غيب الموت، السبت 21 أغسطس (آب)، عبدالمقصود خوجة الذي يعتبر أحد أبرز أدباء ومثقفي السعودية، إذ جمع في مسيرته بين العمل الثقافي والأدبي والإعلامي وكذلك التجاري، واكتسب صالونه الأدبي الذي عرف باسم "إثنينية عبدالمقصود خوجة" الممتد لأربعة عقود، شهرة واسعة على مستوى المثقفين العرب والأجانب.
وارتبط ذكر الراحل بالصالون، ففيه قام بتكريم 502 من رموز الأدب والشعر والفكر من مختلف الجنسيات، كان أولهم مؤسس مجلة "المنهل" الأديب عبدالقدوس الأنصاري في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1982، قبل أن تتوقف "الإثنينية" 2015 جراء مرض صاحبها الذي منع استمرار عادته شبه الأسبوعية في جدة، غرب السعودية.
خوجة المولود في مدينة مكة عام 1936، لم يكن بعيداً من الثقافة والإعلام في طفولته وشبابه، فوالده محمد سعيد خوجة ترأس تحرير جريدة "أم القرى" وهي أول صحيفة سعودية، كما درس في مدارس "الفلاح" في مكة المكرمة، وأكمل دراسته في المعهد العربي الإسلامي بدمشق.
بعد عودته للبلاد شغل العديد من المناصب الحكومية، منها مندوب الديوان الملكي في العاصمة اللبنانية، كما عمل في المكتب الصحافي في السفارة السعودية ببيروت لينتقل بعد ذلك للعمل مديراً للمكتب الخاص للمديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر في جدة قبل إنشاء وزارتي الثقافة والإعلام في السعودية، كما شغل منصب مدير الإدارة العامة للصحافة والإذاعة والنشر بجدة، وفي عام 1962 قرر خوجة ترك العمل الحكومي والتفرغ لأعماله الخاصة فعمل في مجال المقاولات.
عودته للثقافة
وعلى الرغم من انشغال خوجة في أعماله التجارية، فإنه قرر العودة للساحة الثقافية مطلع ثمانينيات القرن الماضي، من خلال منتدى ثقافي يجمع فيه رواد الأدب والفكر والإعلام أسبوعياً، ليس فقط للاحتفال بأحدهم، بل كذلك بإنتاجهم الفكري وسط حضور المهتمين من الكتاب والمثقفين والإعلام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما لم تتوقف أعمال الصالون الأدبي على عقد اللقاءات وتكريم الرواد، فحرص خوجة خلال الـ40 عاماً الماضية على أرشفة جميع محتوى صالونه الأدبي، والتي طبعها في 22 مجلداً، إضافة إلى توثيق جميع اللقاءات الأدبية من خلال الفيديو الذي نُشر للعامة عبر صفحة "الإثنينية" على مواقع الإنترنت.
وعلل خوجة حرصه على توثيق لقاءات صالونه الثقافي في حوار صحافي عام 2014 بالقول، "هدف (الإثنينية) جمع وتوثيق الأعمال الأدبية للرعيل الأول من الأدباء السعوديين الذين تناثرت أعمالهم مما صعب على المهتمين والباحثين الحصول عليها، وهو هاجس ظللنا نعاني منه بشدة".
وعلى الرغم من إسهام "إثنينية" عبدالمقصود خوجة بشكل ملموس في الوسط الثقافي والأدبي والفكري وحصولها على جائزة مكة للتميز في عام 2010، وتقليد مؤسسها وسام الثقافة في معرض الكتاب بالرياض في 2010، فإنها توقفت منذ منتصف عام 2015، وبوفاة مؤسسها طالب كثيرون بعودتها وفاء وتكريماً لصاحبها ولتوثيق مسيرته في النهضة الثقافية بالبلاد.