قاطع التيار الصدري في العراق اجتماعاً عقده قادة الكتل السياسية في قصر الحكومة ببغداد، الأربعاء الـ17 من أغسطس (آب)، بدعوة من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لمحاولة إيجاد مخرج للأزمة السياسية التي تشل البلاد.
بعد عشرة أشهر على الانتخابات التشريعية، لا تزال القوى السياسية عاجزة عن الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.
وارتفع مستوى التصعيد بين التيار الصدري والإطار التنسيقي منذ أواخر يوليو (تموز)، مع تبادل الطرفين الضغط في الشارع وفي التصريحات، من دون أن تتطور الأمور إلى عنف.
وحتى الآن، لم تفض محاولات الوساطة ودعوات الحوار بين الطرفين إلى نتيجة.
ويطالب التيار الصدري بحل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، فيما يريد الإطار التنسيقي إجراء هذه الانتخابات لكن بشروط، داعياً إلى تشكيل حكومة قبل إجراء انتخابات مبكرة.
ويضم الإطار التنسيقي، خصوصاً كتلة الفتح البرلمانية الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران وكتلة دولة القانون بقيادة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، الخصم التاريخي للصدر.
وجمع الكاظمي الذي يترأس حكومة تصريف الأعمال على طاولة واحدة، الأربعاء، قادة أبرز الكتل السياسية في البلاد، كما أفاد بيان صادر عن مكتبه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأورد البيان أن الاجتماع تم "بمشاركة قادة وزعماء القوى السياسية في العراق، وبحضور السادة رئيس الجمهورية ورئيسي السلطتين التشريعية والقضائية والمبعوثة الأممية في العراق جنين بلاسخارت".
وأفاد مصدر في الإطار التنسيقي بأن المالكي ورئيس كتلة الفتح هادي العامري ورئيس الوزراء الأسبق وزعيم ائتلاف النصر حيدر العبادي ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، حضروا الاجتماع.
وتمثل الحزبان الكرديان الكبيران كذلك في اللقاء بفؤاد حسين، وزير الخارجية عن الحزب الديمقراطي الكردستاني وبافل طالباني، رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بحسب مصدر في حكومة إقليم كردستان.
في المقابل، قاطع الاجتماع التيار الصدري الذي أعلن في بيان أنه "وبجميع عناوينه وشخصياته السياسية، لم يشترك فـي الحوار السياسي الذي دعا إليه السيد رئيس مجلس الوزراء هذا اليوم لا بطريق مباشر ولا غير مباشر".
ودعا الكاظمي، الثلاثاء، في بيان إلى هذا الاجتماع "للبدء بحوار وطني جاد"، مؤكداً أن هدف اللقاء هو "التفكير المشترك" من أجل "إيجاد الحلول للأزمة السياسية الحالية".
وكان الصدر الذي يعتصم مناصروه منذ أكثر من أسبوعين في محيط البرلمان العراقي، دعا إلى تظاهرة "مليونية" السبت المقبل، لكنه أعلن الثلاثاء تأجيلها "إلى إشعار آخر".
منذ 12 أغسطس، يقيم مناصرو الإطار التنسيقي كذلك اعتصاماً على طريق يؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد.