Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تحذر أنقرة من التورط مع موسكو في تخطي العقوبات

تركيا: لن نسمح بانتهاكات وغوتيريش يدعو إلى إزالة "العوائق" أمام تصدير الأسمدة والمنتجات الزراعية الروسية

قالت وزارة الخزانة الأميركية إن والي أدييمو نائب وزيرة الخزانة أبلغ يونس إليطاش نائب وزير المالية التركي بأن كيانات وأفراداً من روسيا يحاولون استخدام تركيا في تخطي العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب الحرب التي تشنها على أوكرانيا.

وأضافت الوزارة، في بيان، أن المسؤولين ناقشا أيضاً في اتصال هاتفي الجهود الجارية لتطبيق وإنفاذ العقوبات المفروضة على روسيا.

وقالت وزارة المالية التركية، في بيانها عن المكالمة، إن إليطاش شدد على عمق العلاقات الاقتصادية والسياسية التي تربط تركيا بكل من روسيا وأوكرانيا، لكنه أكد أيضاً لأدييمو أن أنقرة لن تسمح بأي انتهاك للعقوبات.

وذكرت الوزارة أن "إليطاش أكد أن موقف تركيا لم يتغير فيما يتعلق بالإجراءات والعقوبات الحالية، لكنها لن تسمح بانتهاك العقوبات من جانب أي مؤسسة أو شخص".

هجوم جديد على أسطول البحر الأسود الروسي

استهدف هجوم بطائرة مسيّرة، السبت 20 أغسطس (آب)، مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود، غداة إعلان الولايات المتحدة عن تقديم مساعدات عسكرية جديدة لكييف بقيمة 775 مليون دولار تهدف لإحداث تحوّل في سير المعارك.

في الأثناء، أصيب 12 أوكرانياً بينهم ثلاثة أطفال بجروح السبت، في قصف استهدف مدينة قريبة من محطة نووية رئيسة، وفق ما أفادت النيابة العامة في أوكرانيا.

الطائرة المسيّرة

ووقع الهجوم على الأسطول الروسي في سيباستوبول ولم يخلف إصابات، وفق ما أفاد حاكم المدينة الواقعة في شبه جزيرة القرم ميخائيل رازفوزجايف.

وقال رازفوزجايف في رسالة عبر تطبيق "تلغرام"، "تم إسقاط الطائرة المسيّرة فوق مقر الأسطول وسقطت على السقف واندلعت منها النيران".

ولم يخلف الحادث "أضراراً بالغة" ولا إصابات، وفق ما أفاد الحاكم محمّلاً القوات الأوكرانية مسؤولية العملية.

ويعد هذا الهجوم الثاني الذي يستهدف مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود في سيباستوبول في أقل من شهر.

ويأتي بعد إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجمعة عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة مخصصة لأوكرانيا بقيمة 775 مليون دولار بهدف مساعدة كييف على قلب المعادلة على الأرض واستعادة الأراضي التي احتلتها القوات الروسية منذ بدء الهجوم الروسي في 24 فبراير (شباط).

مساعدات أميركية جديدة

وأفاد مسؤول رفيع في البنتاغون الصحافيين بأن المساعدات الجديدة تشمل صواريخ دقيقة وأسلحة مضادة للدروع وطائرات استطلاع مسيّرة ومدفعية ومعدات لإزالة الألغام، بما يمكن أن يعزز الهجمات الأوكرانية.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته، "ترون نقصاً تاماً وكاملاً في التقدم الروسي في ساحة المعركة".

وتتضمن حزمة المساعدات الجديدة صواريخ لأنظمة "هيمارس" التي يستخدمها الأوكرانيون لضرب مستودعات الأسلحة الروسية، وصواريخ "هارم" جو-أرض المضادة للرادارا. كما تشمل أيضاً 15 طائرة استطلاع مسيّرة من طراز "سكاي إيغل" وألف صاروخ "جافلين" مضاد للدروع و1500 صاروخ "تاو" ومدفعية جديدة مع ذخيرة.

وتأتي هذه الحزمة الـ19 من المساعدات منذ بدء الحرب في وقت تُظهر المعارك استخدام القوات الأوكرانية لأسلحة دقيقة موجهة زودها بها الحلفاء بهدف تنفيذ ضربات في مواقع بعيدة خلف خطوط العدو، إضافةً إلى تدميرها عشرات مستودعات الأسلحة ومراكز القيادة الروسية منذ منتصف يونيو (حزيران).

وأخيراً تعرض مطار روسي ومنشآت أخرى في عمق شبه جزيرة القرم لأضرار جسيمة. وهذا الأسبوع، انفجر مستودع أسلحة على بعد نحو 50 كيلومتراً داخل مقاطعة بيلغورود الروسية.

ولفت خبراء عسكريون إلى أن هذه الحوادث تشير إلى قدرة أوكرانيا على توجيه ضربات عميقة خلف خطوط الدفاع الروسية واستعدادها لشن هجمات بعد مرور ستة أشهر على الحرب.

التطورات الميدانية

وبالفعل، أعلن الجيش الأوكراني السبت إسقاط أربعة صواريخ "كروز" عالية الدقة أطلقت من البحر الأسود قرب مدينة دنيبرو.

وأفاد رئيس بلدية ميليتوبول الواقعة في منطقة خيرسون التي احتلها الروس، إيفان فيدوروف، بأن الجيش الأوكراني قصف قاعدة عسكرية روسية في المدينة.

في الأثناء، ترتفع حصيلة الضحايا المدنيين للصراع، إذ أصيب 12 شخصاً بينهم ثلاثة أطفال في هجوم للقوات الروسية على مبنى سكني ومنازل عدة في مدينة فوزنيسينسك، بحسب ما أفاد مكتب النائب العام.

وقال المصدر على "تلغرام" إنه "بحسب البيانات الأولية، أصيب 12 شخصاً، بينهم ثلاثة أطفال بجروح"، مشيراً إلى أن "طفلين في حالة حرجة".

وقال الحاكم الإقليمي فيتالي كيم في وقت سابق على "تلغرام" إن تسعة أشخاص أصيبوا بجروح بينهم أربعة أطفال تبلغ أعمارهم ما بين ثلاث سنوات و17 عاماً جميعهم "حالاتهم حرجة".

وتقع فوزنيسينسك على بعد حوالى 20 كيلومتراً من المحطة النووية في بريفدينوكراينسك، ثاني أكبر محطة في أوكرانيا.

كما أعلن الجيش الأوكراني عن هجمات روسية في منطقة دونيتسك شرقاً.

محطة زابوريجيا

وتأتي التطورات الأخيرة بعدما وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن ترسل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعثة إلى محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية، الأكبر أوروبا، في ظل مخاوف من "كارثة واسعة النطاق"

تزامناً، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش روسيا، الجمعة الـ19 من أغسطس (آب)، خلال زيارة إلى أوكرانيا بعدم قطع محطة زابوريجيا التي تسيطر عليها في جنوب البلاد عن شبكة الكهرباء الأوكرانية، في وقت تتبادل كييف وموسكو التهم بقصف الموقع.

وفي وقت سابق الجمعة، قالت الشركة المشغلة للمحطات الأوكرانية "إينيرغواتوم" إنها تخشى مثل هذا السيناريو، مؤكدة أن الجنود الروس يبحثون عن إمدادات لمولدات تعمل بالديزل ستستخدم بعد وقف تشغيل المفاعل وقد فرضوا قيوداً على وصول الموظفين إلى الموقع.

وقال غوتيريش، خلال مؤتمر صحافي على هامش زيارة إلى ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود، إن "الكهرباء في زابوريجيا هي كهرباء أوكرانية بالطبع، ويجب احترام هذا المبدأ".

إلى ذلك قال مصدر دبلوماسي لوكالة الصحافة الفرنسية، الجمعة، إن الغربيين قلقون خصوصاً في شأن الحفاظ على التبريد بواسطة المياه في المفاعلات النووية أكثر من تأثير ضربة على المحطة "المبنية لمقاومة أسوأ" التأثيرات.

ودعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الجمعة، الروس إلى "الانسحاب" من الموقع و"إعادة السيطرة الكاملة على الفور إلى المالك الشرعي، أوكرانيا".

تحذير

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن "القصف المنهجي لمنطقة محطة زابوريجيا للطاقة النووية يثير مخاطر وقوع كارثة واسعة النطاق يمكن أن تؤدي إلى تلوث إشعاعي في مناطق شاسعة".

وشدد الرئيسان على "أهمية إرسال بعثة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة النووية في أسرع وقت، لتقييم الوضع على الأرض"، وفق ما أكد الكرملين، لافتاً إلى أن "الجانب الروسي أكد استعداده لتقديم كل الدعم اللازم لمفتشي الوكالة".

ووافق الرئيس الروسي على أن تمر البعثة عبر أوكرانيا وليس عبر روسيا كما كان اشترط في السابق، وفق ما أعلن قصر الإليزيه.

غروسي يرحب

ورحب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، في بيان مساء الجمعة، "بالتصريحات الأخيرة التي تشير إلى أن أوكرانيا وروسيا تدعمان هدف الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتمثل في إرسال بعثة" إلى محطة زابوريجيا.

وأضاف البيان أن الوكالة "تجري مشاورات نشطة مع جميع الأطراف" لإرسال فريق "في أسرع وقت ممكن، سيقوده" غروسي "بنفسه".

وشدد غروسي على أن "في هذا الوضع المتقلب والهش جداً من المهم عدم اتخاذ أي إجراء آخر يمكن أن يعرض سلامة واحدة من كبرى محطات الطاقة النووية في العالم للخطر".

وفي السياق ذاته اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن "استعادة الأمن بشكل كامل" في هذا الموقع "يمكن أن تبدأ بعد أن تبدأ البعثة عملها".

وفي رسالته اليومية مساء الجمعة قال زيلينسكي إن "هذا الصيف سيسجل في تاريخ عديد من الدول الأوروبية على أنه واحد من الأكثر مأساوية على الإطلاق".

وتابع "لا توجد تعليمات في أي محطة للطاقة النووية في العالم تنص على إجراء (يتبع) في حال حولت دولة إرهابية محطة للطاقة النووية إلى هدف".

تصدير الحبوب

وتناول غوتيريش، الخميس، خلال زيارة إلى مدينة لفيف في غرب أوكرانيا حيث التقى زيلينسكي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تصدير الحبوب الأوكرانية، وهو موضوع آخر يقلق المجتمع الدولي ويثير خشية حصول أزمة غذاء عالمية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستؤنف تصدير الحبوب الأوكرانية العالقة منذ بدء الهجوم الروسي، بعد إبرام اتفاق بين موسكو وكييف برعاية الأمم المتحدة وتركيا في يوليو (تموز).

وأعلن غوتيريش، الخميس الـ18 من أغسطس، أن الأمم المتحدة "ستكثف" عمليات تصدير الحبوب الأوكرانية قبل حلول فصل الشتاء، إذ إن الأخيرة أصبحت ضرورية جداً لإمداد دول أفريقية كثيرة بالأغذية.

وتطالب روسيا في المقابل برفع العوائق من أمام تصدير المنتجات الزراعية والأسمدة الروسية التي طالتها العقوبات الغربية.

وندد بوتين الجمعة خلال الاتصال مع ماكرون بـ"عقبات ما زالت قائمة أمام الصادرات الروسية"، وفق قوله.

في المقابل رفضت باريس اتهامات بوتين، معتبرة أن "هناك نية لدى الجانب الروسي لاستغلال هذه القضية سياسياً".

وفي هذا السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، السبت من إسطنبول، إلى إيصال الأسمدة والمنتجات الزراعية الروسية إلى الأسواق العالمية "من دون عوائق"، ملوحاً بخطر حدوث أزمة غذاء عالمية اعتباراً من العام المقبل.

وقال غوتيريش، "من المهم أن تتعاون الحكومات والقطاع الخاص لإيصالها إلى السوق". وأوضح، "ما نراه هنا في إسطنبول وأوديسا ليس سوى الجزء الأوضح من الحل. الجزء الآخر من هذه الاتفاقية الشاملة هو وصول المنتجات الغذائية والأسمدة الروسية التي لا تشملها العقوبات من دون عائق إلى الأسواق العالمية". وأشار إلى أن صادرات الأسمدة والمنتجات الزراعية الروسية لا تزال تواجه "عقبات".

وأضاف، "من دون أسمدة في عام 2022 ، قد لا نجد ما يكفي من الغذاء في عام 2023. إخراج مزيد من الغذاء والأسمدة من أوكرانيا وروسيا أمر أساسي لتهدئة الأسواق... ولخفض الأسعار بالنسبة للمستهلكين".

إلى ذلك، أعلنت شركة "غازبروم" الروسية، الجمعة، تعليق شحنات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 1" لمدة ثلاثة أيام من 31 أغسطس إلى 2 سبتمبر (أيلول) بهدف "الصيانة". ويزيد هذا القرار المخاوف من حدوث نقص في الطاقة في أوروبا، إذ تتهم موسكو بالابتزاز على هذا الصعيد.

إلى ذلك، أعلنت شركة "غازبروم" الروسية، الجمعة، تعليق شحنات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 1" لمدة ثلاثة أيام من 31 أغسطس إلى 2 سبتمبر (أيلول) بهدف "الصيانة". ويزيد هذا القرار المخاوف من حدوث نقص في الطاقة في أوروبا، إذ تتهم موسكو بالابتزاز على هذا الصعيد.

المزيد من دوليات