بعد ستة أشهر على مطاردته ومحاولتين لاغتياله، تمكن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء التاسع من أغسطس (آب)، من قتل إبراهيم النابلسي أحد كوادر حركة "فتح" واثنين من رفاقه بمدينة نابلس، في هجوم سبب حالاً من الغضب في صفوف الفلسطينيين.
اقتحام نابلس
وأنهى الجيش الإسرائيلي عملية اقتحام المدينة التي استمرت ثلاث ساعات، بقتله النابلسي، وإسلام صبوح، وحسين طه في قصف بصواريخ (الإنيرجا) المضادة للدبابات طاول منزلاً مهجوراً كانوا يتحصنون بداخله في البلدة القديمة.
وقال الجيش إن عناصره "أطلقوا النار على المنزل، واستخدموا وسائل خاصة، بينها صواريخ محمولة على الكتف"، مشيراً إلى عدم تسجيل أية إصابات في صفوفه.
وينتمي المسلحون إلى "كتائب شهداء الأقصى" الجناح العسكري لحركة "فتح"، وتتهمهم إسرائيل بتشكيل خلايا مسلحة تهاجم أهدافاً إسرائيلية.
وفي بيان لها توعدت الكتائب بأن "الرد على هذه الجريمة لن يكون له حدود".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأدى اقتحام مدينة نابلس التي تخضع للسيطرة الفلسطينية الكاملة إلى إصابة أكثر من 80 شخصاً آخرين بجروح بينهم سبعة في حال حرجة.
وتتهم إسرائيل النابلسي (26 سنة) الذي تصفه بـ"القنبلة الموقوتة"، بارتكاب هجمات مسلحة ضد المستوطنين والجنود الإسرائيليين في محافظة نابلس خلال الأشهر الماضية.
وفي أجواء من الغضب شارك آلاف الفلسطينيين في تشييع جثامين الشبان الثلاثة بمدينة نابلس في ظل دعوات إلى الانتقام.
ونجا النابلسي من محاولتين لاغتياله: الأولى في 8 فبراير (شباط) الماضي، عندما قتل الجيش الإسرائيلي ثلاثة مسلحين فلسطينيين بمدينة نابلس، والثانية في 24 من الشهر الماضي حين قتل مسلحين اثنين خلال هجومه على البلدة القديمة بالمدينة.
رسائل محاصرة
وأثناء محاصرته أرسل النابلسي صباح الثلاثاء مقطعاً صوتياً ناشد فيه الفلسطينيين بـ"الحفاظ على سلاحهم"، ودعاهم إلى "الحفاظ على الوطن".
وحمل الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الإدارة الأميركية المسؤولية عن تواصل "العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، عبر إعطائها الضوء الأخضر لإسرائيل لاستمرار عدوانها".
وقال أبو ردينة إن إسرائيل "تقترب من المواجهة الشاملة مع الفلسطينيين في ظل مواصلة عدوانها بنابلس عقب انتهائه في قطاع غزة، واستمراره في جنين".
وأعلنت حركة فتح إضراباً عمَّ جميع أرجاء الضفة الغربية حداداً على أرواح الشبان الثلاثة، ودعت إلى مسيرات باتجاه مناطق تمركز قوات الجيش الإسرائيلي.