أكد نائب الأدميرال في الأسطول الأميركي السابع كارل توماس، الثلاثاء 16 أغسطس (آب)، خلال اجتماع في سنغافورة، أن قرار الصين إطلاق صواريخ فوق تايوان يجب أن يواجه اعتراضاً باعتباره "غير مسؤول"، مشيراً إلى أنه يجب إعادة النظر في تصرفات ومطالب بكين.
ووصف توماس إطلاق الصواريخ الباليستية فوق الجزيرة بأنه "غير مسؤول"، مؤكداً أنها كادت تلامس ممرات الملاحة البحرية الدولية، خلال مائدة مستديرة في سنغافورة حيث هو موجود لإطلاق تدريبات بحرية مع دول جنوب شرقي آسيا.
وأثارت الزيارات التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي وأعضاء من الكونغرس الأميركي لتايوان حفيظة بكين، التي ردت بتنظيم أكبر مناورات عسكرية في تاريخها حول الجزيرة، نشر خلالها الجيش على مدى خمسة أيام سفناً حربية وصواريخ وطائرات مقاتلة، في محاكاة لحصار تايوان.
وقارن توماس بين التهديد الذي تتعرض له تايوان والأسلوب الذي تنتهجه بكين في بحر الصين الجنوبي. وقال، "إذا لم تواجهوها... يمكن أن تصبح، على حين غرة، مثل الجزر في بحر الصين الجنوبي (التي) أصبحت الآن مواقع عسكرية". وأوضح "أنها مواقع عسكرية متكاملة، مع صواريخ ومهابط كبيرة للطائرات ومستودعات وأجهزة رادار ومراكز تنصت".
ويقع الأسطول السابع في اليابان، وهو جزء رئيسي من وجود واشنطن البحري في المحيط الهادئ.
عقوبات صينية
ولزيادة الضغط الاقتصادي على تايوان، فرضت بكين الثلاثاء عقوبات على سبعة مسؤولين تايوانيين كبار بسبب ميولهم "الانفصالية المحضة"، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).
وترفض تايوان، التي تتمتع بحكم ذاتي ديمقراطي، مزاعم الصين بالسيادة عليها.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة إن من بين الذين عاقبهم مكتب شؤون تايوان في الصين سفيرة تايوان الفعلية لدى واشنطن هسياو بي كيم، والأمين العام لمجلس الأمن القومي في تايوان ولنغتون كو.
وذكر متحدث مكتب شؤون تايوان أن أولئك الذين عوقبوا، "لن يتمكنوا من زيارة الصين وهونغ كونغ وماكاو". كما "لن يسمح للشركات والمستثمرين المرتبطين بهم بالعمل في الصين".
وكانت الصين قد فرضت من قبل عقوبات على رئيس حكومة تايوان سو تسينغ تشانغ، ووزير الخارجية جوزيف وو، ورئيس البرلمان يو سي كون.
وأجرى الجيش الصيني، أمس، مزيداً من التدريبات بالقرب من تايوان، تزامناً مع زيارة مجموعة من أعضاء الكونغرس الأميركي الجزيرة، والتقائهم الرئيسة تساي إينغ، التي عبرت عن التزام حكومتها الحفاظ على الاستقرار.
ووصل أعضاء الكونغرس الخمسة برئاسة السيناتور إيد ماركي إلى العاصمة التايوانية تايبيه في زيارة غير معلنة في ساعة متأخرة من مساء الأحد (14 أغسطس)، في ثاني زيارة رفيعة المستوى إلى تايوان بعد تلك التي أجرتها رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي في أوائل الشهر الحالي، ودفعت الصين إلى إجراء مناورات حربية على مدى أيام عدة.
استعداد قتالي صيني
وقالت قيادة المنطقة الشرقية بالجيش الصيني المسؤولة عن المنطقة المجاورة لتايوان، إنها نظمت دوريات مشتركة للاستعداد القتالي وتدريبات قتالية براً وبحراً حول تايوان، الإثنين.
وأضافت أن التدريبات "رادع حازم للولايات المتحدة وتايوان اللتين تواصلان ممارسة الحيل السياسية وتقويض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت وزارة الدفاع الصينية، في بيان منفصل، إن زيارة النواب الأميركيين تمثل انتهاكاً لسيادة الصين ووحدة أراضيها، و"تكشف بشكل كامل الوجه الحقيقي للولايات المتحدة كمفسد للسلام والاستقرار في مضيق تايوان".
وأضافت أن "جيش التحرير الشعبي الصيني يواصل التدريب والاستعداد للحرب، ويدافع بحزم عن السيادة الوطنية ووحدة الأراضي، وسيسحق بقوة أي شكل من أشكال نزعة استقلال تايوان الانفصالية والتدخل الأجنبي".
وقالت القيادة الشرقية الصينية، إن المناورات جرت بالقرب من جزر بينغو التايوانية الواقعة في مضيق تايوان، وتوجد فيها قاعدة جوية كبيرة، وعرضت لقطات قريبة لتلك الجزر مأخوذة من طائرات تابعة لسلاح الجو الصيني.
وزارة الدفاع التايوانية قالت من جهتها إنها رصدت 17 طائرة صينية وخمس سفن صينية داخل وحول الجزيرة ومضيق تايوان الثلاثاء، فيما تواصل بكين مناوراتها العسكرية.
السلام والاستقرار
وقالت تساي التي التقت بالنواب الأميركيين في مكتبها، إن التدريبات الصينية أثرت تأثيراً كبيراً في السلام والاستقرار في المنطقة. وأضافت في مقطع مصور أصدره مكتب الرئاسة، "نتعاون تعاوناً وثيقاً مع الحلفاء الدوليين لمراقبة الوضع العسكري عن كثب، ونبذل في الوقت نفسه قصارى جهدنا لإعلام العالم بأن تايوان مصممة على حماية الاستقرار والوضع الراهن في مضيق تايوان".
وقال السيناتور ماركي لتساي، "لدينا التزام أخلاقي" بفعل كل شيء لمنع نزاع غير ضروري. وأضاف، "لقد أظهرت تايوان ضبطاً للنفس وتعقلاً خلال الأوقات الصعبة".
وقال رئيس وزراء تايوان سو تسينغ تشانغ، "رد فعل الصين على مثل هذه الزيارات التي يقوم بها الأصدقاء الأجانب لن يردعنا".
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع التايوانية، إن 15 طائرة صينية عبرت خط الوسط بمضيق تايوان، الإثنين، مضيفة أنها تندد بالمناورات الصينية الجديدة، وستواجهها "بهدوء".