعنا".
وشرح البروفيسور دوغلاس أن "مشكلات اللقاحات المتوفرة حالياً ضد داء الكلب تكمن في كلفتها الباهظة وضرورة أخذ جرعات متعددة منها".
أضاف البروفيسور دوغلاس، "يحدونا أمل في أن تثبت تجارب موسعة في البلاد التي تواجه إصابات بداء الكلب أن اللقاح الجديد سيسمح بتوفير تطعيم روتيني آحادي الجرعة وبأسعار معقولة ضد هذا المرض الفتاك بالنسبة إلى سكان هذه المناطق"،
شهدت "جامعة أكسفورد" التجربة التي شكلت المرة الأولى التي يستخدم فيها لقاح داء الكلب الجديد على متطوعين من البشر.
وقد سعت الدراسة إلى تفحص مدى سلامة اللقاح وقياس نسبة الاستجابات المناعية التي يولدها في الجسم.
شارك في الدراسة 12 متطوعاً، ثلاثة منهم تلقوا جرعة منخفضة من لقاح "تشادو إكس 2 راب جي" ChAdOx2 RabG، وهي التسمية العلمية للقاح المبتكر، فيما أخذ ثلاثة آخرون جرعة متوسطة، وستة أشخاص جرعة عالية منه.
"يحدونا أمل كبير في أن تسمح تجارب واسعة النطاق بتوفير تطعيم روتيني من جرعة واحدة ضد داء الكلب الفتاك وبأسعار معقولة" [البروفيسور ساندي دوغلاس، جامعة أكسفورد].
في النتيجة، وجد الباحثون أن اللقاح ولد استجابات مناعية قوية ضد داء الكلب، إذ تولد لدى كل المتطوعين الذين تلقوا جرعات متوسطة أو عالية من الأجسام المضادة لداء الكلب، مستويات مناعية أعلى من الحد الأدنى للحماية المعتمد من "منظمة الصحة العالمية"، وذلك في غضون شهرين.
وظهر أيضاً أنه لم تسجل خلال التجربة أي آثار جانبية خطيرة أو مخاوف تتعلق بسلامة استخدام اللقاح.
كذلك لم تهمل الدراسة النظر في التأثيرات الطويلة المدى التي ربما يتركها اللقاح. وقد اتضح أن ستة من الأشخاص السبعة الذين تلقوا الجرعتين التحصينيتين المتوسطة والعالية وعادوا من أجل الخضوع لمتابعة إضافية بعد مرور سنة واحدة على التطعيم، قد حافظوا على مستويات من الأجسام المضادة المحايدة تفوق الحد الأدنى من الحماية المطلوبة.
وفق الباحثين، توضح هذه النتيجة أن الاستجابة المناعية التي يوفرها اللقاح لا تزول مع مرور الوقت.
في هذا الشأن، تحدث الدكتور دانيال جينكين، زميل بحوث سريرية رئيس في التجربة، فأوضح أن "لقاحات داء الكلب الجديدة المستندة إلى التكنولوجيات الحديثة المستخدمة في تصنيع اللقاحات، من شأنها أن تصبح أدوات مهمة في الحيلولة دون عشرات الآلاف من الوفيات السنوية الناجمة عن داء الكلب. تدعم بياناتنا القوية المستقاة من التجربة السريرية الأولى على لقاح "تشادو إكس 2 راب جي"، المضي قدماً في تطوير هذا النهج" من التطعيم ضد داء الكلب.
ويأمل الباحثون في أن النتائج المنشورة في المجلة العلمية "لانسيت ميكروب" The Lancet Microbe ستدعم التوسع في تطوير ذلك اللقاح، إضافة إلى أنها تتيح إجراء تجارب سريرية أكبر في المستقبل.