تواصل القوات العراقية المشتركة مكافحة التنظيم الإرهابي "داعش" من خلال العمليات العسكرية المنظمة التي تقوم بها ويشرف عليها القائد العام للقوات المسلحة وقيادة العمليات المشتركة، وتلاحق هذه القوات خلايا "داعش" الإرهابي. ويتطلع العراق إلى استمرار التعاون البنّاء مع المجتمع الدولي لمحاربة "داعش" ومكافحة التطرف المؤدي إلى الإرهاب. وفي هذا الإطار، استقبل مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي بمكتبه الأربعاء الماضي 10 أغسطس (آب)، سفير الاتحاد الأوروبي في بغداد فيلا فاريولا والوفد المرافق له، وجرى خلال اللقاء، بحسب بيان صادر من قبل المكتب الإعلامي لمستشار الأمن القومي في العراق، استعراض الأوضاع السياسية والأمنية في العراق والمنطقة، والتأكيد على استمرار التعاون البنّاء بين العراق والمجتمع الدولي.
حماية البعثات الدبلوماسية
وأكد الأعرجي لسفير الاتحاد الأوروبي، وفقاً للبيان، استقرار الأوضاع الأمنية في العراق مع استمرار جهود القوات الأمنية في محاربة "داعش" الإرهابي، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية مستمرة بأداء واجباتها بعيداً من أي سجال سياسي، وأن العراق ملتزم بحماية البعثات الدبلوماسية وتأمينها، استناداً إلى اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، وفي ما يتعلق بمخيم الهول، أوضح الأعرجي أن فقدان السيطرة على المتواجدين داخل المخيم سيشكل خطراً على العراق والعالم، كما أكد حرص العراق على عدم إجبار اللاجئين العراقيين في أوروبا المرفوضة طلباتهم، إلا وفق مبدأ العودة الطوعية وتوافر الظروف المناسبة، مشيراً إلى أن العراق حريص على حماية أبنائه واحتضانهم ورعايتهم أينما كانوا، مع استمراره بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي في مكافحة تهريب اللاجئين، وأعرب عن ترحيب بغداد بأي تعاون مع الاتحاد الأوروبي في المجالات كافة، وبالأخص في مجال الأمن السيبراني، مبيناً أن العراق لا يريد الضغط على الحريات بقدر الحفاظ على أمن البلد واستقراره.
من جانبه، أكد سفير الاتحاد الأوروبي أهمية دور العراق في الشرق الأوسط والعالم، مشيراً إلى استمرار الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع العراق في مجال مكافحة التطرف المؤدي إلى الإرهاب، ومثنياً على جهود العراق في معالجة أزمة اللاجئين العراقيين في بيلاروس، وحرص الحكومة العراقية على اتخاذ الإجراءات السريعة التي أثمرت عن إعادتهم إلى بلدهم، ومنع تحويل المشكلة إلى أزمة إنسانية، مشيداً في الوقت نفسه، بإجراءات العودة الطوعية من مخيم الهول إلى العراق، ومؤكداً استمرار دعم الاتحاد الأوروبي للعراق في المجالات كافة.
خلايا "داعش"
وتطلق القوات العراقية بين الحين والآخر عمليات عسكرية لملاحقة خلايا "داعش" الإرهابي، وأسفرت هذه العمليات عن قتل وإلقاء القبض على المئات منهم، وأعلن المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة تحسين الخفاجي أن سلاح الجو العراقي تمكّن من قتل 250 إرهابياً في 2022، وقال الخفاجي، في تصريح صحافي، إن "داعش منظمة إرهابية دولية وليست محلية، وقاتل إرهابيوه أكثر من 100 دولة ضد القوات الأمنية والبيشمركة"، مؤكداً أن "هذا التنظيم انتهى، لكن هناك بعض الجيوب والخلايا، تمكنت بطريقة أو بأخرى من الهروب من قواتنا الأمنية خلال حرب التحرير، وتمركزت في المناطق الجبلية والصحراوية"، وأشار الخفاجي إلى سبب آخر خلف بروز بعض أنشطة هذا التنظيم، وهو أن "الحدود العراقية - السورية أسهمت بصورة كبيرة في تنقل هذه المفارز الإرهابية في السابق"، لافتاً إلى أن "الحدود العراقية - السورية مؤمنة بالكامل الآن، إذ تمكنا مع قوات البيشمركة من ضبطها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتجهض القوات العراقية بالتعاون مع قوات البيشمركة في بعض الأحيان "عمليات تسلل لبعض العناصر الإرهابية"، بحسب الخفاجي الذي أشار إلى أن "اللواء المشترك الأول تمّ العمل به، واللواء المشترك الثاني سوف يتم العمل به، وانتهت كل الاجراءات المالية وحتى اختيار المراكز والأمكنة التي سوف ينتشر بها". وأكد الخفاجي أن "لدى القوات العراقية عمليات مشتركة مع إقليم كردستان، وتنسيقاً عالياً في مجال مكافحة الإرهاب وملاحقة المطلوبين، وفُعّلت بهذا الصدد مذكرات إلقاء قبض بيننا وبين حكومة الإقليم". وطمأن الخفاجي الجميع أن "إمكانيات قواتنا الأمنية وقوات البيشمركة عالية بمكافحة الإرهاب، ولن يتمكنوا من خرق منظومتنا الأمنية لأن عملنا محكم ودقيق ومنسق بدرجة عالية".
عمليات نوعية
ويحاول تنظيم "داعش" دائماً القيام بعمليات يطمح بأن تكون نوعية في حساباته، بحسب الخفاجي الذي ذكر أن "قيادة عمليات ديالى من خلال فرقة المشاة الأولى تمكنت من قتل أحد الإرهابيين الذي كان يحاول الاعتداء على بعض المواكب الحسينية في "إمام ويس"، وفقاً للخفاجي الذي أكد أن "داعش ليست لديه الحركة والمرونة للقيام بأي عملية إرهابية". وأوضح أن "تجفيف منابع الإرهاب المادية مكّن القوات الأمنية وقوات البيشمركة من السيطرة على داعش"، مضيفاً أن "مقاتلي داعش الموجودين في العراق هم ليسوا من الأجانب، بل هم مقاتلون محليون موجودون في مناطق معينة مشخصة من قبلنا".
في المقابل، قال الباحث السياسي نبيل جبار العلي، "تأتي الجهود الأوروبية لمساعدة العراق في مكافحة الإرهاب أو الاستقرار السياسي فيه من منطلق استراتيجية أوروبية تتعلق بحماية بلدانها من استمرار تدفق اللاجئين إليها نتيجة تعاظم وتطور مناطق الصراع ومنها العراق، وهي جهود في الحفاظ على الأمن القومي الأوروبي من خلال مكافحة الإرهاب ومنابعه خارج الحدود الأوروبية". وتابع "فمسارات الدعم السياسي للبلدان التي تشهد نزاعات ومكافحة التطرف هي على رأس الأولويات لأوروبا التي تعتقد أنها المسبب الرئيس في توسع قاعدة الإرهاب وانتشاره، لذلك هم حريصون دوماً على إقامة شراكات عملية من هذا النوع مع تلك الدول التي تواجه نزاعات وولادة حركات متطرفة".