على الرغم من إنجاز مطار كركوك منذ ما يقارب عام، وإعطاء إجازة له للعمل من قبل سلطة الطيران المدني العراقي مطلع العام الحالي، إلا أنه لم يُشغل حتى الآن لأسباب غير معروفة.
وبعد مطالبات من قبل نواب كركوك وومثليها وحكومتها المحلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لفتح المدرج، استجابت الحكومة المركزية وأرسلت وفداً أمنياً رفيعاً يضم لجنة من مستشارية الأمن القومي العراقي ووزارة النقل لتفقد المطار، ورفع تقرير بشأن إمكانية تشغيل المطار خلال فترة قريبة.
قاعدة عسكرية
في الأصل، كان مطار كركوك الذي سيشّغل قربياً، يسمى قاعدة كركوك الجوية، وهي مطار عسكري أنشئ في سبعينات القرن الماضي، ويّعد من أضخم القواعد الجوية العراقية التي استخدمت كقاعدة لانطلاق الطائرات في الحرب العراقية - الإيرانية 1980-1988، ومن ثم اتخذت منه القوات الأميركية مقراً أساسياً لها في المدينة منذ عام 2003 وحتى انسحابها منه نهاية 2011.
ومنذ عام 2018 وبعد أشهر من سيطرة القوات الحكومية العراقية على مدينة كركوك، وانسحاب "البيشمركة" الكردية منها في أكتوبر (تشرين الأول) 2017، قررت الحكومة العراقية وبالتعاون مع حكومة المدينة، تحويل المطار العسكري إلى مطار مدني عن طريق الاستثمار.
وتعوّل إدارة كركوك على المطار في خلق فرص عمل كثيرة، إضافة إلى إلغاء ما تصفه حلقات زائدة بالنسبة للشحن الجوي والتنقل، فسكان المحافظة البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، يعتمدون على مطار أربيل القريب في إقليم كردستان.
كما أن مطار المدينة التي تبعد عن بغداد 250 كلم، سيكون حلقة مهمة لجذب سكان محافظات ديالى وصلاح الدين وجنوب الموصل، للسفر من خلاله إلى الخارج بدلاً من التوجه إلى مطاري أربيل وبغداد بسبب إجراءات الأمنية المعقدة نوعاً ما في دخول المدينتين.
المطار جاهز للعمل
ويؤكد مدير الإعلام والاتصال الحكومي في محافظة كركوك مروان ابراهيم خليل، أن جميع الأجهزة ومرفقات المطار جاهزة للعمل وهو جاهز للافتتاح.
وقال "التحضيرات منجزة والمطار جاهز لاستقبال جميع أنواع الطائرات، وقد حط به عدد من الطائرات منها تابعة للأمم المتحدة وأخرى عسكرية"، مبيناً أن المدرج وأجهزة الرادار والإنارة النهارية والليلية وأجهزة التحكم والمكاتب والدوائر جميعها كاملة.
وأضاف خليل أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وعد بافتتاحه، إلا أن التزاماته أجلت الافتتاح خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن لجنة عالية المستوى من مستشارية الأمن القومي وممثلين من الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وإدارة المنافذ للتقييم، كلهم تفقدوا المطار ووجدوا كل الأمور جاهزة، باستثناء بعض الملاحظات الأمنية.
يخدم الملايين
ولفت مدير الإعلام والاتصال الحكومي إلى أن المطار إذا ما تم افتتاحه، سيقدم خدمة لأكثر من 3.8 مليون نسمة سواء من كركوك أو المحافظات المجاورة بدل السفر إلى مطار أربيل، موضحاً أن كركوك تضم خليطاً متنوع اًمن العرب والتركمان والكرد وكذلك من الشيعة والسنة، رحلاتهم الجوية كثيرة نحو دول الجوار، لاسيما إلى إيران وتركيا باعتبار وجود طلبة من محافظة كركوك يدرسون في كلا الدولتين.
وتقع مدينة كركوك على مفترق طرق الواصلة بين محافظات ديالى وصلاح الدين وبغداد ومدن إقليم كردستان العراق خصوصاً أربيل والسليمانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
3000 فرصة عمل
وعن أهمية المطار بيّن خليل أن كركوك مدينة نفطية، وفي عشرينات القرن الماضي كان لديها مطار، وتشغيل المطار سيكون داعماً مشتركاً لكل المكونات وسيوفر فرص عمل تصل إلى 3000 فرصة، لافتاً إلى أن المحافظة جاذبة للاستثمار كونها آمنة مستقرة، فضلاً عن أن شركة "بريتش بتروليوم" راغبة في تطوير حقل كركوك النفطي ما يزيد من أهمية المطار.
وتعتبر المحافظة التي تبعد 265 عن العاصمة بغداد من المدن المهمة الغنية بالنفط، وتضم خليطاً سكانياً من العرب والتركمان والأكراد، وهي من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية والإقليم.
وتساءل عضو الجهة التركمانية في كركوك أحمد حيدر، عن الأسباب وراء عدم افتتاح المطار لكونه أنجز منذ عام تقريباً، خصوصاً أنه تم الإيفاء بجميع المتطلبات الفنية والقانونية لافتتاحه.
وقال إن المستلزمات الفنية واللوجستية كافة والملاحظات التي قدمتها سلطة الطيران المدني تم الإيفاء بها.
التحركات محدودة
وأضاف حيدر أن المطار استثماري وتم إكمال الموافقات الرسمية والإيفاء بجميع المعاير التي تطلبها سلطة الطيران المدني، والجميع ينظر باستغراب لعدم افتتاحه.
واعتبر عضو الجبهة التركمانية أنه يتعين على أهالي كركوك عدم انتظار الحكومة الاتحادية المنهمكة بالمشاكل السياسية، ودعم الحكومة المحلية في افتتاحه إذا لم يكن هناك عائق فني أو قانوني، باعتبار أن سلطة الطيران المدني أعطت إجازتها الموقتة لتشغيل المطار.
فوائد اقتصادية
وتطرق الصحافي عن محافظة كركوك عدنان الجبوري إلى منافع اقتصادية ستعم المحافظة، لافتاً في الوقت نفسه إلى احتمال أن يؤثر على مطاري أربيل وسليمانية، مؤكداً أن المطار جاهز للعمل ولا يوجد أي معرقل فني لافتتاحه.
وأضاف الجبوري أن المطار سينعش المحافظة اقتصادياً وسيخدم محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى والموصل، لكون سكانها يسافرون عبر مطارات الإقليم، واستعبد أن يتم افتتاحه في عهد الحكومة المحلية الحالية.
وتعد كركوك من أهم المدن العراقية في الإنتاج النفطي، إذ يعتبر حقل كركوك النفطي من أقدم الحقول في العراق، اكتشف في عشرينات القرن الماضي ويقدر الاحتياطي النفطي الموجود في المدينة، بحسب وزارة النفط العراقية، بنحو 13 مليار برميل أي نحو 12 في المئة من الاحتياطي العراقي المكتشف.
وأظهرت إحصائيات وزارة النفط العراقية وشركة تسويق النفط العراقية (سومو) أن صادرات النفط الخام من كركوك عن طريق الأنابيب إلى ميناء جيهان التركي، وصلت إلى 35 مليون و580 ألف و218 برميل خلال عام 2021.