واصل كريستيانو رونالدو نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي إثارة الجدل بشأن مستقبله القريب مع ناديه الذي يمر بفترة صعبة لم تقطعها بداية الموسم الجديد 2022-2023.
واستهل يونايتد الموسم الحالي بالسقوط أمام برايتون أند هوف ألبيون بنتيجة 2-1 في ملعبه أولد ترافورد، وبدا عاجزاً عن تهديد شباك برايتون، حتى أن هدفه الوحيد سجله أليكسيس ماك إليستر لاعب برايتون في مرماه عن طريق الخطأ، وفي مباراة الجولة الثانية مني اليونايتد بهزيمة كارثية بنتيجة 4-0 أمام برينتفورد، إذ استقبلت شباكه أربعة أهداف في 35 دقيقة وفشل حتى نهاية المباراة في تهديد مرمى الفريق المستضيف.
ووسط حالة التراجع التي يعيشها فريق يونايتد، أقدم رونالدو (37 سنة) على تصرفات عدة تشير إلى فقدانه أهم المميزات التي جعلته أسطورة في تاريخ كرة القدم.
ومن بين أولى المميزات التي فقدها رونالدو في الآونة الأخيرة، ثقته التي لا تنته في نفسه، التي كانت تدفعه سابقاً لتجاهل معظم ما يثار حوله من إشاعات وتكهنات أو الاكتفاء بالرد بسخرية، لكن وسط أزمته الحالية مع ناديه بدا رونالدو أكثر توتراً، إذ رد في يوليو (تموز) الماضي على التقارير التي نشرت عن مساعي وكيل أعماله خورخي مينديز البحث عن عرض انتقال له للمشاركة في دوري أبطال أوروبا في الموسم الجديد، وكتب رونالدو عبر حسابه على إنستغرام "من المستحيل ألا يتحدثون عني يوماً ما، وإلا فإن الصحافة لن تكسب المال، إنهم يعلمون أنهم إذا لم يكذبوا فلن يتمكنوا من جذب انتباه الناس، استمروا ويوماً ما ستصلكم بعض الأخبار الحقيقية".
وعلى الرغم من حديث رونالدو المبهم عن تعمد وسائل الإعلام نشر الإشاعات عنه، لم يكشف حقيقة موقفه الحالي، بعدما سعى للخروج من إستاد أولد ترافورد هذا الصيف للانضمام إلى أحد الأندية المشاركة في مسابقة دوري أبطال أوروبا، بينما ظلت إدارة النادي تصر على استكمال عقده الذي ينتهي في يونيو (حزيران) 2023.
وأظهر رونالدو عصيانه التام للبقاء ضمن مشروع النادي حين تغيب عن انطلاق معسكر فريقه، ثم عن رحلة النادي إلى آسيا وأستراليا لمدة 22 يوماً، معللاً غيابه بظروف أسرية حالت دون انتظامه مع الفريق.
وعلى الرغم من ذلك اضطر رونالدو إلى إنهاء فترة انقطاعه عن معسكر فريقه الاستعدادي قبل انطلاق الموسم الجديد حين حضر الثلاثاء الـ28 من يوليو الماضي، رفقة وكيله خورخي مينديز إلى مقر تدريبات النادي في مركز كارينغتون للتفاوض مع مسؤولي يونايتد والمدير الفني الجديد إريك تن هاغ بحضور المدير الفني التاريخي أليكس فيرغسون الأب الروحي لرونالدو، لحسم مستقبل قائد المنتخب البرتغالي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي خضم التكهنات حول مصير الهداف التاريخي لكرة القدم للأندية والمنتخبات، عاد لاستخدام حسابه على إنستغرام للتهديد بكشف جميع الحقائق المتعلقة بأزمته مع ناديه، في مقابلة خلال أسبوعين، كما هاجم الصحف ووسائل الإعلام مجدداً.
وقال رونالدو في تدوينة إنه يحتفظ بـ100 خبر كتب عنه في الآونة الأخيرة من بينها خمسة أخبار صحيحة فقط.
ومن بين المميزات الأخرى التي فقدها رونالدو أخيراً قدرته على البقاء في موقع مميز داخل فريقه، إذ كان دوماً جوهرة التاج في مانشستر يونايتد ثم ريال مدريد ويوفنتوس، لكنه تحول الآن إلى شخص منعزل.
وزعم تقرير موقع "ذا أتلتيك" أن رونالدو لا يظهر أي انسجام مع زملائه ويتناول الطعام وحيداً في مركز تدريبات الفريق، بل ويرفض علناً أسلوب الضغط العالي الذي ينوي المدير الفني تن هاغ تطبيقه في المباريات، وهو ما أثار حفيظة المدير ودفعه لتغيير رأيه بشأن ضرورة استمرار رونالدو في الفريق.
العوامل السابقة إضافة إلى حقيقة أن غالبية الأندية الكبرى رفضت التفاوض مع خورخي مينديز لضم رونالدو، باتت تؤثر في أداء النجم البرتغالي داخل المستطيل الأخضر، وباتت مشاركته أساسياً في هجوم الشياطين الحمر أمراً غير مؤكد.
وعاد رونالدو إلى مانشستر يونايتد، في نهاية أغسطس (آب) 2021، قادماً من يوفنتوس الإيطالي مقابل 15 مليون يورو، بعد رحلة احتراف استمرت 13 سنة، انتقل خلالها من إستاد أولد ترافورد إلى ريال مدريد الإسباني في صيف 2009 مقابل رسوم انتقال قياسية بلغت 94 مليون يورو، ثم غادر النادي الملكي في صيف 2018 إلى نادي السيدة العجوز مقابل 117 مليون يورو.
وكانت عودة رونالدو إلى يونايتد بمثابة طوق نجاة للنادي الذي يعاني الإخفاق المستمر خلال السنوات الأخيرة، لكن الواقع المرير لحالة الفريق صدم النجم البرتغالي، على الرغم من تسجيله 24 هدفاً وصناعة ثلاثة في 38 مباراة بكل البطولات خلال الموسم الماضي.
ومع فشل يونايتد في التأهل لدوري أبطال أوروبا، بدأ اللاعب في مراجعة موقفه، إذ أشارت مصادر مقربة منه إلى رفضه الابتعاد عن البطولة الأهم في كرة القدم الأوروبية، بينما تقدم عمره ولم يعد أمامه كثير في مسيرته الاحترافية.
ولعب رونالدو 19 موسماً متتالياً في دوري أبطال أوروبا، ليصبح الهداف التاريخي للبطولة برصيد 141 هدفاً، كما لم يظهر أي لاعب في التاريخ في مباريات دوري أبطال أوروبا أكثر من رونالدو، برصيد 183 مشاركة.